جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / غير مصنف / الأحدب: الحريري وميقاتي من يمولون المسلحين خلال جولات القتال المفتعلة في المدينة
msba7-l-a7dab-900x473

الأحدب: الحريري وميقاتي من يمولون المسلحين خلال جولات القتال المفتعلة في المدينة

 

Lebanon On Time –
اشار النائب السابق مصباح الأحدب الى انه اتخذ خياره بالبقاء في لبنان، تحديداً في مدينته طرابلس، على الرغم من وجود كل عائلته وأهله في الخارج وامتلاكه جنسية أخرى غير اللبنانية، “لمواجهة المنظومة السياسية في لبنان”، معتبراً ان لبنان “بحاجة لأبنائه الذين يمتلكون القدرة على تغيير الواقع”.
وأوضح في حديث خاص الى موقع “Lebanese daily، ان الدافع الأكبر له لبقائه كان “ما يجري في لبنان بشكل عام وفي طرابلس على وجه الخصوص، لا سيما على اثر المحاولات الجارية لتحويل مجتمع بأكمله، عكس نسيجه وثقافته ، إلى داعش”، مشيراً الى أن تلك المحاولات هدفها “ليس تفجير المجتمع السني فحسب، بل لبنان بشكل عام”.

وانتقد الأحدب عدم حماية الدولة له ومحاربته منذ أربع سنوات “بالرغم من انه كان نائباً في دورات انتخابية عدة وقنصلاً فخرياً سابقاً لفرنسا”، كاشفاً انه في الفترة الاخيرة “تواصلت معه مخابرات الجيش بعد فترة طويلة من الانقطاع”. واستغرب كيف ان بعض المشايخ الذين يكفرون الجيش اللبناني والمتهمين باستهدافه والواردة اسماؤهم في التحقيقات، يحميهم عشرات المسلحين. وسأل: هل المشاركون بالسلطة باسم محاربة الارهاب يريدون محاربته أم محاربتنا نحن؟ وتابع: أنهم بذلك لا يحاربون الارهاب، بل يحاربون لبنان ككل.
“وقفتُ الى جانب “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” عندما تعرضا للاضطهاد”
واشار الاحدب الى انه في المرحلة السابقة عندما كان نائباً عن طرابلس، وقف الى جانب “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” عندما تعرضا للاضطهاد اثناء فترة وجود المخابرات السورية في لبنان. وتساءل: هل ان ما يحصل من تركيبات امنية لتطييف مدينة بأكملها يتم التغاضي عنها بهذا الشكل؟

وعمن يمنع حصول النهضة في طرابلس، أكد الأحدب بأن هناك قراراً سياسياً بوقف تطور المدينة باعتبارها منطقة عسكرية، “فكل مشاريع الدولة معطلة، منها المنطقة الاقتصادية الحرة التي صدرت حولها جميع التشريعات، وتبلغ مساحتها 400 ألف متر مربع مع إمكان بناء 160 مصنعا على أرضها، وهي بحاجة الى 300 ألف دولار لاستكمال هذا المشروع”.

“كل طائفة تقبع خلف متراس، والفساد يشارك به جميع حماة تلك الطوائف“

وتابع: بعد انفجار مرفأ بيروت لم يتم تفعيل مرفأ طرابلس، بل عقد اتفاق مع مرفأ “مرسين” التركي، معتبراً أن الدولة “لا تأخذ المواطن بعين الاعتبار، فكل الطوائف تضررت من انفجار بيروت، وابناؤها حجزت اموالهم في المصارف، وكذلك كل شبانها يهاجرون، ولا أحد يسأل عن حقوقهم، في وقت تجري فيه حماية الأنظمة الطائفية، وكأن كل طائفة تقبع خلف متراس، والفساد يشارك به جميع حماة تلك الطوائف”.

