جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / أسرار تُكشف للمرة الأولى عن مصالحة فرنجيّة وجعجع
getImage (9d6d9c287da86dd8b4f065283c64fd25)

أسرار تُكشف للمرة الأولى عن مصالحة فرنجيّة وجعجع

إنه يوسف سعادة، يعرفه اللبنانيون على أنّه وزير سابق اما في الماضي القريب، فبات أحد “الجنديّين المجهولين” اللذين عملا طوال السنوات الماضية على تمهيد الطريق في سبيل تحقيق المصالحة التاريخية بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ورئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية. وفي حديثه الأول بعد حصول المصالحة، ماذا يقول يوسف سعادة عن خفايا المسار الطويل من تعبيد الطريق قبل أن نصل إلى اللحظة الاستثنائية في بكركي؟ كيف بدأت القصة، وماذا يقول عن جعجع وعن مجزرة إهدن؟
يروي سعادة في حديث لـ “بيروت اليوم” عبر شاشة mtv أنه في العام 2006 تم تشكيل أول لجنة بين “المردة” و”القوات” من أجل تطبيع الارض لمنع الحساسيات والاشكالات، قبل ان يتمّ تفعيلها بمبادرة من راعي أبرشيّة استراليا المارونيّة المطران أنطوان طربيه، ليصار بعدها إلى تشكيل لجنة تألفت منه ومن طوني الشدياق، ممثّلاً جعجع.
وفي هذا السياق عرّج سعادة، ردّاً على سؤال، على الفيديو الشهير للنائب ستريدا جعجع في استراليا فاعتبر أنه “كان خطأ كبيرا وهو بات خلفنا وجعجع اعتذرت ونحن قبلنا الاعتذار”، مشيرا إلى ان “فرنجية، خلال مشاهدته للفيديو، نظر، مثلي أنا، بداية إلى طوني الشدياق المفاوض الثاني في المصالحة، ليطمئن إلى أنه لم يكن مسرورا من الكلام الذي قيل”.
واوضح سعادة ان “فرنجيّة علّمني كيفيّة الخروج من الحقد الذي كان بداخلي وعندما رأيت كيفية تعاطيه مع الملف وهو أكثر المجروحين ساعدني ذلك على تخطّي عواطفي والانصات للعقل”.
“لم أظنّ يوما أنني قد أزور معراب”، قال سعادة، وأضاف: “في الجلسة الأولى كان النقاش صريحاً وعميقاً وتعرفت على سمير جعجع مختلف عن ذاك الذي كنت أتخايله وتكلمنا عن الماضي والحاضر وتحدثت عن كل ما أريده بأسلوبي الهادئ وعرضت لوجهة نظرنا كمجتمع بحادثة إهدن وسمعت أجوبته”. كما لفت سعادة إلى ان لقاء فرنجية مع أهالي الشهداء كان مؤثراً ووجدانياً والعلاقة بينهم عميقة وفيها جرح مشترك، معتبرا أنّه برأيه “لا يتحمل جعجع وحده مسؤوليّة حادثة إهدن وهو أصيب قبل أن يصل إلى هناك، إلا أنّه عند حصول المجزرة هناك أشخاص تبرّوا منها وجعجع وقف وتبنّاها لظروف واسباب معيّنة”.
اما عن طوني الشدياق، فأوضح أنه “ملتزم في “القوات” وهو شخص يحترم نفسه والناس وعندما تعرّف على سليمان فرنجيّة أحبّ شخصيّته وهذا أمر له تأثير أيضاً كما أنّه مفاوض بارع”.
وأشاد سعادة بخطاب حزب “القوات” على المستوى الوطني والبعيد عن التشنّج الطائفي خلافا للخطاب الذي يتبعه التيار الوطني الحر، وفق قوله، وهو نفى ما يحكى عن ان المصالحة جاءت نتيجة الخلاف المشترك مع الوزير جبران باسيل، وقال: “باسيل ليس محور الكون ولو كانت مصالحة “القوات” و”المردة” ردّة فعل لكُنّا تصالحنا منذ 7 أشهر وما حصل هو فعل إراديّ إذا المصالحة هي فعل وليست ردّة فعل ولا علاقة لها بأحد، ونحن لم يكن لدينا أيّ مأخذ على مصالحة “التيّار” و”القوات” ونحن انتقدنا الشكل والتوقيت”.
هل من الممكن أن نشهد تحالفا سياسيا بين “المردة” و”القوات”؟ يجيب سعادة: “الخيارات مفتوحة ولكن اليوم لا التزامات محددة ولا تحالفاً سياسياً، ولا نصّا موقعاً بين “القوات” و”المردة” وفرنجيّة لا يوقّع نصاً لانه يلتزم وكلمته أكبر من أي توقيع وإذا حصل يوماً ما اتفاق سياسي مع “القوات” فنحن لن نطلب توقيعاً وعمل اللجنة سيستمرّ”، وأضاف: “لن تكون هناك أغنية كـ”أوعا خيّك” ولا أملك موهبة كتابة الأغاني ولا نحبّ الاحتفاليّات، وفي حال أراد مسؤولون من “القوات” المشاركة بمهرجان إهدن العام المقبل فأهلاً وسهلاً بهم”.
ورغم تأكيده أن “الطموح الرئاسي حق”، إلا أنه أوضح أن “المصالحة تأثيرها صفر اليوم على الإستحقاق الرئاسي ولا أحد يعلم أين ستصل العلاقة بين “القوات” و”المردة”، مشددا على انه في حال “طلب منا لعب دور في محاولة إلتقاء القوات وحزب الله فلا مانع لدينا”.
اما عن العلاقة مع “الوطني الحر”، فأعاد سعادة التأكيد بأنّ “التيار الوطني الحر هو الحاقد علينا وهو الوحيد بين الافرقاء الذي طالب بوزارة الأشغال”.
حكوميّاً، كشف سعادة أن “احتمال بقاء يوسف فنيانوس وزيرا وارد كما ان احتمال توزير فريد هيكل الخازن أيضاً وارد والأمر بيد سليمان فرنجية”، واضاف: “ما بتخرب الدني إذا توزّر سنّي مستقلّ” والعقدة الحكوميّة داخليّة وموقف حزب الله مع النواب السنّة المستقلين هو وفاء وعلى التيّار الوطني الحر حلّ العقدة من خلال الجلوس المباشر مع اللقاء التشاوري والتفاهم مع أعضائه”.