خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام
في زمنٍ تتكاثر فيه الضوضاء السياسية وتقلّ فيه المبادرات التي تمسّ نبض الناس، يبرز اسم نائب طرابلس الدكتور حيدر ناصر كعلامة فارقة في المشهد النيابي والشعبي على حدّ سواء. فالرجل الذي يجمع بين اختصاصه الطبي ودوره التشريعي اختار أن يكون قريبًا من أهله، لا من فوق المنابر فقط، بل من الميدان حيث الحاجات الحقيقية والأوجاع الصامتة.
منذ دخوله الندوة البرلمانية، أثبت ناصر أنّه نائبٌ يحمل همّ مدينته على كتفيه. طرابلس بالنسبة إليه ليست مجرد دائرة انتخابية، بل حاضرة تُشبه العائلة الكبيرة التي تستحق الإنصات والعمل والمتابعة. ففي الملفات الإنمائية والصحية والاجتماعية، كان صوته حاضرًا ومساعيه ملموسة، بعيدًا عن الوعود التي تنتهي بانتهاء الحملات.
غير أن الخطوة التي تركت صدى واسعًا في الشارع الطرابلسي جاءت من خارج جدران البرلمان، وتحديدًا من جبل محسن، حيث افتتح ناصر عيادته الطبية المجانية، فاتحًا أبوابها أمام الجميع من دون تمييز. مبادرة جمعت بين رسالته كطبيب وواجبه كنائب، لتتحوّل العيادة إلى ملاذ إنساني لعشرات العائلات التي كانت تبحث عن رعاية صحية تحفظ كرامتها وتخفّف عبء التكاليف عنها.
يؤكد الأهالي أن وجود هذه العيادة لم يكن خطوة رمزية، بل مشروعًا فعليًا يغيّر يوميات الناس: أدوية تُقدَّم، فحوصات مجانية، استشارات موثوقة، ومساحة من الطمأنينة افتقدوها طويلًا. وقد شكّل هذا النشاط نموذجًا للعلاقة التي ينبغي أن تربط المسؤول بجمهوره، علاقة قوامها الثقة والخدمة لا الشعارات.
بين العمل النيابي والخدمة الطبية، ينسج الدكتور حيدر ناصر صورة نائبٍ مُختلف؛ نائبٍ يفضّل الاقتراب من الناس على الاستعراض، ويضع فعل الخير قبل الحسابات السياسية. هكذا، يصبح حضوره في طرابلس وجبل محسن أشبه بجسرٍ يجمع ما فرّقته الظروف، وبصمة أمل في مدينة تتوق دائمًا إلى من يعمل لأجلها حقًا، وبين السياسة والطب، يظل الثابت أن حيدر ناصر اختار أن يكون “نائب الناس” بالمعنى الحقيقي… من قاعة المجلس إلى سرير المريض، ومن الهمّ العام إلى الوجع الخاص.
Lebanon on time جريدة الكترونية مستقلة