جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الخطّة الأمنيّة: إنطباعات أوّلية!
FG1MfvOXoAEG6FW-800x549

الخطّة الأمنيّة: إنطباعات أوّلية!

 

خاص Lebanon On Time –  جوزاف وهبه

لا شكّ أنّ الخطّة الأمنيّة التي أطلقتها القوى العسكريّة في شوارع طرابلس قد بدأت تؤتى ثمارها، أقلّه لجهة نوع من الإطمئنان لأهل المدينة، حيث عادت الحركة الى الليل والمقاهي والمطاعم، علماً بأنّ زبائن الأعياد التقليديين من الأقضية المجاورة لم يتجرّأوا هذه السنة على خوض غمار النزول والتسوّق كالمعتاد!
وإذا كان المطلوب عدم التراخي، أو الإكتفاء ببعض الأيّام الأمنيّة والتوقيفات، ليس إلّا، فإنّ حادثتي الزاهرية والتل (رصاصتان في الرأس..) لا تزالان ماثلتين في يوميّات ومخاوف الناس، خاصة مع ما بات يرافقهما من “وساطات”، أمّا تحت باب أنّ الضحيّة عيسى (والحمد لله) لا يزال جريحاً، وأمّا تحت باب الإحتكام الى الشرع في حادثة التل بحجّة أنّ عمليّة القتل لم تكن عمداً، وكأنّ في ذلك عزاء ما لعائلة الشاب الضحيّة!
وبما أنّ الخطّة الأمنيّة قد ترافقت مع حلول الأعياد، فإنّ تطبيقها على محكّ التجربة في ليلة رأس السنة:فهل يمكن لهيبة التدابير المتّخذة أن تمنع إطلاق الرصاص عند منتصف الليل، ما يوفّر بالتأكيد عدداً من الجرحى، إن لم نقل القتلى، وبالطبع الكثير الكثير من الأضرار في الممتلكات والسيّارات؟
أيّ خطّة أمنيّة هي مهمّة متشابكة، لا تكفي معها التدابير الإجرائيّة على ضرورتها وأهمّيتها، بل تحتاج إلى أن تترافق مع ما يلي:
1-فكّ الإرتباط النهائي بين بعض الأجهزة وما يسمّى بقبضايات الأحياء (وأصحاب مولّدات الإشتراك منهم..) الذين باتوا يوفّرون نوعاً من الحماية لصغار العابثين بالأمن والأمان!
2-رفع السياسيين يدهم عن تأمين الوساطة للموقوفين وللمخلّين بالأمن، لأسباب إنتخابيّة – شعبيّة!
3-إجتماع طارئ لنوّاب المدينة (..وتجاوز الحساسيّات الباهتة قياساً بأمن المجتمع)، وإعلان موقف سياسي واضح وصريح يغطّي الخطّة الأمنيّة وتدابيرها مهما بدت قاسية ومتشدّدة!
باختصار، يجب أن يسقط الأمن بالتراضي كونه السبب المباشر لمعظم ما آلت إليه الأوضاع من فلتان قاتل وغير مسبوق.