واضاف: في موضوع معرض رشيد كرامي الدولي، طلبت شخصيا موافقة من وزارة المال لتطوير ذلك المعرض ومنع انهياره، وبالرغم من وجود حكومة آنذاك تضم خمسة وزراء من المدينة، فأي قرار حاسم لم يصدر آنذاك ولم يهتم أحد منهم لموضوع المعرض؟
“الحريري وميقاتي: من يمولون المسلحين خلال جولات القتال المفتعلة في المدينة”

وتابع الأحدب: أنا ذكرت في مؤتمر صحافي سابق، بأن من كان يمول المسلحين خلال جولات القتال المفتعلة في المدينة هما الحريري وميقاتي، وعندما تم الاتيان بشركة “ماكينزي” بعد انعقاد مؤتمر “سيدر” لدراسة طريقة توزيع الاموال، لم يتم تخصيص طرابلس واعتبارها منطقة عسكرية. رافضاً فكرة تحالف الاقليات وبأن لا مكان لأهل السنة في لبنان، وبالتالي لا يمكن تكرار ما حصل مع سنة سوريا بعد تهجير 6 ملايين منهم الى خارج الحدود وتطبيق هذا الأمر على السنة في لبنان.
وشدد على ان من واجب الدولة ان تحمي مواطنيها، معتبراً انه من غير المعقول عدم وجود قضاء عادل ينصف من فقدوا احبتهم في انفجار 4 آب، أو قضاء يحاسب من نهب اموال المودعين في المصارف. ورأى الاحدب ان زعماء الطوائف الذين جمعوا ثروات هائلة، ليس لديهم اي اعتبار للقضاء، الذي هو بدوره يتبع تلك القوى السياسية والطائفية.

وأكد ان اهل طرابلس “بحاجة الى حلول فعالة وعلى رأسها ايجاد فرص العمل لهم والنهضة بالمدينة، وهذا كله بحاجة الى قرار سياسي”، مستغرباً سبب عدم استتباب الوضع الامني في وسط المدينة وتفلت السلاح بين مجموعات الشبان الموجودة هناك.

وجدد الاحدب اتهامه لعدد من الزعماء السنة بالمشاركة بما يجري في طرابلس، مبديا عدم ممانعته التنسيق مع أي كان لمصلحة المدينة شرط توافر مشروع واضح، وعلى رأسه البت بملف الموقوفين. وسأل: كيف لي ان أنسق مع زعامات طرابلس في الوقت الذي ليس بإمكاننا الحصول على صورة مركب المهاجرين الغارق، فقط كي لا نزعج الجيش اللبناني؟ وقال: لا يريد أحد ازعاج الجيش، لكن عليه ان يكون على المسافة نفسها من الجميع. فإذا كان الجيش لا يريد إغضاب حزب الله، فهل علينا عدم انتقاد الحزب؟

“ننتقد حزب الله ومن ثم نخضع له”

وتابع الاحدب: تعبنا من المرحلة التي ننتقد فيها حزب الله، ومن ثم نمرر له ما يريد. البلد منقسم اليوم بين من هم مع الحزب ومن هم ضده، أما اولئك الذين لا يتبعون احدا فهم معرضون لأن يدخلوا السجن بتهمة الارهاب من خلال إخضاعهم. ودعا لإعادة النظر بالتنازلات التي حصلت من قبل الرئيسين سعد الحريري ونجيب ميقاتي في حكوماتهم المتتالية والتي اوصلتنا الى مرحلة إلغاء الدستور والسير بالأعراف التي فرضها حزب الله. واستغرب كيف ان فريقا فاز في الانتخابات النيابية في العام 2009، ومن ثم سلم الحزب وحلفاءه السلطة من خلال الثلث المعطل.

“الحريري تنازل عن حق والده”

كما انتقد الاحدب مشاركة الرئيس سعد الحريري في حكومات من اتهمتم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال والده، معتبراً ان ثورة الارز بنيت لسنوات على شعار “بدنا الحقيقة”، وبعد مئات ملايين الدولارات التي صرفت ووصولنا الى تلك الحقيقة باتهام عناصر من حزب الله في جريمة 14 شباط، لم يضمن الرئيس سعد الحريري أياً من البيانات الوزارية لحكوماته بنوداً تتعلق بالمطالبة بتوقيف من قتل والده.

