جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / لبنان… من سويسرا الشرق إلى جهنم
IMG-20200923-WA0028

لبنان… من سويسرا الشرق إلى جهنم

(فرح فتفت)

“لبنان يا قطعة سما”، “بيروت يا ست الدنيا”، هذه الكلمات التي لطالما تغنى بها اللبنانيين وصدحت من حناجر عملاقة الفن اللبناني.

فاين نحن اليوم من هذه الكلمات ؟!

لبنان “قطعة سما” التي عاش اللبنانيون زهوها ما بين الخمسينيات وأوائل السبعينيات ولقبت بسويسرا الشرق أضحت “قطعة من جهنم”، بلدٍ مزقه الفاسد والمرتشي، دولة أقل ما يقال عنها فاشلة بكل مقوماتها. أما “ست الدنيا” تحولت إلى بيروشيما وارتدت وشاحها الأسود بعد الرابع من آب الأشبه بمجزرة حيث قتل المئات وأصيب الآلاف وشردت العائلات.

وتعيش “سويسرا الشرق” الجريحة اليوم أزمة وجودية في ظل المشاكل المتلاحقة والمتداخلة التي تثقل كاهل اللبنانيين. وبصيص الأمل المتبقي يتلاشى شيئاً فشيئاً قبل الانهيار الكبير والذهاب إلى جهنم كما قال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ما لم يتم الاتفاق على تشكيل حكومة في القريب العاجل. فالترقب سيد الموقف، وأنظار اللبنانيين تشخص نحو قصر بعبدا إلى ما ستؤول إليه الأمور في تشكيل حكومة الرئيس مصطفى أديب في ظل العقبات التي تحول دون أبصرها النور.

فهل سيتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة قصر بعبدا قريباً إيذاناً بولادة الحكومة ومعها إنجاح المبادرة الفرنسية خشبة الخلاص الوحيدة إن لم تكن الأخيرة.

وفي السياق عينه، يرزح لبنان تحت وطأة أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام ١٩٩٠ مع انهيار سعر الليرة اللبنانية أمام الدولار ناهيك عن الغلاء الفاحش في الأسعار مقابل تدني القيمة الشرائية للمواطنين. وتعثر المفاوضات مع البنك الدولي منذ أشهر وتبادل الاتهامات بين الحكومة ومصرف لبنان، مما زاد من التدهور الاقتصادي. وملامح الدخول في مرحلة وقف الدعم عن المحروقات والقمح والدواء في ظل تناقص احتياطات العملات الأجنبية في المصرف المركزي. وارتفاع نسبة البطالة والفقر حيث بلغت ما يقارب ٦٠% من سكان لبنان الذين يعيشون تحت خط الفقر وفق تقرير البنك الدولي.
ويتأزم الوضع داخل هذا البلد الصغير  يوماً بعد يوم، وشبح انهيار القطاعات الصحية والاقتصادية والتربوية ينذر بعواقب وخيمة لا تحمد عقباها. فهل ستتحول سويسرا الشرق إلى فنزويلا الشرق أما أن الضغط الفرنسي والدولي الكثيف سيؤول دون ذلك؟!

ختام القول، ألا يستحق اللبنانيون عدم الذهاب إلى جهنم؟ والنعيم في جنة لبنان…