جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الحريري ملتزم الدستور… ولن يتنازل عن صلاحياته
الحريري

الحريري ملتزم الدستور… ولن يتنازل عن صلاحياته

على الرغم من ان كل المؤشرات على صعيد تشكيل الحكومة لا تنذر بولادة وشيكة لها، فإن الاتصالات والمشاورات لم تتوقف لتذليل كل العراقيل التي تعترض التأليف من خلال تقريب وجهات النظر بين كافة الاطراف السياسية، لا سيما ان هناك اتجاها لتغليب مبدأ العمل بصمت وبهدوء قدر المستطاع بعيدا عن السجالات السياسية الحادة التي تصاعدت وتيرتها في الايام الاخيرة، وذلك من اجل الوصول الى النتائج المرجوة. ولكن لا يبدو ان الساعات الماضية حملت معها اي جديد على صعيد المشاورات الجارية، باستثناء الخرق اللافت العلني، المتمثل بالاتصال الذي اجراه الرئيس المكلف سعد الحريري برئيس الجمهورية العماد ميشال عون والذي اسفر عن اتفاق على زيارة الاول الى قصر بعبدا اليوم وذلك من اجل استكمال المشاورات مع رئيس الجمهورية والبحث في مستجدات التأليف الحكومي.
وقد شكل البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس الحريري امس بعيد الاتصال مفاجأة لدى الكثير، اذ انه من المرات القليلة الذي يصدر مثل هكذا بيان يحدد موعدا علنيا لزيارة الرئيس الحريري الى القصر الجمهوري، مما ترك علامات استفهام حول مضمون الزيارة وتحديد موعدها، خصوصا ان مصادر سياسية متابعة لملف التأليف رفضت التوقع عما سيحمله الرئيس الحريري الى رئيس الجمهورية لا سيما ان التصور الذي كان اودعه الرئيس المكلف لدى رئيس الجمهورية حول الحصص الحكومية لم يتم التوافق عليه حتى الان، واعتبرت المصادر الزيارة بانها طبيعية، واضعة اياها ضمن اطار التشاور بين الرئيسين المعنين بعملية التأليف لجوجلة كل الافكار المطروحة من اجل ايجاد الحلول الناجعة.
المصادر السياسية اكدت ان الحكومة ستبصر في نهاية المطاف النور بالصيغة التي يراها الرئيس المكلف الانسب في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، وهو يعمل على بلورتها بتأن وروية وحكمته المعروفة بعيدا عن اي تسرع، خصوصا ان لدى الحكومة المقبلة مهمات والتزامات دولية كثيرة وكبيرة تنتظرها في الاشهر والسنوات المقبلة، حيث من المتوقع ان يستمر عمرها طويلا اذا لم تطرأ امور معينة تهدد التسوية السياسية.
وتؤكد المصادر ان لدى الرئيس الحريري باعا طويلا، وهو معروف عنه عدم استسلامه للصعوبات التي تعترضه، نافية ان يكون بصدد تقديم اي اعتذار عن التشكيل، وشددت الى ان المطلوب من الجميع هو التواضع ووقف السجالات، ووضع مصلحة البلاد فوق اي مصلحة شخصية ضيقة.
وتشير المصادر الى ضرورة ان يعود الجميع للقراءة بكتاب واحد وهو كتاب الدستور وتطبيق ما ينص عليه هذا الكتاب بخصوص الصلاحيات. ولفتت المصادر الى ان موقف الرئيس الحريري اصبح واضحا فهو لا يريد اقصاء اي احد من القوى السياسية الفائزة في الانتخابات النيابية من التشكيلة الحكومية، وهو حريص على مشاركة جميع هذه المكونات في الحكومة المقبلة مما يساهم بتسهيل العمل الحكومي وجعله اكثر انتاجا.
وتبدي المصادر اعتقادها انه في حال تم التوافق على الحصص داخل الحكومة، نكون بذلك قطعنا نصف الطريق او اكثر، وبعدها من المفترض ان يتم الانتقال الى توزيع الحقائب ومن ثم الى اقتراح كل طرف اسماء ممثليه في الحكومة وهذا الموضوع لا يشكل اي عقبة، وتوقعت المصادر ان يكون البيان الوزاري للحكومة المقبلة نسخة منقحة عن بيان حكومة «استعادة الثقة» حيث يتضمن العناوين الاساسية المتفق عليها بين اللبنانيين.
لذلك لا تتخوف المصادر من اطالة مرحلة المفاوضات، لان التوافق في البداية هو الاساس الذي سيرسم طريق مرحلة عمل الحكومة المقبلة.
من هنا فان المصادر ترى ان الاولوية في المرحلة الراهنة هي السعي لبذل كل الجهود من اجل ايجاد الحلول للعقد التي اصبحت معروفة، والتوصل الى تفاهم سياسي من اجل ولادة الحكومة وبدء مرحلة من العمل الجدي والاستثنائي.

في السياق، أكدت مصادر قيادية بارزة في تيار المستقبل لـ”السياسة”، أن الرئيس المكلف سعد الحريري ملتزم نصوص الدستور وصلاحياته الكاملة في تشكيل الحكومة ولن يخضع لأي ابتزاز، من جانب أي طرف ولن يرضخ لأي تهديد، فهو من يشكل الحكومة بالتشاور مع رئيس الجمهورية، وتالياً لن يتأثر بالرسائل من هنا أو هناك، وهو ماضٍ في مشاوراته سعياً لولادة الحكومة في وقتٍ قريب ولا يعنيه كل ما يُقال خلافاً لما ينص عليه الدستور بشأن تشكيل الحكومة التي سترى النور عاجلاً أم آجلاً.

الى ذلك، تردّدت معلومات تفيد بأنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري سيحمل الى بعبدا اليوم، مسوّدة حكومية جديدة، منقَّحة في بعض جوانبها عن المسوّدة التي سبقَ وعرَضها الاسبوع الماضي على رئيس الجمهورية، ولم يُكتب لها أن تخرق جدار التعقيدات الماثلة في طريق التأليف.

الأجواء الرئاسية تؤشّر إلى مقاربة هادئة لكلّ المسار الحكومي، مرتكزة في جانبها الأساسي، على الثوابت الحاسمة التي جرى التأكيد عليها في البيان الرئاسي الاخير، والتي كان لا بدّ من التأكيد عليها، لتصويب المسار، في الاتّجاه الصحيح.

وعلى هذا الأساس، بحسب هذه الأجواء، فإنّ رئيس الجمهورية، ينتظر ما سيحمله اليه الرئس المكلف. ويأمل أن تطغى الإيجابية على كلّ هذا المسار، بما يؤدّي إلى ولادة الحكومة في القريب العاجل.

(الجمهورية – اللواء- السياسة)