وقال: الحريري أصر مرات عدة على ان تكون وزارة الداخلية من حصته، لكنه لم يطلب أبداً من القوى الأمنية توقيف المتهم سليم عياش ولا غيره. وتابع: الحريري حر في طريقة مقاربته للأمور عبر التنازلات التي قدمها، إلا انني لا أستطيع ان اقبل بأن يمثلني هذا النموذج الذي لا مانع لديه بالتنازل عن حق والده، وهذا يعني ان لديه استعدادا لأن يتنازل عن حقي كمواطن، ومثل تلك التنازلات اوصلتنا الى سيطرة حزب الله على البلد لأن 14 آذار غضت النظر عن كثير من الامور. ودعا لإعادة وضع الثوابت والاقلاع عن سياسة “مشيلي لمشيلك”.
وفي موضوع سلاح “حزب الله”، رفض الأحدب بشكل قاطع أن يستخدم فريق لبناني هيبة سلاحه في الداخل، وإلا انتفت عنه صفة المقاومة. وأوضح بأن مسألة سلاح الحزب تطال إيران، التي شهدت علاقاتها مؤخراً تقاربا مع السعودية، وهذا الامر مفيد للبنان. وأكد على أنه لم يطالب أبدا بنزع هذا السلاح، لكن في الوقت عينه من غير المقبول ان يتم استخدامه في الداخل اللبناني كما حصل في 7 أيار والطيونة وخلدة، او للهيمنة على مؤسسات الدولة القضائية والعسكرية.

“الملف الرئاسي وتأثير المبادرة الفرنسية”

وفي موضوع الملف الرئاسي، رأى ان فريقاً يتمسك بشروطه، وهو يدعو للحوار لفرض هذا الشرط، وإلا فإنه سيعطل البلد. واستغرب حديث حزب الله وحلفائه عن الضمانات التي يؤمنها لهم سليمان فرنجية، متسائلاً: هل منع التهريب على الحدود يطعن ظهر المقاومة، وهل استخدام الجيش والقضاء لمعاقبة من دافعوا عن أنفسهم في خلدة يطعن ظهرها ايضا؟

وأسف لأن انتخاب الرئيس لم يعد يتبع قواعد الدستور اللبناني، بل دستور الرئيس نبيه بري القائم على الفراغ في حال عدم انتخاب فرنجية. ورفض الإتيان برئيس مهمته الاستمرار بالوضع الراهن، داعياً لحوار مع حزب الله بهدف الوصول الى قواسم وصيغة مشتركة، وإلا فإن الحزب وحلفاءه هم من يتبعون سياسة التقسيم وليس الفريق الآخر. واكد الاحدب على أهمية لبنان التعددي البعيد عن سياسة المحاور والقائم على دولة المؤسسات، مستغربا وصف الرئيس بري، الذي هو رئيس السلطة التشريعية، بأن القانون للضعفاء.

ونفى توفر أي طرح وطني حاليا، فمن خلال طرح كهذا يتم مواجهة حزب الله وبالتالي الخروج من واقعنا الحالي. ووصف الأحدب “القوات اللبنانية” ب “الحلفاء الطبيعيين”، داعيا لأن يكون لديهم طرح وطني في سبيل الدفاع عن سيادة البلد. كاشفاً انه أجرى لقاءات كثيرة مع “القوات” وغيرها من الأحزاب للتوصل الى مثل تلك الطروحات من دون ان يتلقى أي رد من قبلهم.

