Lebanon On Time _
أدلى معالي الوزير النائب أشرف ريفي بحديث إلى جريدة وموقع «ناشطون» تناول فيه قضايا الساعة والتطورات والأوضاع على الساحة اللبنانية من مختلف جوانبها على الشكل الآتي:
– س: في مستهل هذا اللقاء إسمحوا لنا معالي الوزير ان نسألكم عن رأيكم في تقريب موعد إجراء الحفريات تنقيبا عن النفط في البلوك(9)العائد للبنان؟
– ج: للأسف أن البدء بالحفر في البلوك 9 من أصل 10 بلوكات يعني، أن هناك من يعطي الأولوية إلى منطقة جغرافية معينة، مع أنّ البدء بالحفر في أي بلوك هو بالحقيقة لكل اللبنانيين ولكن دعوني أنبّه إلى عقلية إستئثارية لدى البعض الذي يعتقد وكأن البلوك 9 هو له وحده إنطلاقا من مقولة ان بلوك الجنوب هو للجنوب والوسط هو لأهل الوسط والشمال لأهل الشمال إلى آخره.
أنا أرى أن هذا الوطن هو موحد ولذلك أتصور أن أي بلوك هو في الحقيقة لكل اللبنانيين بشرط أن هذه الطبقة الفاسدة تعتقد أنها قادرة على إنشاء صناديق خاصة بها، فليسمحوا لنا بذلك! فنحن نخرج من مرحلة لنذهب إلى مرحلة أخرى، وهي إستئثارية وإلى حد ما هي أقرب إلى عقل «المافيا» منها إلى مرحلة وطنية، ندير فيها الأمور بشكل وطني وليس فئوي. ونتمنى بالتأكيد أن يظهر عندنا «غاز» لأنه في النهاية هذه ثروة وطنية وبكل أسف هذه الطبقة السياسية أوصلت البلد إلى عجز ضخم جدا جدا، فهناك أولا أموال المودعين في المصارف يجب تأمينها مهما كلف الأمر، وهناك الأموال التي سُرقت من الخزينة يجب أن تتم عملية ردّها، ومحاسبة كل من قام بسرقتها، ونحن نصلّي وندعو الله أن يكرمنا بأن يكون عندنا ثروات نفطية لأنه بالنتيجة من الآن إلى 2035 قد تكون البشرية قد إنتقلت إلى إستخدام طاقات متجددة، مما يؤدي إلى توقف إستخدام النفط لذلك إذا لم نستفد منه في الوقت الحاضر نكون قد وصلنا متأخرين على هذه «اللعبة».
– س: هل ذلك يعني أنكم تشككون في هذه الطبقة التي ستدير الثروة النفطية؟
– ج: نحن نشك بنزاهتهم وأمانتهم، يمكننا أن نستعين بخبراء يشرفون مهنيا على إستخراج النفط وإدارة هذه العملية، إنما هذه الطبقة ليست ذات ثقة بصدقها وبأمانتها، لذلك كنا نُصر في المجلس النيابي على إنشاء صندوق وكان بعض النواب يطالبون أن نتبع النموذج النروجي الذي يُعتبرهو الأفضل في العالم، وهو صندوق سيادي بإستطاعته أن يحفظ أموال العائدات النفطية ويستثمرها لصالح هذا الشعب وهذا البلد.
وبالطبع تركت جانبا طبقتنا القائمة التي ليس لها علاقة بالنموذج النروجي ولا أي نموذج لدولة اخرى، بل لها علاقة بما شهدناه وحصل بأموال المودعين التي سرقوها كما سرقوا الخزينة، ولذلك ومن حسن حظنا كنا نتمنى أن تسفر الإنتخابات الأخيرة عن تغيير شامل ونحصل على الأغلبية كرجال دولة ولسنا من المافيات، وليس عندنا طمع بأموال الآخر إن كان مواطنا أو غير ذلك، وبالمقابل فإن التغيير ولو كان جزئيا يكفي أن تقول للآخر «وين رايح» ونضع النقاط على الحروف في داخل مجلس النواب و نتناول كل هذه الأمور بصدق وعلانية.
