جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الثنائي “انتخب” نوابه والمعارك عند الآخرين؟
حزب الله وأمل

الثنائي “انتخب” نوابه والمعارك عند الآخرين؟

كتبت صحيفة “النهار ” تقول : لعلها مفارقة سلبية ان تجرى الانتخابات النيابية وسط سقفين، احدهما داخلي يختصر حال الازمات التي يعيشها ‏لبنان مثل المواجهات العنيفة التي جرت أمس بين قوى الامن الداخلي والمياومين المعتصمين في مؤسسة كهرباء ‏لبنان، والآخر خارجي كالتحذيرات المتعاقبة التي يطلقها منذ أيام الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس من ‏خطر حرب بين اسرائيل و”حزب الله”. والواقع ان هذه المفارقة التي لا يهدف ابرازها الى اي “تهبيط لحيطان” ‏الاستعدادات الناشطة للانتخابات لم تغب واقعياً عن مجريات افتتاح الاستحقاق سياسياً وانتخابياً على أيدي الثنائي ‏الشيعي “أمل” و”حزب الله” من جهة، ولا عن استعجال الحكومة استلحاق التأخير الحاصل في اقرار موازنة ‏‏2018 التي يبدو اقرارها “مرشقة ” بالحد الادنى من الاصلاحات شرطاً أساسياً لانجاح مؤتمر سيدرز للدعم ‏الدولي للبنان في باريس عشية الانتخابات فيما يتسم مشروعها بانتفاخ فائض يتهدد التوازن المالي بمزيد من ‏التداعيات الكارثية‎.‎