ولفت الاحدب الى وجود حائط مسدود في الملف الرئاسي بسبب تمسك “الثنائي” بمرشحهم سليمان فرنجية، ورفض الفريق الآخر لهذا الاسم، مرجحاً ان تدعو المبادرة الفرنسية من خلال الزيارة المقبلة للودريان الى الحوار بين الافرقاء. لكنه تساءل عن شكل هذا الحوار ومضمونه ومدى جدواه. ورأى ان هناك فرق بين الاتفاق على رئيس للجمهورية، والاتفاق على اي جمهورية نريد، موضحاً انه إذا أردنا ان نستمر وفق موازين القوى الراهنة، فان الرئيس المقبل سيقتصر دوره على متابعة ما هو سائد حاليا في البلد والذي أوصله الى الدمار، مشدداً على اننا بحاجة اليوم الى مخطط يخرجنا من الحفرة التي وقعنا فيها، وهذا ما يجب ان يتضمنه اي حوار مقبل.

وأبدى رفضه القاطع للقبول بضمانات قائمة على التحالف بين السلاح غير الشرعي والفساد، مشدداً على ان يتركز الحوار على النقاط الساخنة المثارة مع الحزب والانطلاق من قواعد اللعبة التي أرساها اتفاق الطائف.

” أولوية السعودية هي اليمن.. في حين أن أولوية إيران هي العراق ولبنان”

وعن الاتفاق السعودي – الايراني، رأى الاحدب ان أولوية السعودية هي اليمن، في حين أن أولوية إيران هي العراق ولبنان. وأوضح ان جو التقارب كان مترافقاً مع الضمانة الصينية جعل الدولتين تبحثان عن مصالحهما، محذراً من أن لا نذهب في لبنان “فرق عملة” بين الطرفين. وسأل: بما أننا في لبنان لا نهتم بمصلحتنا الداخلية، فلماذا ستأخذ المملكة هذا الدور عنا وتهتم بنا؟ وأشار الى ان من مصلحة “حزب الله” أن يتحدث مع اللبنانيين “بالمفرق”، وعلى المسيحيين ان يكون لديهم طرح وطني يشمل الجميع.
“أنا مستعد للتواصل والتعاون مع جميع القوى السياسية”

وتابع: يصفون طرابلس بالتطرف، وهي انتخبت نائبا عن القوات اللبنانية. أليس الأجدى بهذا النائب عدم السكوت عن الظلم الذي يطال المدينة وأهلها؟ وأكد أنه على استعداد لمد اليد لكل القوى السياسية، من ضمنها “حزب الله”، في حال سعت لمعالجة الخلل الحاصل. وقال: في المقابل لا يمكننا الاكتفاء بالحديث عن المبادئ وعدم السير بها في مقابل تسليم البلد كليا الى الحزب.

” أجهزة الدولة اللبنانية متورطة في “دعشنة” طرابلس”

وعن وضع الطائفة السنية الراهن، أسف الاحدب لأن قيادات الطائفة “سارت في تحالف الأقليات”. فميقاتي وفقاً للأحدب “وظف في مرفأ طرابلس 70 موظفاً من أصل 75 يتبعون لفرنجية، وكذلك سهّل سعد الحريري وصول جماعة جبران باسيل الى إدارة معمل دير عمار”، معتبراً ان تلك القيادات باعت أبناء السنة وأفقرتهم.
ورفض أن يكون الرئيس سعد الحريري “النموذج الذي يمثل السنة في لبنان، فهو لم يحم حقوقهم، الموجودة أصلاً منذ قيام لبنان الكبير وقبل مجيء الرئيس رفيق الحريري”.

واتهم الأحدب أجهزة الدولة اللبنانية بـ “دعشنة” طرابلس، ليتبين لاحقاً بعد التحقيق مع الشبان أن لا صلة لهم بالتنظيم الارهابي. وأعلن ان بعض الاجهزة اللبنانية “تعمل اليوم على مجموعات داعشية لبنانية وسورية يتم تمويلها بهدف اتهام سنة طرابلس وبعض النازحين السوريين بأنهم يتبعون هذا التنظيم”.

وختم: هذه هي السياسة التي تتبعها إيران ومن خلفها “حزب الله”، بإخافة الناس من التطرف السني، من خلال مشايخ يتبعون لهم، فيقومون بغسل ادمغة الشبان باتجاه تطرف لا يمت بصلة الى أهل السنة في لبنان.