جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ندوة في طرابلس تُعيد وصل تاريخ قنوبين بالفيحاء: إصدار جديد يضيء على الوادي المقدّس وحلقة اللقاء بين الضفّتين
IMG-20251203-WA0052

ندوة في طرابلس تُعيد وصل تاريخ قنوبين بالفيحاء: إصدار جديد يضيء على الوادي المقدّس وحلقة اللقاء بين الضفّتين

Lebanon On Time _

نظّمت رابطة قنوبين للرسالة والتراث ومؤسسة شاعر الفيحاء سابا زريق الثقافية واللجنة الثقافية في أبرشية طرابلس المارونية ندوة حول كتاب “الوادي المقدّس (قاديشا) بضفّتيه… حلقة اللقاء بين قنوبين والفيحاء”، الصادر عن مؤسسة سابا زريق الثقافية، والذي يضم مجموعة أبحاث وضعها 17 باحثًا، وقدّم له البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والمفتي الدكتور مالك الشعار، والمطران يوسف سويف.

تخلّل الندوة عرض فيلم وثائقي بعنوان “طرابلس والجوار”، كتب نصّه التاريخي الزميل جورج عرب، وصوّره وأخرجه ميلاد طوق.

أقيمت الندوة في قاعة سابا قيصر زريق للأنشطة الثقافية في مدرسة المطران الخيرية المتّصلة بقلّاية الصليب، مقرّ كرسي مطرانية طرابلس المارونية. وحضر الاحتفال رئيس أساقفة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، ممثل النائب اللواء أشرف ريفي كمال زيادة، النائب السابق الدكتور أحمد فتفت، رئيس رابطة قنوبين نوفل الشدراوي، رئيس بلدية الميناء السابق عبد القادر علم الدين، رئيس إقليم كاريتاس – الجبّة الدكتور إيليا إيليا، مؤرّخ طرابلس الدكتور عمر تدمري، السيدة أمية أبي صعب زريق، وحشد من الأدباء وفاعليات ثقافية وتربوية.

استُهلّ اللقاء بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد الفيحاء لشاعرها سابا زريق.

كلمة الدكتور سابا قيصر زريق

في كلمته، أكّد الدكتور سابا قيصر زريق أنّ الوادي المقدّس وقنوبين والفيحاء «ليسوا بحاجة لجسور مصطنعة كي يلتقوا»، مشيرًا إلى أنّ الكتاب يشكّل دليلًا دامغًا على عمق العلاقة التاريخية والإنسانية بين الضفّتين.

وأشاد بما قدّمه 17 باحثًا من شهادات فكرية وثقافية وروحية، عكست التراث المشترك بين المنطقتين، والتكامل الإيماني والإنساني بين المسيحيين والمسلمين في شمال لبنان.

وتوقّف عند الأبعاد البحثية للكتاب، من أرشيفات ووثائق تاريخية وقيود محاكم شرعية وصحافة محلية، أضاءت على حركة التلاقي بين طرابلس وجوارها منذ قرون، وعلى الدور المحوري للمدينة في التجارة والحياة الروحية والاجتماعية.

كلمة نوفل الشدراوي

رئيس رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي اعتبر أنّ «قنوبين والفيحاء امتداد واحد في التاريخ والجغرافيا والقيم الإنسانية»، مؤكدًا أنّ العمل الثقافي الذي تقدّمه الرابطة يحمل بعدًا وطنيًا جامعًا.

وقال إنّ تقديم الكتاب في طرابلس «مدينة العلم والعلماء» يعكس عمق الشراكة بين الرابطة ومؤسسة سابا زريق الثقافية، ويفتح نافذة جديدة على التعاون الثقافي بين المكوّنات اللبنانية.

وختم بالدعوة إلى تعزيز قيم المحبة والأخوّة والمواطنة، معتبرًا أنّ «قنوبين تحمل رسالة إيمانية، والفيحاء تفتح ذراعيها للحوار»، وهو ما يجسّده الكتاب في مضمونه وروحه.

كلمة الدكتور مصطفى الحلوة

من جهته، رأى الدكتور مصطفى الحلوة أنّ اللقاء «ليس ندوة حول كتاب فحسب، بل لقاء عيش مشترك وشراكة مسيحية – إسلامية»، مؤكدًا أنّ انعقاده يأتي في الزمن والمكان المناسبين، وخصوصًا عشية زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان.

وأشار إلى أنّ مشاركته في الكتاب بدراسة بعنوان “طرابلس العيش الواحد” تندرج ضمن رسالة «اللقاء للحوار الديني والاجتماعي» الهادفة إلى تكريس الانتماء الوطني، وتعزيز ثقافة الحوار، ونشر الوعي لدى الشباب لمواجهة الانقسامات والتطرّف.

ولفت إلى أنّ «وثيقة الأخوّة الإنسانية» تشكّل مرجعًا أساسيًا لعمل اللقاء، بوصفها تحفظ القيم المشتركة بين الأديان وتدعم مسار العيش المشترك.

كلمة المطران يوسف سويف

رئيس أساقفة طرابلس المارونية المطران يوسف سويف شدّد على أنّ الكتاب «ليس مجرد عمل بحثي، بل مسار روحي وإنساني يتجاوز الجغرافيا إلى عمق الهوية».

وقال: «الوادي المقدّس ليس تاريخًا فقط، بل صلاة حيّة كتبتها أقدام النسّاك ودموع المتصوفين»، معتبرًا أنّ طرابلس وزواياها الصوفية تشكّل الامتداد الطبيعي لروح قاديشا.

ودعا إلى قراءة الكتاب كجسر لقاء بين الضفّتين، وكتجسيد لوحدة روحية وإنسانية يحتاجها لبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل الاستعداد لزيارة البابا للبلاد.

وختم بالقول: «صمت الوادي يعلّمنا، لعلّنا نعيد للبنان وجهه الحقيقي: وطن القداسة والحوار والرجاء».

الختام

اختُتمت الندوة بعرض فيلم «طرابلس والجوار»، أعقبه نقاش أدارته الدكتور جان جبور، بمشاركة الدكتور جان نخول، الدكتور فاروق حبلص، والدكتورة لبنى عطوي، الذين قدّموا قراءات بحثية حول مضامين الكتاب ومساراته التاريخية والأنثروبولوجية.

وفي الختام، أقيم حفل كوكتيل، وتم تقديم الكتاب للحضور.

IMG-20251203-WA0051 IMG-20251203-WA0052