جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / أبعد من “استقبل وودّع”!
IMG-20230812-WA0023

أبعد من “استقبل وودّع”!

 
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

IMG-20230812-WA0022
من السهل التصويب على أداء غرفة طرابلس والشمال بالكلام عن حصر دورها في عبارة “إستقبل وودّع”، ففي ذلك جهل بما تقوم به الغرفة، وجهل بما تحمله هذه اللقاءات، مع السفراء والقناصل والملحقين التجاريين ورجال المال والأعمال، من فوائد على واقع وصورة المدينة والشمال.
غرفة طرابلس الكبرى (كما يسعى رئيسها ومجلس الإدارة لفرضها كواقع إقتصادي – إستثماري) مثل كلّ الغرف في لبنان وفي العالم ليست “جمعيّات خيريّة”.فهي تعنى، كما يتضمّن إسمها، بمصالح التجّار والصناعيّين والمزارعين.هي تعنى بالإستيراد والتصدير.وكلّ هذا الدور لا يكتمل بالعلاقات الداخليّة المحليّة (على أهميّتها)، وإنّما يشهد نجاحه من خلال شبكة العلاقات الخارجية التي يمكن ترسيمها، وهذا لا يتمّ إلا من خلال اللقاءات مع السفراء، ومن خلال الربط المباشر بين المصدّرين والمستوردين المحليّين وبين الملحقين التجاريين في السفارات:وهذا ما تفعله الغرفة بالضبط من خلال ما يسمّى “إستقبل وودّع”.
صورة طرابلس طالما كانت عرضة للتشوّه والإساءة:كيف يمكن تنقية هذه الصورة، وإظهار المدينة على حقيقتها في الإنفتاح والحيويّة والغنى بما يؤهّلها لأن تكون مركزاً إستثماريّاً ذا جدوى إقتصاديّة مربحة..ومن يقوم بهذا الدور؟
الغرفة تنطّحت لهذا الدور الشائك.وهي تسعى – من خلال اللقاءات والزيارات الى الخارج والمشاركة في المعارض والمؤتمرات – إلى تنقية هذه الصورة، وإلى تقليص المسافة بين المنتجات المحليّة وأسواق العالم، وإلى جعلها مدينة قابلة للحياة والإستثمار وفرص العمل.وفي هذا السياق، أقامت أهمّ المختبرات (في الشرق الأوسط) التي حازت على شهادات الإيزو من مراكز الجودة العالمية في كلّ من الولايات المتحدة واليابان، كما وضعت قاعاتها وخبرات فريق عملها في خدمة الإنتاج الزراعي المصنّع، بمعنى جمعت بين “الثقة الدولية” بالإنتاج المحلي، وبين الفرصة المتاحة للصناعي والمزارع والتاجر أن يصنّع منتوجه وفق المعايير المعتمدة في الأسواق العالمية.
غرفة طرابلس الكبرى واجهة الشمال، وليس صدفة أن يمرّ بها كلّ من أراد الدخول أو التعرّف الى غنى الشمال وتنوّعه، وبالتالي ليس صدفة أن يكثر فيها “إستقبل وودّع”.هو قيمة مضافة لدورها وليس عيباً أو نقصاً.وهو اختراق جدير بالتقدير للأفكار النمطيّة عن واقع الحال، وللوظيفة التقليدية للغرف التي تقتصر على توقيع معاملات التصدير والإستيراد، ليس إلّا، علماً بأنّها تتمّ بسرعة قياسيّة خارج الروتين الإداري المعهود.
فليستقبل توفيق دبوسي ممثّلي دول العالم، وليودّع مجلس إدارتها الرسميين والمؤثّرين في عالم المال والإقتصاد:هذا دورهم..وهذا يشكّل قوّة دفع لكلّ تاجر وصناعي ومزارع، ولكلّ من يحمل فكرة خلّاقة تحتاج الى حاضنة مناسبة!