جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الحسم العسكري مستمرّ.. وأمن صيدا والجوار خط أحمر!
عين الحلوة 1

الحسم العسكري مستمرّ.. وأمن صيدا والجوار خط أحمر!

رفضت حركة «فتح» شروط الإرهابي بلال بدر، وإنفجرت المعارك مجدداً في مخيم عين الحلوة، في ظلّ تمسّك القوى والفصائل الفلسطينية بقرار حسم المعركة.
بعد هدوء حذر صباحاً رافَقه رصاص قنص متقطّع، إندلعت معارك هي الأعنف بين حركة «فتح» والقوة المشتركة من جهة وبلال بدر وملحقاته الإرهابية من جهة أخرى، في كلّ مناطق الاشتباك، واستخدمت فيها المدفعية والقذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة.

من جهته، عزّز الجيش اللبناني بفوج المغاوير وجوده في صيدا، وسيَّر دوريات وصولاً الى مداخل المخيم، وذلك بعدما اتخذت الاشتباكات منحى خطيراً بسبب دخول جماعات إرهابية في القتال الى جانب بدر، وهي تتبع لأسامة الشهابي وهيثم الشعبي، ما جعل شراسة المعركة تشتد.

وقد جاء ذلك بعد طلب «عصبة الانصار» من حركة «فتح» وقف إطلاق النار، لكنها رفضت، عندها بدأت عناصر مقنّعة من حيّي الطوارئ والمنشية بالالتحاق ومساندة مجموعات بدر وشادي المولوي الذي ظهَر في الطيري مشاركاً في المعارك.

وشنّت جماعة بدر هجوماً على ثلاثة محاور لفك الطوق عنها والتقدم في اتجاه بناية الاسدي، لكنّ محاولته لم تنجح، وأدت الى مقتل ثلاثة وجرح آخرين في صفوف مقاتليه، اضافة الى سقوط 8 قتلى ونحو خمسين جريحاً منذ بداية الاشتباكات. وقد إستقدمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين -القيادة العامة نحو 60 عنصراً لمؤازرة القوة الفلسطينية المشتركة.

وقال مصدر عسكري في «فتح» لـ«الجمهورية» إنّ الامور مفتوحة على كل الخيارات العسكرية، وسنقاتل لإنهاء بدر، وما بعد العملية العسكرية ليس كما قبلها ومن يتفرّج اليوم سيندم غداً».

ولفت مصدر فلسطيني فتحاوي إلى أنّ الجماعات التكفيرية «توحدت تحت إطار امارة «داعش» في لبنان بقيادة هلال هلال واسامة الشهابي، وهي في جهوزية تامة للقتال مع بدر ضد «فتح»، لكنّ «عصبة الانصار الاسلامية»، القوة العسكرية الكبرى في المخيم، تمنعها خوفاً من إشعال النار وتحويل المخيم الى يرموك آخر أو نهر بارد ثان، وهو ما يسعى اليه التكفيريون».

وشدّد المصدر على أنّ «حركة «فتح» ترفض أن يتوارى بدر، وهي ردّت على ردّه للقوى الاسلامية بأن لا بديل إلّا تسليم نفسه مع جماعته، لذلك فإنها تضيّق الخناق على حي الطيري وتكثّف قوات الامن الوطني الفلسطيني بقيادة ابو عرب القصف المدفعي على مواقعه المحصنة، وانّ المعركة لن تنتهي إلّا باستسلام بدر او مقتله، وهو خيار القيادة السياسية الفلسطينية».

وفي السياق، أبلغ القيادي في التيار الاصلاحي لحركة «فتح» التابع لـ«اللينو» العميد احسان الجمل، إلى «الجمهورية»، «أننا نقاتل مع «فتح» وضمن قواتها لأنّ الموس على رقبة الجميع، ونحن لم ننسلخ عن حركة «فتح» ومع الاجماع الفلسطيني، وهذه المعركة أوجدت تعادل الرعب والردع مع التكفيريين ووضعت النقاط على الحروف لجهة أنه يمنع العبث الأمني بالمخيم وشعبه».

وأكد عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية اللواء صلاح اليوسف أنّ حالة بدر لم تنته حتى الساعة، لكننا عازمون على فَكفكة مربّعه الأمني.
وألحقت الاشتباكات أضراراً جسيمة في البيوت والممتلكات والسيارات ولا سيما على محور سوق الخضار – الطيري، وأبقَت القوى الأمنية طريق الحسبة من الجنوب الى صيدا وبالعكس مقطوعاً لملاصقته المخيم ونظراً إلى الرصاص الطائش الذي يتساقط في المنطقة، وبالتالي يسلك المواطنون المتوجهون من الجنوب الى بيروت وبالعكس الطريق البحري في صيدا البعيد نسبياً عن محاور المخيم. وقد أدّى رصاص القنص الى إصابة مستشفى صيدا الحكومي وتحطّم زجاج طابق العناية الفائقة وطابق الاطفال من دون وقوع إصابات.

وفي السياق، حذّر مصدر أمني لبناني الإرهابيين من نقل المعركة من المخيم الى خارجه، «إذ عندها سيقع السقف على رؤوسهم وستُحسم المعركة بساعة واحدة، وممنوع الاستمرار في قطع طريق الجنوب التي تسلكها آليّات «اليونيفيل» أو شلّ الحركة عليها، واذا ما استمر القنص على طريق الحسبة فإنّ الصاع سيُرَد بصاعين».

وسجل نزوح كبير لأهالي المخيم في اتجاه مدينة صيدا حيث فتحت لهم قاعات المساجد ومقار الجمعيات الاهلية، بعدما عقد اجتماع لتجمع المؤسسات الاهلية وضعت خلاله خطة طوارئ لإغاثة سكان المخيم النازحين.

الى ذلك، أكّد مصدر عسكري رفيع لـ«الجمهورية» أنّ «قرار الجيش واضح وحازم، وهو لن يقبل أن تمتدّ الاشتباكات الى خارج المخيّم، لأنّ أمن مدينة صيدا والجوار خطّ أحمر».

وإذ نفى تدخّل «الجيش في الاشتباكات أو حتى المخابرات داخل المخيّم»، أوضح أنّ «الجيش سيتدخّل عندما يشعر بأنّ الخطر بدأ يخرج من المخيّم ويهدّد الجوار، عندها نكون قد تجاوزنا الخطوط الحمر»، مشدّداً على أنّ «الجيش لن يسمح بتكرار تجربة الصدام اللبناني – الفلسطيني وحرب 1975، لأنّ الانفلاش خارج المخيّم سيواجَه بردّ لا هوادةَ فيه».

وطمأنَ المصدر إلى أنّ «الوضع في كلّ المخيمات الجنوبية مضبوط، ولن يحدث أيّ صدام، أو محاولة لإشعال الفتنة السنّية – الشيعية عبر السلاح الفلسطيني». وأكّد أنّ «انتهاء القتال في عين الحلوة رهنٌ بحسم القوّة الفلسطينية المشتركة للمعركة».
“الجمهورية”

(الجمهورية)