شدد الوزير السابق اللواء أشرف ريفي على “التكاتف لمواجهة أي سلاح غير شرعي”. وقال خلال زيارته بلدة ايزال في الضنية بدعوة من التجمع المدني: “أنا إلى جانبكم ومعكم، وأفخر بدعوتي إلى هذه البلدة العزيزة، وأن تكون مجموعة من الشبان والشابات تشكل التجمع المدني في بلدة إيزال، وهم نخبة من كافة العائلات وخريجي الجامعات سواء كانوا 120 أو 40، فهذه مؤشرات للانطلاق في الحياة، ولن يقف أمامكم أي عقبة”.
أضاف: “نعلم حاجات البلدة وحاجات الشباب إلى الوظائف وفرص العمل. لدينا كل المقومات للانطلاق وسننطلق وإياكم إن شاء الله بحركة تغييرية لهذا الواقع. لقد خضنا في طرابلس معركة الإنتخابات البلدية وظن البعض أن خوض هذه المعركة في وجه كل القوى السياسية غير المتجانسة، هو نوع من الجنون، وإذ بنا أثبتنا كما أثبتم في الضنية وإيزال، أن لله رجالا إذا أرادوا أراد، فكان لنا قرار بتغيير قواعد اللعبة وغيرناها في بلدية طرابلس وسنغيرها في كل مناطقنا في الشمال بإذن الله”.
وتابع: “لن نقبل أن تحكم الدويلة داخل هذه الدولة، وهي خصمنا الأساسي، ولن نقول إنها عدونا، فهم لبنانيون نحن شركاء وإياهم في هذا الوطن، لكنهم جعلوا من أنفسهم آداة للمشروع الايراني الذي سنخاصمه شاء من شاء وأبى من أبى، ولن نخشى المواجهة النهائية”.
وقال ريفي: “هذا على مستوى الخط السياسي، وبالمقابل من يتصدر للعمل العام عليه أن يعطي الأهمية لحاجات أهله ومطالبهم، من مياه وأعلم كم تعانون في هذه البلدة من هذه القضية ونحن على بعد أمتار من أغزر وأنظف مياه رزقنا بها من الخالق. شاباتنا وشبابنا يعانون من عدم وجود فرص عمل تليق بشهاداتهم العلمية، نستطيع وإياكم أن نضع مخططا توجيهيا لهذه المنطقة”.
أضاف: “اليوم نعلم أن كل دول العالم لا يمكن لها أن تصل إلى النجاح من دون مخطط توجيهي، فيجب أن نعلم واقعنا، الطرقات الشبكة الصحية، الشبكة المدرسية، الحاجات الأساسية للمواطن يجب أن تكون حاضرة أمامنا وبنفس الوقت علينا أن نعي إمكانياتنا، من نسبة المتعلمين، نسبة العاطلين عن العمل، نسبة فرص العمل الموجودة لدينا، كما يتوجب علينا أن نعي نسبة المردود الذي تزودنا به الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة، ويجب أن نأتي بخبراء لإعداد هذا المخطط التوجيهي ونحن نملك هؤلاء الخبراء، ويجب أن نعلم ماذا نريد وكيف نرى منطقة الضنية بعد خمس سنوات و50 سنة، وهكذا تتقدم المدن وتنشأ ويتطور المجتمع، وأي مشاريع يتم تقديمها بخطط عشوائية قد تصيب وقد لا تصيب، لا يمكن أن ننتظر نموا من دون أن يكون فعلا لدينا ما يسمى بالمخطط التوجيهي”.
وتابع: “أتوجه إلى هذه البلدة الحبيبة لأقول إننا نفتخر بحضوركم ونفتخر بوجودكم وطاقاتكم وإمكانياتكم. أتقدم بتحية خاصة من الصديق عمر ياسين ابن هذه البلدة العزيزة والمتواجد حاليا في مدينة سيدني – أستراليا مع شقيقي الدكتور جمال ريفي، أتقدم من رئيس البلدية الحالي الموجود في أستراليا ورئيس البلدية السابق الذي شرفنا بحضوره لأقول إننا إلى جانبكم، نحن إلى جانب أهلنا وواجبنا أن نكون إلى جانبكم. إننا نتحضر لخوض المعركة الإنتخابية، أقول وأصارح: أنا سأكون أمامكم للاجابة عن أي سؤال تريدونه، فنحن مع إقامة حوار بيننا وبين أهلنا، حوار من القلب إلى القلب، فاسأل ما تريد ومعروف عني أنني أرفض منطق اللقاءات المعلبة، ولا شيء لدي لأخفيه، فأنا شخص متصالح مع نفسه وأجيب عن كل الأسئلة مهما كانت دقيقة وحساسة”.
