جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / الحريري بعد لقائه ريفي:سنكمل هذه المسيرة مع بعضنا ومشروعنا واضح فنحن نريد الدولة
الحريري

الحريري بعد لقائه ريفي:سنكمل هذه المسيرة مع بعضنا ومشروعنا واضح فنحن نريد الدولة

تابع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري جولته على القيادات الطرابلسية، فزار بعد ظهر اليوم الوزير السابق اللواء اشرف ريفي في منزله وعقد معه اجتماعا تم خلال عرض آخر المستجدات.

ريفي
وفي مستهل اللقاء، تحدث اللواء ريفي فقال: “اهلا وسهلا بك في طرابلس واهلا وسهلا بك في منزلك، الأخوة يبقون اخوة و”الدم ما بيصير مي” نهائيا. نحن اليوم الى جانبك وانت تعلن ان هذه المدينة وقفت الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كل المحطات، ووقفت كذلك وراءك والى جانبك في كل المحطات ايضا باذن الله”.

اضاف: “التحديات في هذه المرحلة كبيرة، سواء على المستوى الإقليمي او الداخلي، وانت لا تحسد على الوضع الذي انت فيه. في الداخل هناك دويلة تحاول السيطرة على الدولة، وفي المقابل هناك تداعيات لداء السرطان الموجود، وهو الفساد وتجاوز القانون والخروج عن السيطرة ومحاولة تقويض الدولة وتحويلها الى دولة فاشلة. لا شك انه من خلال صبرك وأناتك وسعة صدرك تتحمل الكثير، انما تأكد جيدا ان هناك رجال بكل معنى الكلمة يقفون الى جانبك لاجتياز هذه المرحلة وان شاء الله نتجاوزها نحن واياك”.

ورأى أن “وجود الدويلة هو كالسرطان وهو الداء الأساسي الذي ينتج عنه حكما تداعيات جانبية اذا لم تعالج أحيانا، كالفساد الذي نراه في البلد والذي يمكن ان يأكل هذا البلد. لا نشعر الا بصوتك، فانت حريص جدا سواء على اعداد الموازنة وتقليص العجز فيها وعلى تمرير مشروع الكهرباء، وآمل ان يكون هناك مشروع جدي للكهرباء. وفي المقابل جميعنا يعلم ان هناك فريقا سياسيا وضع يده على وزارة الطاقة طوال عشر سنوات، ولم يعطنا في الحقيقة الا كلاما بكلام، في المقابل فان وجودك يعطينا املا ان تذهب الأمور نحو مسارها الطبيعي على الرغم من كل الصعوبات”.

وتابع: “اؤكد مجددا اننا الى جانبك يا دولة الرئيس، وهذه المنطقة الشمالية التي تشكل خط دفاع أساسي عن سيادة البلد، وهي تقول لك انها الى جانبك وانها بكل قواها ستبذل التضحيات الكبرى لمساعدة البلد على العبور من الدويلة الى الدولة وهي الوحيدة القادرة ان تنقذنا، ونحن نؤمن كما انت تؤمن أيضا، ان الدولة يجب ان تكون هي السيدة الوحيدة المسيطرة على أراضيها. ونحن لا نعترف باي سلاح غير شرعي، ولا نعترف الا بسلاح الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وسلاح المؤسسات الأمنية الرسمية فقط لا غير. ما نعيشه هو وضع شاذ جدا، ونادرة هي الدول التي يوجد فيها دويلة تكون أحيانا اقوى من الدولة. علينا بصبر وبأناة وبتصميم ان نتابع العمل معك لنلغي وجود الدويلة وننهض كدولة واحدة فقط لا غير”.

وختم: “عيشنا المشترك كما تعلمون مقدس من مقدساتنا وما جاء في خطبة الشيخ بلال اليوم يعبر عن آرائنا جميعا، ويجب ان نلتف حول مرجعيتنا السياسية والدينية والوطنية لإقامة الدولة. اهلا وسهلا بك دولة الرئيس شرفتنا في بيتك”.

الحريري
من ناحيته، رد الرئيس الحريري بكلمة، فقال: لقد عودنا أشرف على صراحته. كما قلت اخي أشرف ان “الدم ما بيصير مي” ونحن مشينا سويا مسارا طويلا. قد نكون قد اختلفنا في بعض المراحل لكن في نهاية المطاف نعود الى جذورنا والى وضعنا وقضيتنا. فنحن نريد ان ينهض البلد بكل اطيافه”.

اضاف: “وجودي اليوم هو بمناسبة الانتخابات التي تشارك فيها المرشحة ديما جمالي، لكن الانماء في طرابلس وفي كل المناطق اللبنانية يجب ان يحصل. وميزة ما حصل خلال مؤتمر “سيدر” انه للمرة الأولى يكون هناك انماء متوازن يشمل كل المناطق اللبنانية، وقد جاء من يقول لنا ان لا حصة لطرابلس والشمال في مشاريع “سيدر”، لكن فعليا هناك حصة من هذه المشاريع لكل المناطق اللبنانية، هناك حصة للشمال، وتتجاوز حصة طرابلس العشرين بالمئة من اجمالي “سيدر”، هذا غير المشاريع الوطنية التي يستفيد منها كل لبناني، اكان في الشمال او في الجنوب او البقاع او بيروت او في كسروان وغيرها من المناطق. فاذا انشأنا معملا للكهرباء في أي منطقة كان، في سلعاتا او الزهراني او الجية مثلا، سيستفيد منه كل اللبنانيون في كل المناطق. وسنسمع دائما كلاما يصدر من البعض الذين لا يملكون مشروعا اقتصاديا فعليا، وليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية النهوض باقتصاد البلد. اما نحن فلدينا مشروع للخروج من الازمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد بشكل قاس، لكن هذا لا يعني اننا بوضع غير مطمئن”.

