جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الراعي يعاود الإتصالات… وسلّة ترشيحات قيد العرض
rahi(42) (1)

الراعي يعاود الإتصالات… وسلّة ترشيحات قيد العرض

 

كتب ألان سركيس

Lebanon on Time –
يصبّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تركيزه على انتخاب رئيس جديد للجمهورية لكي لا تنهار المؤسسات بأكملها ويسيطر شبح الفراغ. وهو عاد من رحلته البريطانية على وقع توقيف الناشط وليم نون، فقام بما يجب القيام به من أجل إحقاق الحق وعدم تحوّل الضحية إلى مذنب، خصوصاً أن الزمن الذي نعيشه، بحسب بكركي، هو زمن اللاعدالة وغياب الدولة وإدخال القضاء في زواريب السياسة.

لا شكّ أنّ قضية توقيف نون إعتبرتها البطريركية أنها موجّهة ضدّها وضدّ كل من يريد معرفة الحقيقة في انفجار مرفأ بيروت، وترى بكركي أنّ هناك قوى سياسية معروفة تعرقل عمل التحقيق ولا تريد أن يُكشف سرّ انفجار المرفأ. وهذه القوى هي نفسها التي تعرقل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، حيث تدعو بكركي إلى «لبننة» الإستحقاق لأنّ انشغالات الدول الكبرى أكبر بكثير من أزمة لبنان ومشكلاته.

عاد البطريرك الراعي من رحلته البريطانية، وطبعاً هذه الرحلة مهمة من حيث الإطّلاع على خبايا الحركة الدولية، فصحيح أن لا تأثير كبيراً لبريطانيا على الساحة اللبنانية، لكن لندن من العواصم الفاعلة عالمياً، فهي تملك حقّ النقض «الفيتو» في مجلس الأمن، والدولة الأقرب إلى الولايات المتحدة الأميركية التي تحكم العالم.

وما تفاجأ به الراعي خلال زيارته البريطانية والتي التقى خلالها مسؤولين روحيين، وسياسيين من مجلس العموم البريطاني والحكومة، هو حجم الإطّلاع البريطاني على الوضع اللبناني، إذ إن المسؤولين الذين التقاهم سألوا عن التفاصيل اللبنانية وعن معاناة الشعب وسط الأزمة الإقتصادية والإجتماعية والمالية والسياسية التي تضرب لبنان، في حين كانت هناك وعود بمضاعفة المساعدات الإنسانية ووصولها مباشرة إلى اللبنانيين، لأن البريطانيين يعتبرون أن لا مساعدات إلى الدولة اللبنانية ما لم تقم السلطة بالإصلاحات المطلوبة منها للحدّ من حالة الإفلاس والإنهيار.

وشرح البطريرك واقع الأزمة السياسية خلال لقاءاته مع المسؤولين البريطانيين وكيف يحاول اللبنانيون الصمود وسط الأزمات المتلاحقة، وكيف تحاول الكنيسة الوقوف إلى جانب ناسها، لكن اللافت أيضاً أن عدداً من المسؤولين البريطانيين سألوا الراعي: لماذا لم تنتخبوا رئيساً للجمهورية حتى الآن؟

ويبدو واضحاً من أسئلة المسؤولين والجو العام في لندن، أنه لا يوجد مبادرة دولية خاصة بلبنان، بل إن الوضع اللبناني يأتي من ضمن ترتيب أوضاع المنطقة، وبالتالي كل ما يحكى عن محاولة دولية لإيجاد حل للأزمة الرئاسية لا يعدو كونه تمنيات أو تحليلات في غير زمانها. وتنشغل الدول الأوروبية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا بالحرب الأوكرانية – الروسية، كذلك فإنّ هذه الدول تحاول معالجة آثار التضخّم الذي يضربها بسبب الحرب وغلاء المحروقات والإقفال الطويل بعد أزمة «كورونا»، لذلك فإنّ الملفّ اللبناني ليس من الأولويات حالياً، بل إنّ الإهتمام البريطاني والأوروبي يأتي ضمن الملف الإنساني وليس السياسي.

ونظراً إلى غياب الحلول الخارجية، فإنّ الراعي يحاول الضغط من أجل قيام مجلس النواب بدوره وانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وقد رفع السقف في عظته الأخيرة، وطالب باستعجال الإنتخاب لكي لا يتمدّد الفراغ إلى بقية المؤسسات في الدولة اللبنانية سواء أكانت مارونية أم غير مارونية. ويتابع البطريرك الماروني بقلق تطوّرات الأوضاع الأمنية والسياسية ويرى أن البلد على فوهة بركان قد ينفجر في أقرب وقت إذا لم تتم المعالجة وإنهاء حالات الفراغ المتراكمة، وبالتالي فإنّ «لبننة» الإستحقاق الرئاسي تشكّل خشبة الخلاص للبنان بحسب بكركي، لأنّ انتظار الخارج سيطول ولن يأتي الخارج إلا بحلّ على قياسه.

سيقوم الراعي بجولة اتصالات جديدة ستشمل عدداً من القوى المسيحية وغير المسيحية في محاولة لإيجاد حلّ لبناني، لكنّ الآمال المعلّقة على مثل هذه الإتصالات ليست كبيرة لأنّ التجارب السابقة لا تشجّع، وسط التباعد في الطروحات السياسية وعدم وجود رؤية موحّدة لكيفية إنهاء الشغور. وينتظر سيّد بكركي أن تُعرض عليه سلّة جديدة من الأسماء المرشّحة للرئاسة، مع العلم أن هذه الأسماء ستواجه الرفض أو الحرق مثل سابقاتها.

ويبدو أن النائب جبران باسيل من أكثر المتحمّسين لطرح أسماء رئاسية بهدف المناورة، بينما تستمرّ «القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» بترشيح رئيس حركة «الإستقلال» النائب ميشال معوّض، ويتمسّك رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية بترشيحه، لذلك يبقى باسيل من دون رؤية واضحة، فهو يريد الرئاسة لكنّه لا يتجرّأ على الترشّح.

المصدر: نداء الوطن