جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / السيد : لاستنقاذ الدولة الوطنية واستعادة السكينة
أحمد سنكري

السيد : لاستنقاذ الدولة الوطنية واستعادة السكينة

                        إستضافت جمعية متخرجي جامعة بيروت العربية في الشمال الباحث واستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور رضوان السيد في لقاء حول “الأوضاع الراهنة في لبنان والمشكلات العربية”. وحضر اللقاء في مقر الجمعية بطرابلس النائبان السابقان الدكتور عزام دندشي والدكتور مصطفى علوش، إيلي عبيد ممثلا الوزير السابق جان عبيد، خالد مرعبي ممثلا الوزير السابق طلال المرعبي، الدكتور سعد الدين فاخوري ممثلا الوزير السابق أشرف ريفي، طه ناجي مسؤول جمعية المشاريع الخيرية في الشمال، السفير السابق الدكتور خالد زيادة، رئيس المجلس الثقافي للبناني الشمالي صفوح منجّد، الدكتور سابا زريق ، الدكتور نزيه كبارة، نائب رئيس جامعة بيروت العربية لشؤون فرع طرابلس
الدكتور خالد البغدادي وحشد من الاساتذة الجامعيين والهيئات والفاعليات ومهتمين.
رضوان السيد واحمد السنكريجانب من حضور اللقاء

في الإفتتاح النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، ثم تحدث رئيس الجمعية أحمد سنكري منددا بتصاريح الرئيس الإيراني حسن روحاني في ما يتعلق بلبنان وبسيطرة حلفاء إيران في لبنان على كافة قرارات الدولة اللبنانية ،وقال ” لا يكاد يمر يوم لا نرى فيه التفلّت الدستوري والقانوني والسياسي والأمني والذي تقوم به أطراف سياسية مشاركة في الحكومة وهذا لا يتم مصادفة بل المقصود منه ضرب الطائف والدستور والعيش المشترك وإسقاط إمكانيات التوافق الوطني على قاعدة التوازن وبناء المستقبل بالمشاركة والمواطنة والإستقلال الوطني والإنتماء العربي.

وتوقف الدكتور السيد عند ثلاث نقاط هي: كيفية إنقاذ الدولة الوطنية وإستعادة السكينة في الدين وتصحيح العلاقة بالعالم ،فرأى في ما يتعلق بالنقطة الأولى بأنها الأساس في كل شيىء في خضم الوضع الراهن في الدول العربية التي تعاني من تصدع وإنهيار بنتيجة الضعف في أنظمتها ومن جراء التدخلات الإقليمية والدولية وعجزها في إستعادة الإستقرار والسيادة، ورأى أن مسألة الدولة الوطنية العربية هي مسألة قديمة نشأت في زمن الإستعمار وتحولها سريعا من الأنظمة المدنية إلى الأنظمة العسكرية بحجة الإنتصار لفلسطين بعد الهزيمة التي منيت بها الأنظمة العربية .

وإتهم من وقف وراء الإنقلابات العسكرية بأنهم نسجوا شرعيتهم بإتهامهم الأنظمة المدنية وقياداتها بأنهم كانوا السبب في وقوع الهزيمة على يد إسرائيل، وقال: منذ ذلك الحين والفشل يتسرب إلى إدارات هذه الدول ومن ثم إلى فكرة قيام الدولة وفاقم في الأمر إندلاع الحرب الباردة بين المعسكرين العالميين.

وتناول حراك الجماهير العربية وإنطلاقا من القاهرة في حين كانت العسكرة تتغلغل في بلدان عربية أخرى للوصول إلى السلطة، ليزداد التصدع والإنهيار الداخلي وحصول تدخلات أجنبية لصالح هذه الأنظمة والإنتقال إلى ما وصفه بإختراع الإرهاب بقصد إحداث المزيد من التخريب وفرض حالة من عدم الإستقرار.

وقال: يجب أن ندرك أن الجيش لم يعد حلا حتى ولو كان وجوده ضروري الآن ،وانا أتحدث هنا عن الجيوش الحقيقية كالجيش المصري مثلا وليس السوري الذي أصبح ميليشيا طائفية، وإستعملت عبارة حتى لو كان ضروريا للحفاظ على الحد الأدنى من التماسك لكن الناس خائفون ولا يستطيعون إرسال أولادهم إلى المدارس ولا يمكنهم العودة إلى طبيعة حياتهم ذلك أن الحد الأدنى الذي ينبغي توفره في اي سلطة وفي اي نظام لم يعد موجودا كما الحال في سوريا.