وبدا لافتاً ان غوتيريس كرر في أيام قليلة اعرابه عن قلقه من احتمال حصول مواجهة مباشرة بين إسرائيل ‏و”حزب الله”. ونقلت عنه “رويترز” أمس أن ما صدر عن إسرائيل و”حزب الله” من إشارات في الآونة الأخيرة ‏أظهر أنهما لن يسمحا بحصول ذلك ولكن “أحيانا تكفي شرارة لإشعال هذا النوع من الصراع‎”.”‎ ‎
وصرح غوتيريس للصحافيين في لشبونة مسقط رأسه: “أشعر بقلق عميق من التصعيد الذي يصعب التنبؤ به في ‏المنطقة بأكملها “. كما أشار إلى مخاوف إسرائيل من اقتراب فصائل مسلحة مختلفة في سوريا من حدودها. ‏وأضاف: “أسوأ كابوس قد يتحقق هو إذا حدثت مواجهة مباشرة بين إسرائيل وحزب الله… سيكون حجم الدمار ‏في لبنان شديداً بالتأكيد، لذا فإن هناك نقاط قلق كبيرة تحيط بالموقف‎ “.‎ ‎
في غضون ذلك ادخل اعلان زعيمي “الثنائي الشيعي” رئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ”حزب الله ” ‏السيد حسن نصرالله اسماء مرشحيهما الحزبيين والحركيين للانتخابات، البلاد جدياً في مناخ العد العكسي ‏للاقتراع وسط انطباعات تؤكد تقريبا ان مرشحي الثنائي المعلنين ولا سيما منهم المرشحين الشيعة يصعب خرق ‏انتخابهم في معظم دوائر نفوذ الثنائي لانتفاء المنافسة القوية القادرة على الخرق، فيما تقتصر احتمالات هذا الخرق ‏لاحقاً على مقاعد مختلطة مع حلفاء آخرين أو في اطار التنافس مع خصوم انتخابيين. وبذلك يكون الثنائي قد ضمن ‏معظم مقاعد “نوابه” المعلنين مرشحين، فيما تترك المعارك للافرقاء الآخرين في ما بينهم او بالتحالفات ‏والتنافسات التي يكون فيها الثنائي حليفاً او خصماً او غير معني، علما ان مسألة ترجيح الغالبية في مجلس النواب ‏الجديد تتوقف الآن على انتظار لوحة الترشيحات والتحالفات المقبلة‎.‎ ‎
ولوحظ في هذا السياق انه في حين حرص الرئيس بري على اقران اعلان اسماء مرشحي “كتلة التنمية ‏والتحرير” ببرنامج انتخابي وسياسي، فان السيد نصرالله اكتفى بشرح بعض موجبات الترشيحات وتأكيده اعتماد ‏فصل الوزارة عن النيابة. وأوضح في هذا السياق “ان الحزب يختار من يراه مناسباً وكفؤاً كي يمثله في هذا ‏المجلس ولكي يكون صوتكم صوتنا ويتحمل المسؤولية في المجلس‎”.‎
وبعد اعلان كل من “حزب الله” وحركة “أمل” مرشحيهما، يبدأ العمل على تشكيل اللوائح التي سيخوض بها ‏الثنائي الشيعي الانتخابات في الدوائر حيث هناك وجود شيعي. وتفيد المعلومات ان الثنائي يخوض المفاوضات مع ‏الاحزاب والتيارات السياسية الاخرى بـ” المجوز” أي انه لن يكون هناك تفرد من أحد الجانبين في التفاوض. ‏وهذا ما يجعل الكلام مع تيار “المستقبل” غير وارد وان كانت العلاقة بين بري والرئيس سعد الحريري مقبولة، ‏الّا ان رفض الحريري التحالف مع نصر الله، وهو أمر غير مطروح أساساً لدى الحزب، لا يترك مجالاً لترك ‏مقاعد سنية ل”المستقبل”. وفي هذا المجال علم ان الثنائي الشيعي سيتحالف مع “جمعية المشاريع الاسلامية ” في ‏بيروت الثانية‎.‎
على ضفة التحالف مع رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط، علم ان ثمة تفاهما على دعم مرشح ‏الحزب التقدمي في بيروت فيصل الصايغ، إلا أن هذا الامر يمثل مشكلة مع النائب طلال ارسلان الراغب في ‏ترشيح مروان خير الدين‎.‎
وستكون هناك لوائح مقفلة في الدوائر ذات الاكثرية الشيعية، فيما ستكون لوائح غير مكتملة في بعض الدوائر ‏تترك فيها أماكن للحلفاء وخصوصاً لـ”التيار الوطني الحر‎”.‎‎ ‎
وبعيداً من حركة الثنائي الشيعي، سجل تطور بارز مساء امس على صعيد المتن الشمالي، اذ عقد اجتماع في مقر ‏الطاشناق للبحث في التحالفات الانتخابية المتصلة بالمنطقة ضم نائب رئيس الوزراء السابق النائب ميشال المر ‏والوزير السابق مستشار رئيس الجمهورية الياس بو صعب والامين العام للطاشناق النائب اغوب بقرادونيان ‏ووزير السياحة أفيديس كيدانيان ومرشح “التيار الوطني الحر” في المتن ادي معلوف. ورشحت أجواء عن ‏ايجابيات في موضوع عقد تحالف انتخابي بين المجتمعين‎.‎‎ ‎
الموازنة‎ ‎ ‎
وسط هذه الاجواء، شرع مجلس الوزراء في دراسة اولية لمشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2018 واطلع من ‏وزير المال علي حسن خليل على فذلكة هذه الموازنة أرقاماً وعناوين. واكد كل من رئيس الجمهورية ورئيس ‏الوزراء ضرورة اقرار هذه الموازنة والتزام الاصلاحات الواجب ادخالها عليها،مع خفض موازنات الوزارات‎.‎‎
وبعد مناقشة سريعة شكل مجلس الوزراء لجنة برئاسة الرئيس الحريري وعضوية تسعة وزراء لدرس ‏ملاحظات الوزراء على ارقام الموازنة على ان تعود اللجنة الى المجلس باقتراحات نهائية‎.‎‎ ‎
وعلم من أحد الوزراء ان اللجنة ستعقد أول اجتماعاتها اليوم في السرايا، على ان تكثف هذه الاجتماعات للاسراع ‏في انجاز المناقشة والعودة الى مجلس الوزراء لقراءة نهائية واقرارها وإحالتها على مجلس النواب في أسرع وقت ‏ممكن‎.‎
وابلغ رئيس الجمهورية مجلس الوزراء ” انه اذا لزم الامر يمكن فتح دورة استثنائية. وأعلن الرئيس الحريري ‏بدوره انه سيدعو الى جلسات متتالية للمجلس لاقرار المشروع واحالته على مجلس النواب‎.‎‎ ‎
أما أبرز عناوين موازنة 2018 التي عرضها وزير المال في الفذلكة بعدما خضعت لتعديلات في موازنات ‏الوزارات بخفض 20 في المئة فهي‎:‎‎ ‎
‎لا اجراءات ضريبية جديدة ولا قوانين برامج جديدة
خدمة الدين ارتفعت 1328 مليار ليرة‎.‎‎
تمّ تضمينها كلفة تعديل السلسلة 1910 مليارات ليرة‎.‎‎
اعتمادات الانتخابات النيابية 75 مليار ليرة‎.‎
اعتمادات صندوق الايجارات 156مليار ليرة‎.‎
تسليح الجيش 413 مليار ليرة‎.‎‎
حوض الليطاني 154 مليار ليرة‎.‎
مجموع النفقات 25503 مليار ليرة‎.‎
الواردات المقدّرة 17934 مليار ليرة‎.‎
العجز 7569 مليار ليرة‎.‎
وفي هذا السياق حذّر رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل من “تمرير صفقة البواخر وبالتالي ادخال البلد ‏بمزيد من الاستدانة والعجز المالي من دون أي مبرر”، داعياً “كل اصحاب الضمير في مجلس الوزراء الى الا ‏يكونوا شهود زور وان يعارضوا هذا المشروع وان يقفوا الى جانب الكتائب لكي نمنع تدمير الخزينة ومستقبل ‏اللبنانيين‎”.‎‎ ‎
مواجهة الكهرباء‎ ‎
وكان مطلع الاسبوع شهد انفجار الاحتقان الذي ساد منذ أيام عقب تعرض أحد العمال المياومين في مؤسسة ‏كهرباء لبنان لصفعة من عميد في قوى الامن الداخلي اذ حصلت مواجهات عنيفة وحادة أمس لدى تنفيذ المياومين ‏اعتصاماً داخل المؤسسة ومحاولتهم الدخول اليها، اذ منعتهم قوى الامن الداخلي. وسجلت مواجهات وجولات ‏بالعراك والصدامات العنيفة أدت الى سقوط بعض الجرحى في صفوف المياومين. وقطع المياومون أوتوستراد ‏بيروت – الدورة بعض الوقت، ثم أقاموا خيماً للاعتصام عند مدخل المؤسسة، لكن المفاوضات التي تولاها رئيس ‏الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر أدت الى انهاء الاعتصام على ان يعقد اجتماع غداً في مقر الاتحاد لاستكمال ‏البحث في مطالب المياومين