-س: هل تشيرون في ذلك إلى أنكم مع تشريع الضرورة فقط في المجلس النيابي حاليا؟ وفي ظل عدم إنتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
-ج: لا شك نحن نعتبر أن أولوية الأولويات هي للإنتخابات الرئاسية، هي الضرورة القصوى، واليوم هم يحاولون تطبيع الحياة لتستمر بغياب رئيس للجمهورية، وغدا يفعلون ذلك بغياب رئيس الحكومة، وبعد غد بغياب الوزراء المعنيين وبغياب كل من لا يريدونه، وقد تبين أنهم إستئثاريين وإنقلابيين، ولذلك برأي وأنا كنت جزءا من الفريق القائل لا ضرورة لأي قضية أن تتقدّم على إنتخابات رئاسة الجمهورية، إحتراما للشراكة الوطنية وإنتظاما لعودة الحياة السياسية كلها إنطلاقا من رئاسة الجمهورية، ونحن قاطعنا وموقفنا واضح ولم ولن نشارك تحت أيّ تبرير، ولدينا مثال هو ما يتعلق بالموظفين في الدولة اللبنانية حيث لاحظنا في الشهرين الأخيرين أن المعاشات تراجعت كقيمة شرائية عندما اقرت الحكومة الزيادات، وإستغربنا ذلك وتفاجأنا في النهاية وتبين لنا أن كل الهدف من وراء هذه الزيادات هو أن يشارك الموظفون كقوة ضغط على كل إنسان يتخلف، اللعبة كانت «مفضوحة» ونحن بقينا على موقفنا حتى نقول للآخر تفضل وإحترم الشراكة الوطنية والدستور اللبناني والإنتظام العام لتعود الحياة وتأخذ مجراها الطبيعي إنطلاقا من رئاسة الجمهورية. وفي نفس الوقت نحن مجتمع تعددي إذا لم نحترم حصص بعضنا البعض وحقوق بعضنا البعض «بيفرط» البلد كله، لذلك ليس القوي هو من يفرض كل شيء ولا القوي هو من يدّعي أن بإمكانه أن يحميني عندما يكون هو من يقتل رموزي. هذه الخزعبلات سقطت كلها وبدأنا بوضع النقاط على الحروف.
س: شاركتم في المحادثات التي أجراها المبعوث الفرنسي لودريان بشأن الوضع اللبناني هل تضعنا في أجواء هذا اللقاء؟
ج: لمسنا شيئا وإستنتجنا شيئا، بشأن اللمس كان لدينا سؤالان أعطونا توصيفكم للواقع وبعد ذلك إعطونا رؤيتكم للحل، وبنظرنا الحل «كتير بسيط» إذا بدنا نطبق الدستور يجب عقد جلسة إنتخابات رئاسية مفتوحة، بعدة دورات للإقتراع وبذلك تنتهي كل هذه الأزمة.وهكذا يقول الدستور، ويُنتخب رئيس الجمهورية الجديد بالإقتراع السري، ليس المطلوب الحوار ومن كان قويا ليس بحاجة لمن يحاوره، ومن كان ضعيفا يفرض الحوار معه بشأن مرشحه فقط. والدستور ليس فيه بند يشير إلى (حاورني حتى أحاورك) بالكواليس بإمكاننا ان نتحاور، وأن ننسق مع من يشبهنا، ولكن ليس بإمكانك القول بأنك لا تجري إنتخابات إلا إذا تحاورنا مع بعضنا. والفريق الآخر هو الذي لم يحترم الدستور وخرقه بصورة دائمة، ونحن أبلغنا الموفد الرئاسي الفرنسي بهذه الهواجس ووصّفنا الوضع كما نراه ونلمسه.
وأنا قلت له أن وضعنا يشبه الوضع الفرنسي في الحرب العالمية الثانية عندما إحتل النازيون فرنسا، واليوم نحن لدينا إحتلال إيراني وهناك لبنانيون لبسوا اللباس الإيراني وأصبحوا عملاء لإيران، هناك في فرنسا مارسوا القتل،وقلت ذلك للمبعوث الفرنسي وعددت له كل الضحايا الفرنسيين الذين سقطوا على يد النازيين الجدد على الأرض اللبنانية ومنهم 58 جنديا فرنسيا تم تفجيرهم في مركز المارينز المشترك في بيروت، وهناك عملية إختطاف السفير الفرنسي في لبنان دولامار، وإختطف الملحق العسكري الفرنسي غوتيير، وإختطف الباحث السياسي ميشال سورا، وكان لي شرف العثور على جثته.