وتابع: “ما يطمئن هو ان كل القوى السياسية اليوم، متفقة حول وجوب القيام بالإصلاحات والتقشف ومحاربة الفساد، والاهم من ذلك هو وقف الهدر الذي يجب الا يكون موجودا في الموازنة الجديدة التي نضعها. يجب ان نشد الحزام. وفي النهاية سأقول ما هي الإجراءات التي يجب ان نتخذها كدولة لنتمكن من انقاذ لبنان ونعيد بث الحيوية للاقتصاد، لان شبابنا وشاباتنا يريدون البقاء في البلد، خصوصا ان التحديات الأمنية أصبحت وراءنا. لا تزال بعض المشاكل هنا وهناك، لكننا فعليا قد انتهينا من المعارك والانقسامات التي كانت تحصل، ونسير قدما لاعادة النهوض بالاقتصاد”.

واردف: “حكي الكثير عن موضوع العفو العام، وللتأكيد على هذا الموضوع اصريت على ادراجه في البيان الوزاري، لكي لا يشكك احد في الموضوع، وقد اخذنا ثقة المجلس على أساس هذا البيان، فالعفو العام سيحصل. البعض يتكلم دون ان يعرف حقيقة من هم هؤلاء الموقوفين الإسلاميين، ولا ان هناك أشخاصا ظلموا وهم قابعون في السجون منذ خمس او عشر سنوات، من دون التحقيق معهم او محاكمتهم، في حين يستنكرون توقيف أحد لمدة يومين لاستجوابه. نحن سنعمل على موضوع العفو العام وكل القوى السياسية أصبحت مقتنعة بان ظلما قد لحق بهؤلاء”.

وقال: “سنركز العمل على كل لبنان وخصوصا على طرابلس والشمال، لانها مناطق دفعت ثمنا لعدم النمو وكذلك مناطق بعلبك والهرمل والبقاع فهي مناطق وكأنها منسية تاريخيا من خارطة الوطن. لكن اطمئنكم ان كل مشاريع “سيدر” وكل ما نعمل من اجله ليل نهار في هذه الحكومة، يهدف الى ان تشمل المشاريع كل المناطق اللبنانية وخصوصا الشمال. فهناك اليوم مشروع المنطقة الاقتصادية ومرفأ طرابلس والمعرض ومطار رينيه معوض والطرقات والكهرباء والمياه كلها مشاريع سننفذها”.

اضاف: “لقد اقرينا خطة الكهرباء والحمد لله، والان نعمل على إقرار الموازنة ومن ثم سنقر كل مشاريع “سيدر” لنتمكن من ان نحصل على تمويل لها من مجلسي الوزراء والنواب، وهي مشاريع معروفة ومدروسة وعلينا فقط ان نقوم بالإصلاحات. الاصلاح ضروري جدا، لانه خلال مؤتمر باريس-2 الذي ساهم في انعقاده الرئيس الشهيد وتمكن في خلاله من تحصيل أموال كثيرة للبلد على ان أساس ان يترافق ذلك مع تنفيذ مشاريع للبنى التحتية واجراء إصلاحات. الا ان ما حصل هو انهم اخذوا الأموال ومنعوا رفيق الحريري من القيام بالإصلاح، وقد وصلنا الى ما نحن عليه اليوم لأننا لم بالإصلاحات المطلوبة ولا بتطوير نظامنا السياسي ولا بتحديث القوانين التي تعود الى خمسينات وستينات القرن الماضي”.

واكد الحريري “علينا ان نطور أنفسنا، فاليوم هناك تكنولوجيا لم تكن موجودة منذ 20 عاما، وانا اعرف ان في طرابلس شباب وشابات لديهم الطاقة والرغبة بإنجاز مشاريع كبيرة لمدينتهم، لكن علينا نحن كدولة ان نؤمن لهم الكهرباء والطرقات والمنصات التكنولوجية والقوانين التي تسهل عملهم. وأؤكد لكم ان شباب وشابات طرابلس سينهضون بالمدينة أفضل بكثير من الدولة”.

وختم: “سنكمل هذه المسيرة مع بعضنا اخي أشرف، ومشروعنا واضح، فنحن نريد الدولة وان نكون جميعا تحت راية الدولة التي أرادها وآمن بها الرئيس رفيق الحريري، والتي اغتيل من اجلها. فهو طور البلد في حين ان هناك من يريد اعادته الى الوراء، لكننا مصرون على المضي قدما، ولن ننسى ولن نسامح، ولكن في الوقت نفسه هناك مصلحة المواطن اللبناني التي يجب علينا ان نعمل من اجلها. وفي النهاية انا كرئيس للحكومة موظف لدى المواطن اللبناني الذي يدفع لي راتبي وكذلك النائب، فعلينا جميعا ان ندرك حجمنا ومن يصل الى السلطة يجب الا يتسلط على الناس بل ان يخدمهم بأمانة”.

وكان الرئيس الحريري قد زار والدة اللواء ريفي واطمأن الى صحتها.