وأردف: “يشكل وجود الدويلة في لبنان معضلة كبرى، ففي كل دول العالم هناك سلاح وحيد شرعي وهو سلاح جيش الدولة، وفي لبنان السلاح الشرعي هو سلاح الجيش والقوى الأمنية اللبنانية، وأي سلاح آخر هو سلاح غير شرعي مهما بلغت قوته. ونقول لمن ضعف أمام هذا السلاح غير الشرعي: نحن رجال نستطيع بالموقف أن نقف بوجه هذا السلاح. يستطيع أن يغتال واحدا واثنين وثلاثة وأربعة وعشرة وعشرين لكن لا يستطيع أن يغتالنا جميعا”.
وقال: “لقد أتيت من خلفية أمنية، أربعون عاما في الأمن وقد أعلنت سابقا وأعلن الآن وأقول لجميع المسؤولين: قوة حزب الله هي وهم صنعه ضعفنا. نحن مؤمنون بالقاعدة الشرعية إعقل وتوكل، لكن إن أراد الله أن يأخذ المنية فنقول نعم نحن مؤمنون، وحياة الآخرة قد تكون أفضل من حياة الدنيا، وحين يأخذ ربنا أمانته نحن نسلم الأمانة تسليما قضائيا ودينيا”.
أضاف: “جميعنا نعلم أن الجناح الأمني من حزب الله اغتال شهيدنا الكبير الشهيد رفيق الحريري رحمه الله، وهو من اغتال وسام الحسن وكان عتبي على وزير الداخلية، وكذلك اغتال وسام عيد. في الذكرى الثانية لاغتيال الشهيد وسام الحسن أعلن وزير الداخلية أننا على قاب قوسين أو أدنى من إنهاء التحقيقات في اغتيال وسام الحسن وكنت حينها في الموقع الأمني وكان لدينا بداية معطيات عن الجهة الفاعلة، ومن ثم استكملت شعبة المعلومات بعد خروجي ووضعني الضباط في أجواء التحقيقات وكان لدينا معطيات مؤكدة عمن اغتال وسام الحسن، وكنا نعرف أن القاتل في أغلب الجرائم واحد، القرار هو مشترك إيراني سوري والتنفيذ أمن حزب الله، وأنا مسؤول عن كلامي”.
وتابع: “منذ ثلاث سنوات وعدنا وزير الداخلية بأنه وخلال فترة قصيرة، سيعلن هذه النتائج ولغاية اليوم لم نسمع سوى صمت القبور ولم نسمع النتائج، فمن يقوم بالحسابات حفاظا على الموقع لا مكان له لدينا نهائيا، لا في قلبنا ولا في لعبتنا السياسية نهائيا، إذ يجب أن تكون رجلا بكل معنى الكلمة وعلى قدر المسؤولية الأمنية المطلوبة منك، ومن لا يحمي شهداءه ورجاله لا مكان لديه في الحياة. أعلم أن حزب الله يهدد البعض بحرمانه من الوصول إلى الموقع أو يحرمه من موقعه، ولكن يجب أن يكون الموقف لدينا أهم من الموقع، ومن يعتبر أن الموقع أهم من الموقف سيسقط إما اليوم وإما غدا، وهذه النتيجة الحتمية لمن يخشى من الموقف وعلى الموقع”.
