جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / رحلت بصمت … ولكن ستبقى مثالي الاعلى.
IMG-20250618-WA0004

رحلت بصمت … ولكن ستبقى مثالي الاعلى.

كتب محسن الصقال- 

رحلت بصمت، كما عشت، بهدوئك المعهود وطيبتك التي طبعت كل زاوية من زوايا البيت. بعد رحيلك، خيَّم الصمت على الأمكنة التي كانت تنبض بأنفاسك، وروحك، وطلتك البهية. تركت فراغًا لا يملؤه الزمن، ولا الحروف، ولا الكلمات. رحلت يا من أفنيت عمرك لتصنع منا رجالًا ونساءً يفتخر بهم المجتمع. نعم، كبرنا، واعتمدنا على أنفسنا، لكن الصحيح أيضًا أننا ما زلنا نشتاق إلى لمساتك، إلى ابتسامتك، إلى رجولتك التي كانت تحنو وتحتضن.

وصاياك ترافقنا في كل لحظة، وحضورك ما زال ساكنًا في تفاصيل أيامنا. أنتَ من زرعت فينا الحلم، ومع “أم البدوي”، زرعت حب الناس، وعلّمتنا معنى التضحية والعطاء دون انتظار مقابل أو مصلحة. يا “أبو البدوي”، ماذا أقول؟ كل الكلمات تتكسّر أمام نقائك، وتنهزم أمام مسيرة حياتك البيضاء.

ذكراك، مع والدتي، تسكن القلب والروح. كنتَ وستبقى مثالي الأعلى، ومعلّمي الأول، وأنت حاضرٌ فيّ وفي إخوتي سوزان.. وداد.. بدوي.. بشير.. جوزاف.. تراز، وفي روح كل خُلق جميل، وفعل طيب.

سلامٌ على روحك الطاهرة، التي أثمرت، في حياتك وبعد رحيلك، محبة ووفاء وسلامًا لا يموت. رحلت بصمت، ومضيت بهدوء، بعدما أديت رسالتك الأبوية بكل إخلاص، إلى جانب شريكة حياتك، المرأة الصالحة التي ما زال صيتها وحنانها يتردد بيننا وبين بيئتنا ومجتمعنا.

رحمكما الله، ولكما منا جميعًا كل الوفاء، وكل الدعاء، وكل المحبة التي لا تنطفئ.

IMG-20250618-WA0002