وتابع: اما الأمر الثاني الذي لا يمكن تجاهله في مسأل إستنقاذ الدولة فإنه بات واضحا أن الدولة العربية لا يمكنها ان تستعيد سكينتها وإستقرارها إلآ وسط هذه المنظومة التي تسمى الجامعة العربية أو مجلس التعاون الخليجي فمنذ اربعين أو خمسين سنة كان هناك حد أدنى من التضامن ونحن في لبنان عندما واجهنا مشكلة الحرب الأهلية أمكن الجامعة العربية أن ترسل إلينا قوات السلام ولكن هذه المرة من من الدول العربية بإنمانها تقديم مثل هذه المساعدة؟ ويزداد الأمر خطورة بفعل الإنقسام في النظام الدولي .

وشرح أهمية دور الجمهور في إعادة تكوين السلطة ليس عن طريق الإنقلابات العسكرية أو من خلال أنظمة الغلبة كما أنه بات من الصعب حصول إستقرار في بلد عربي وحوله بؤر شديدة من التوتر والقتال مشيرا إلى أن شروط إستعادة الدولة لهيبتها وقدراته باتت قاسية وصعبة، ذلك لأن الميليشيات في هذه الدول باتت تتحكم بمفاصل الدولة والإستعانة بالخارج كاميليشيات الإيرانية والتركية وغيرها حيث بات من المتوجب أن تستعيد الشعوب العربية القدرة على تكوين سلطاتها ولكن ليس على مثال الماضي وليس على مثال الفوضى والتدخلات التي حصلت وتحصل حتى اليوم.

وتناول الأولوية الثانية المتمثلة بإستعادة السكينة في الدين فتوقف عند قيام الثورة الإيرانية في أواخر السبعينات وإستيلاء رجال الدين على السلطة وإسقاط الدولة الوطنية في إيران وكذلك ما نتج عن مقتل الرئيس المصري انور السادات ومن ثم قيام حركات إسلامية إحيائية وظهور مجموعات متطرفة وبروز فكرة أساسها أن الغسلام دين ودولة وبأنه ينبغي للدين أن يحكم الدولة من اجل تطبيق الشريعة ولنصرة الدين في إدارة الشأن العام.

وقال:هذه الفكرة ليست موجودة بأنحاء العالم إلآ عندنا، ولا بد من إستعادة السكينة في الدين من خلال عدم إيصال الحركات الدينية إلى السلطة وفي حال العكس وقيام إحدى الحركات المتشددة بمحاولة الإستلاء على السلطة بإسم الدين وقيام قوة أخرى بوجهها لتحصل هي على السلطة ففي ذلك الخطر الأكبر كما شهدنا ذلك في إيران وما نتج على صعيد إقدامهم على إحداث الإرهاب في العالم عن طريق داعش وتنظيمات إرهابية أخرى كما حصل مع القاعدة حيث إنعكس كل ذلك بالسوء على أوضاعنا وعلى علاقاتنا بالعالم والإيحاء بأن المشكلة الرئيسية هي في الإسلام العربي وهذا ظلم شديد، لذلك أقول أن إستعادة السكينة في الدين هو أن تكون عندنا دول صالحة لا تقوم على التطرف والإرهاب وعلى ظواهر العنف بإسم الدين ولا بد من إعادة تأهيل المؤسسة الدينية لمواجهة هذه الظواهر وإستعادة مساجدنا وشوارعنا وأن يفهم المسلم انه جزء من العالم.

وتساءل: لماذا صار فينا ما صار وبلغنا من العجز أن نضع ديننا قناعا ونقاتل بإسمه العالم؟ ينبغي أن تتسع رؤيتنا لتكون بمستوى عالمية الإسلام وهذا الأمر لا يقوم به رجال الدين وحدهم بل كل فئات المجتمع من مثقفينا وإعلاميينا وشرائح مختلفة.

وأعقب ذلك حوار ونقاش بين الحضور وبين الدكتور رضوان السيد.