جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / اقتصاد / 60 يوماً تهدد دولة إقليمية بخسارة 57 مليار دولار
cdb0a627-05d0-40fe-b923-98b3ef12917f_16x9_600x338

60 يوماً تهدد دولة إقليمية بخسارة 57 مليار دولار

ستعيش طهران، ومعها مستثمرون أوروبيون وأميركيون 60 يوماً عصيبة منحها الرئيس دونالد ترمب، مهلة للكونغرس الأميركي، لدراسة الاتفاق النووي الذي أبرم بالعام 2015، ذلك الاتفاق الذي فتح آفاقاً بمشاريع كبرى كانت ستبدأ شيئا فشيئا في إخراج الاقتصاد الإيراني من عزلته الدولية، لكنه اليوم بات مهدد بالتعديل أو الإلغاء.

ومن دون رفع العقوبات الأميركية، فإن اتفاق إيران مع بقية دول العالم، لن يمكنها من إبرام صفقات مزعومة بقيمة تقدر بنحو 57 مليار دولار، حسب إحصائية “العربية.نت” للمعلن رسمياً من مشاريع وعقود الشركات والدول التي زار مسؤولوها طهران، واستمتعوا بعزف النشيد الوطني لبلادهم، والتقاط الصور بعد الصفقات، لكنهم وبحسب مصادر استثمارية “لم يجدوا بنوكا أو مصارف تثق بتمويل مثل هذه الصفقات حتى الآن”، ربما نظراً للظروف المعقدة للحالة الإيرانية مع المجتمع الدولي.

وستظل العقوبات الأميركية تشكل بلا منازع مصدر الخطر الأكبر على الأموال المستثمرة بالداخل الإيراني، إذ تضع العقوبات المحتمل تشديدها في أي لحظة، بنوك العالم، أمام خيارين، أحدهما يشبه الجنون، فإما الابتعاد عن إيران ومخاطرها المالية، وإما الاستثمار معها والتعرض لعقوبات دولية باهظة، لا سيما بعد تحول الخطاب الأميركي تجاه طهران، ورفع درجة التذمر الدولي من سياساتها الخارجية.

60 يوماً حاسمة

ووصف أحمد آل إبراهيم الباحث بالعلاقات الدولية، في مقابلة مع “العربية” خطاب الرئيس ترمب حول العلاقة مع إيران، بأنه يعد نقطة تحول لتشديد الخناق على السلوك الإيراني التوسعي بالمنطقة، و”سيجري التضييق عبر وزارة الخزانة الأميركية على الحرس الثوري الذي يعد ذراعاً استثمارية مهمة لطهران لتمويل تدخلاتها التي تقوض استقرار المنطقة”.

واعتبر آل إبراهيم، أن “إعطاء الكونغرس فرصة الـ 60 يوماً لإطلاق رصاصة الخروج الأميركي من الاتفاق”، سيشكل أكبر تهديد لهذا الاتفاق، ويعيد الثقة إلى مستويات متدنية بالتعامل مع طهران، مؤكدا أن “خروج أميركا من الاتفاق سيجعله منتهياً”.

كما أن هذه الحالة الضبابية حيال العلاقة بين أميركا وحلفائها مع طهران ستصعب من استعادتها الثقة الاقتصادية مع العالم، وبخاصة المستثمرين العالميين الذين يجدون أنفسهم غير مضطرين لتحمل أعباء إضافية لدخول السوق الإيراني، الذي يتسم بدرجة عالية من المخاطر الداخلية أساساً، نتيجة تراجع البنى التحتية، وزيادة نسبة المخاطر المالية، والنظام المصرفي المتهالك.

الصفقات المهددة حالياً

وكثفت إيران جهودها بعد الاتفاق النووي، على جذب الاستثمارات في قطاعات الطيران والنفط والغاز والسيارات، بجانب عجزها عن حل العقدة الأكبر التي تتمثل بالتعاون المالي والمصرفي مع العالم، وهي أبرز القطاعات التي تحتاجها طهران بعد سنوات طويلة من العقوبات التي جعلت منها واحدة من أكثر الدول الإقليمية انعزالا عن اقتصاد العالم، ومن أبرز الاتفاقيات الرئيسية المهددة بقوة خلال الأيام المقبلة:

– اتفاق مع إيرباص الأوروبية لشراء 114 طائرة بقيمة 10 مليارات دولار.

– خطط لـ 10 سنوات لشراء واستئجار 400 طائرة من بوينغ وإيرباص بنحو 40 مليار دولار.

– صفقة مع شركة السيارات الفرنسية رينو بقيمة 780 مليون دولار.

– اتفاق مع شركة توتال الفرنسية العملاقة للنفط بقيمة 4.8 مليار دولار.

– اتفاق مع شركة “أر زي دي” الروسية بقيمة 1.4 مليار دولار بقطاع السكك الحديد.

– اتفاقيات بقطاعات الكهرباء والطاقة النووية والسكك الحديد مع الصين لم تحدد قيمتها بشكل واضح.

مراجعة ترمب

وكان الرئيس الأميركي، دونالد #ترمب، أعلن الجمعة الماضية، استراتيجيته الجديدة إزاء إيران، مؤكداً أنه لن يصدق على التزام طهران بالاتفاق النووي، وأن إدارته ستعمل مع الكونغرس لإجراء تعديلات على الاتفاق.

وقال ترمب إن الاستراتيجية تتمثل في أننا “نتعاون مع حلفائنا لمواجهة أنشطة إيران التدميرية. ونقوم بفرض أنظمة أخرى على نظام إيران لوقف تمويل الإرهاب، ومعالجة مسألة صواريخ #إيران التي تهدد دول الجوار، وعدم السماح لنظام إيران بامتلاك أي من الأسلحة النووية”.

وأوضح أن تنفيذ الاستراتيجية سيبدأ بفرض عقوبات على الحرس الثوري، وهو ما يمثل المرشد الإيراني “الفاسد” الذي استفاد من “كافة خيرات إيران لنشر الفوضى”.

وكانت طهران توصلت والقوى العالمية الست إلى الاتفاق بشأن برنامجها النووي في 14 يوليو 2015 بعد أكثر من 10 سنوات من المفاوضات المتقطعة لإبرام اتفاق كان المؤمل منه، حث إيران على الدخول في منظومة الدول المستقرة، لكنها استغلت الاتفاق في تمويل توسعاتها المؤججة للتوتر بالشرق الأوسط.

وتضم مجموعة الدول الست، الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا والصين)، إلى جانب ألمانيا.

وقضى الاتفاق الذي أبرم بدعم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، برفع عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة على إيران مقابل موافقتها على فرض قيود طويلة الأجل على برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب بأنه يهدف إلى صنع قنبلة ذرية.

 

 

العربية.نت