وقلت له: من قام بقتل شهدائي وقتل رموزي هو في الحقيقة من قام بقتل جنودك، فهل تقبل أنت البقاء تحت الإحتلال النازي حتى تتركنا تحت الإحتلال الإيراني؟ انت ناضلت وحررت بلادك وأنا أناضل لتحرير بلدي، لذلك هذا الوضع ليس مقبولا من الفرنسيين أن يقوموا بتمديد 6 سنوات إضافية لهذا التوجه القائم، وأنا لا أرفض فلان من أجل إسمه، بل بسبب إرتباطاته وتوجهاته السياسية، وهو سيعود ويمدد ل 6 سنوات أخرى لهذا الوضع القائم حتى يتمكن من إستباحة حياتنا وحرياتنا ومصالحنا.
وأنا هنا أتصور أن الزمن قد تغيّر ولذلك نحن مصرون وثابتون على مواقفنا وأبلغنا الفرنسيين بذلك.
وبالإستنتاج أعتقد أنه كان يحاول الخروج مما طرحه الثنائي، وأنا قلت له بكل صراحة: كما المسيحيون رفضوا سليمان فرنجية لإرتباطه السياسي، نحن أيضا نرفض نواف سلام، مع إحترامنا له ولأكادميته، فنحن نريد في الحقيقة رجال دولة ولا نريد من يهبط علينا ب»الباراشوت» وليس لديه شرعية لا شعبية ولا أي شيىء بهذا المعنى.
ولا تحاولوا الزعم بأن الطائفة السنية ليس لديها الزعامات القادرة لتتبوأ سدة رئاسة الحكومة، هي ولاشك في مرحلة إنتقالية وبدأت بفرز براعم قيادية ولديها العديد منهم، ولذلك لن نقبل كما المسيحيين إعترضوا على فرض مرشح عليهم من دون إستشارتهم، كذلك نحن سنرفض مرشحا انت فرضته علينا بسلاحك لرئاسة الحكومة من دون التشاور معنا، فنحن شركاء في هذا الوطن «متل ما إلك إلي ومتل ما عليّ عليك، وأوعا تفكر حالك من فوق قادر أن تتجاوزني».
واعود وأقول أن هذا الوطن هو تعددي، ونحن نفاخر بتعدديته ونراها قيمة مضافة ونصر ونحافظ عليها إنما بالنهاية ليست تعددية شكلية وأنت تحكم الكل بسلاحك، وانت لا تستطيع أن تغلبني بقوة سلاحك مهما كلف الأمر، فهناك من كانت لديه مصالح خاصة باعت القضية على حساب المصالح الخاصة، ونحن ليس لدينا مصالح خاصة وكل غايتنا أن نحافظ على الوطن، وسنحافظ عليه إن شاء الله.
– س: أشار لودريان قبل مغادرته إلى أنه سيعود في تموز إلى لبنان، برأيك هل سيحمل جديدا على صعيد الإنتخابات الرئاسية؟
– ج: برأيي هو قام بجولة إستطلاعية وجس نبض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة،وكان يسألنا عن توصيفنا للحل ورويتنا وكيف نصف الواقع الحالي؟ وعرض رأيه بالحوار وأن نسعى إلى حوار جديد، ونحن قلنا له:عندما يخرج الطرف الآخر عن خياره يمكن ان نخرج نحن عن خيارنا،ولكن إذا هو بقي متمسكا بخياره فهل المطلوب ان أخرج للمرة الثانية عن خياري؟ هذا الأمر يصبح»سذاجة» منّا وهذا غير مطروح بتاتا.
– س: هل هناك من أسماء مرشحين جدد للرئاسة تم طرحها خلال هذا المحادثات؟
– ج: حتى نكون دقيقين لم نتحدث في تلك الجلسة عن اسماء.ولكننا بالنتيجة إذا كانت المسألة ستخرج إلى خيارات جديدة فبرأيي أن الأسماء محدودة جدا وأنا أرى أن ذلك ينطبق على قائد الجيش وهو المرشح والرئيس الأنسب في هذه المرحلة وأنا أرى أن حظوظه كبيرة.