وتوجه ريفي إلى وزير الداخلية بالقول: “نعم أنا كمسؤول أمني سابق، أقول لك إنني أعلم أن من اغتال أغلى شهداء ثورة الإستقلال هو قرار ايراني سوري، والمنفذ أمن حزب الله. يقولون عنا إننا متشددون، وهذا الأمر غير صحيح، فنحن مع العيش المشترك، نحن رجال اعتدال، ولكن إما أن يكون الإعتدال قويا والأقوياء يصنعون السلام، المنبطحون لا يقدمون شيئا للسلام أو الإستقرار، والعدالة تؤمن الإستقرار والعيش المشترك وانطلاق الحياة، ومن يخشى قوة حزب الله لا يصنع وطنا، العدالة هي عدالة الأقوياء، والإعتدال القوي هو اعتدال وأي شيء آخر هو ليس اعتدالا بل انبطاح أو ضعف أو تخاذل، ولدينا ما يكفي من الرجال والجرأة والشجاعة لقول الحقيقة كما هي، لنقول لحزب الله نعم، إما العدالة وإما نترك لأهلنا وأولادنا والأجيال القادمة نزعة للانتقام ولن يبقى حزب الله الأقوى على هذه الارض، لن يبقى على ما هو الا هو سبحانه وتعالى”.
أضاف: “هل يضمن حزب الله أن يكون هو الأقوى على الأرض اللبنانية؟ واهم إن اعتقد أن قوته أبدية، فالابدية لله وكل شيء متغير والقاعدة الصينية تقول: الثابت الوحيد أن كل شيء متغير. بمعنى إن كان حزب الله الاقوى من ناحية السلاح اليوم، فهو لن يكون كذلك غدا، وسنطالب بالعدالة بكل شجاعة وجرأة لحماية أطفالنا وأجيالنا القادمة من أن يكون لديهم رغبة في الإنتقام، ولن نتسامح مع من اغتال رجالنا وأهلنا. نحن نطالب بالعدالة وليس بالثأر والإنتقام، إنما لو اختفت العدالة فلن يكون هناك أمام الأجيال القادمة سوى الثأر والإنتقام”.
وتابع: “في عام 2009 فازت قوى الرابع عشر من آذار بالإنتخابات النيابية وحصلت على الأغلبية المطلقة وأسقطت حكومة الشيخ سعد الحريري بكل وقاحة من الرابية، وكان يومها يمثل الأغلبية الساحقة في الطائفة السنية. نحن نقول إن ما حصل يومها وجه طعنة لنا، فأهلنا من اختاروا الحريري ليكون رئيسا للحكومة وكلف بها وقام بتشكيلها وأسقطوها بما سمي بالثلث المعطل، ولن نسمح بإعادة هذه التجربة، هذا الجرح لن يندمل أبدا، ولن نسامح من قال يوما “وان واي تيكيت”.
وقال: “نحن من دعاة الوحدة، ونقول إن الوحدة قوة والتشرذم ضعف، وطالما قلنا إن القضية المحقة والثوابت والمبادىء تجمعنا، يوم إعلان الشيخ سعد الحريري استقالته من المملكة العربية السورية، وهنا أقدم باسمكم تحية كبرى للمملكة، يومها أعطيت الحرية الكبرى لسعد الحريري، ولم أتردد يوما لاقول له نعم ستجدنا إلى جانبك كتفا إلى كتف، والعودة إلى الثوابت والمبادىء هي مطلبنا وقضيتنا هي قضية الدولة التي لا تريد وجود دويلة أقوى منها داخلها”.
أضاف: “لن تنتظم الأمور بوجود دويلة أقوى من الدولة، ومن يعتقد أن وجودها قدر لا مفر منه واهم. وأكرر القول إن الدولة هي الدائمة ولن نعطي الشرعية للسلاح غير الشرعي، فهذا وضع شاذ مخالف للطبيعة ومن يخالف الطبيعة تلفظه. احتل الاسرائيلي أرضنا ودخل سلاح النظام السوري وأمسك بمفاصل الدولة وخرج، وكما خرج الإحتلال الإسرائيلي والهيمنة السورية، سيخرج حزب الله، سيخرج السلاح الايراني من هذه الأرض شاء من شاء وأبى من أبى. هذه ليست تنظيرات بل قناعات وفقا لثوابت الحياة ووفقا لقانون الطبيعة، نعم أي سلاح خارج إطار الشرعية لن يبقى”.
وختم متوجها للجيش اللبناني: “سلاحك هو الوحيد الشرعي بنظرنا، وكذلك الأمر بالنسبة لقوى الأمن الداخلي. وأكرر القول من موقعي الأمني إن قوة حزب الله وهم صنعه ضعفنا، فلنتحد ولنتكاتف ولنتعاضد لنقول: لا لسلاح حزب الله ولأي سلاح غير شرعي، ونعم لسلاح الشرعية التي وحدها تحكمنا”.