جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / أميركا مستعدَّة لترك روسيا تُقرِّر مصير الأسد.. وهذا السبب الحقيقي لقصفها قواته
yguy

أميركا مستعدَّة لترك روسيا تُقرِّر مصير الأسد.. وهذا السبب الحقيقي لقصفها قواته

قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس خلال اجتماعٍ خاص عقدته وزارة الخارجية الأسبوع الماضي إنَّ مصير الرئيس السوري بشار الأسد يقع الآن في أيدي روسيا، وإنَّ أولوية إدارة ترامب تقتصر على هزيمة تنظيم “داعش”، وذلك وفقاً لما ذكرته ثلاثة مصادر دبلوماسية مطلعة على اللقاء لمجلة فورين بوليسي الأميركية.
ورأت مجلة “فورين بوليسي” أن تأكيدات تيلرسون لغوتيريس تشير إلى رغبة إدارة ترامب المتزايدة في السماح لروسيا بقيادة مسار الأحداث في سوريا، مُنحِّيةً الجغرافيا السياسية جانباً للتركيز على هزيمة داعش، ملمحة إلى أن هذا التنازل يبدو أنه بلا مقابل.

واعتبرت المجلة الشهيرة إن هذه التصريحات تُمثِّل آخر محطةٍ في موكب السياسة الأميركية المُتخبِّطة التى تركت المراقبين الدوليين أمام صدمةٍ دبلوماسية بينما يحاولون معرفة ما إذا كانت إدارة ترامب ستصر على تنحي الأسد عن السلطة. فقبل ثلاثة أشهر تقريباً، أصر تيلرسون على أنَّ الأسد سيضطر إلى ترك منصبه بسبب استخدامه المزعوم للأسلحة الكيميائية.

لماذا قصف ترامب قوات الأسد إذن؟

وأشار تيلرسون إلى أنَّ العمل العسكري الأميركي ضد قوات الأسد في الأشهر الأخيرة كان يستهدف تحقيق أهداف تكتيكية محدودة بما في ذلك ردع هجمات الأسلحة الكيميائية في المستقبل وحماية القوات المدعومة من الولايات المتحدة التي تقاتل داعش في سوريا وليس إضعاف حكومة الأسد أو تعزيز القوة التفاوضية للمعارضة.

ويعكس موقف تيلرسون اعترافاً بأنَّ النظام السوري، المدعوم من روسيا وإيران، آخذ في الظهور باعتباره المنتصر السياسي المحتمل في الحرب الأهلية الممتدة منذ ستة أعوام في البلاد.

رد فعل الخارجية الأميركية

ورفض مسؤولٌ في وزارة الخارجية الأميركية التعليق على نقاش تيلرسون الخاص مع غوتيريس، لكنَّه أكد أنَّ الولايات المتحدة ما زالت “ملتزمة بعملية جنيف”، وأنَّها تدعم “عملية سياسية ذات مصداقية يمكن أن تحل مسألة مستقبل سوريا”. وأضاف: “في نهاية المطاف، هذه العملية، في رأينا، ستؤدي إلى حلٍ بشأن وضعية الأسد. ويجب على الشعب السوري أن يحدد مستقبل بلاده السياسي من خلال عمليةٍ سياسية”.

جاء قرار ترك الأمر لروسيا بشأن تقرير مستقبل الأسد عشية الاجتماع الأول للرئيس دونالد ترامب الأسبوع المقبل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا. كما يأتي في وقتٍ تسعى فيه إدارة ترامب إلى إصلاح العلاقات مع الكرملين على الرغم من سلسلة الفضائح التي ضربت البيت الأبيض منذ انتخاب ترامب.

إصلاح للعلاقات

وقال تيلرسون في وقتٍ سابق من هذا الشهر إنَّ ترامب كلَّفه بإصلاح العلاقات الأميركية الروسية المتصدعة. كما حذَّر وزير الخارجية الأميركي الكونغرس من أنَّ العقوبات الجديدة ضد روسيا بسبب دورها المزعوم في التدخل في الانتخابات الأميركية يمكن أن تقوِّض جهود التعاون مع موسكو بشأن الملف السوري.

وقال تيلرسون خلال زيارته لنيوزيلندا في بداية حزيران 2017: “طلب مني الرئيس بدء عملية إعادة العمل مع روسيا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا أولاً إرساء الاستقرار في هذه العلاقة حتى لا تتدهور أكثر”. ومن هناك قال إنَّه “سيبدأ في إعادة بناء مستوى من الثقة” مع موسكو.

مسألة تخص بوتين

وأوضح تيلرسون لغوتيريس في اللقاء الأخير أنَّ الولايات المتحدة تُغيِّر اهتماماتها فجأةً من جديد. وقال تيلرسون لأمين عام الأمم المتحدة في اجتماع الأسبوع الماضي بحسب أحد المسؤولين: “إنَّ ما يحدث للأسد مسألةٌ تخص روسيا وليس حكومة الولايات المتحدة”. وأضاف المسؤول أنَّ رسالة تيلرسون هي أنَّ “الحكومة الأميركية ستواجه التهديد الإرهابي”، لكنَّها بشكلٍ كبير غير مهتمة بما “إذا كان الأسد سيبقى أم سيرحل”.

ويشير تراجع تيلرسون إلى أنَّ وزارة الخارجية الأميركية مستعدة لتجنب صخب المسؤولية الأدبية حول ما يجب أن تقوم به الولايات المتحدة بشأن نظام الأسد في الوقت الذي تقود فيه زمرة التحالفات المتصارعة التي تقاتل في سوريا.

مربك وبلا مقابل

ووصف فريد هوف، المستشار الخاص السابق لوزارة الخارجية لشؤون الانتقال في سوريا، موقف إدارة ترامب بشأن روسيا في سوريا بأنَّه “مربك”.

وألقى باللوم على افتقار ترامب لاستراتيجيةٍ أمنية وطنية شاملة ومتسقة. وقال “ليس هناك كتاب تراتيل من المفترض أن يُوجِّه كل شخصٍ للطريقة التي يشدو بها. هناك العديد من الأصوات والمواقف التي تظهر في هذا الشأن، وهو أمرٌ لا يفاجئني”.

وتعليقاً على ترك مصير الأسد لروسيا، قال: “الابتعاد عن المشكلة وتركها لرعاية الروس شيء، وافتراض أنَّ بإمكانكم جني مكسب سياسي بالاعتماد على الروس في تحقيق نتائج جيدة هو شيء آخر”.

(فورين بوليسي ـ هافينغتون بوست)

روسيا أميركا