جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الصايغ: عمق الفساد كان السبب الأول لانطلاق الثورة والمرحلة تحتاج إلى إجراءات استثنائية
18-12-19-salim sayegh

الصايغ: عمق الفساد كان السبب الأول لانطلاق الثورة والمرحلة تحتاج إلى إجراءات استثنائية

رأى نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ أننا من أكثر القوى السياسية انسجاما مع قناعاتنا، مشيرا الى أن الثورة تضم اليوم أكثر من ١٥٠ جمعية او حزب سياسي صغير، مشددا على ألا أحد يمتلك الحراك او يسيطر عليه، وفتح أبواب البيت المركزي للمصابين في الاعتداءات واجب انساني.

ولفت الصايغ لبرنامج “بدبلوماسية” عبر الـ OTV الى اننا منذ أشهر عديدة طالبنا بحكومة حيادية مؤلفة من شخصيات تكنوقراط تحضر لانتخابات نيابية مبكرة لاننا اعتبرنا ان الحكومة السابقة تودي بالبلاد الى الخراب، وقال: “قلناها علنًا، نحن لسنا بمتسلّقين على شيء، ونحن في عمق هذه الثورة الثقافية والفكرية”.
اضاف: “نحن منسجمون مع قناعاتنا، وهذا موقف اثبتناه وهو ليس بموقف انتهازي ولكن من الطبيعي ان هذا الحراك المؤلف من الشعب ومن احزاب لم نكن نعرفها أن يجتمعوا مع بعضهم البعض كي يأخذوا قرارا يطالب بحكومة جديدة ومجلس نيابي جديد، وبان يكون القرار للشعب اللبناني حول الطبقة السياسية التي ستحكمه.
وأوضح الصايغ اننا لم ننزل إلى الارض بصورة منظمة وهناك حركة ديناميكية شعبية وتغير حقيقي في بنية مجتمعنا، وأضاف: بالامس رأينا قيادات من الحزب والحركة على الارض يسعون لاسترجاع الناس من الارض، ورأينا في اماكن كثيرة الناس تعبر عن الالتزام بقرارات احزابها، وتابع: عندما يشعر الناس بالقهر والظلم ينزلون الى الشارع ونحن كحزب لم ننزل كمنظومة حزبية على الارض، ونحن نثمّن الثورة، ونتمنى ألا تنحرف عن هدفها بتشكيل حكومة حيادية وباسترجاع الاموال المنهوبة.

وعن فتح البيت المركزي في الصيفي السبت جراء المواجهات التي جرت، شدد على ان احدا لا يستطيع ان يحرك هذا الحراك وأردف: “من ابسط الامور ان نفتح بيوتنا لمن تعرض للعنف، ولا مشكلة لدينا بذلك، ونحن لا نجبر احدا على الدخول الى بيوتنا بل هم بانفسهم دخلوا بعد تعرضهم للقنابل المسيلة للدموع وهذا اقل واجب نقوم به”، مضيفا: “نحن لا نسأل احدا عن توجهه السياسي”.
وتابع: “هناك شيء ما علينا ان نفهمه وهو أن لا ليس كل ما يجري مؤامرة وعلى الناس ان تعلم وتقتنع ان هناك تغييرا حصل بعد 17 تشرين الاول”.
واوضح أن عمق الفساد كان السبب الأول لانطلاق الثورة، ولا علاقة للسفارات بالثورة، مشددا على وجوب احترام الناس واحترام عقولهم، وجازمًا بان المرحلة تحتاج إلى إجراءات استثنائية.
ورأى ان علينا معرفة مفهوم السياسة اليوم فلا سياسة من دون مشاركة، والناس تشعر ان مصيرها يقرر ورقابها تقطع، هم يفقرون بين ليلة وضحاها ويسألون لم لا يستطيعون المشاركة في القرار، مؤكدا ان المشاركة في القرار هي عمق التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي وهذا ما نناضل من اجله.
وردا على سؤال قال الصايغ: “ما نطالب به هو الخروج من المنطق الطائفي والذهاب الى الدولة المدنية ووضع قانون عصري للأحزاب كي لا يكون لدينا احزاب دينية مناطقية، بل احزاب تؤمن بلبنان وطن نهائي لكل ابنائه، فالدستور ينص على كذلك وهذا الامر يريح لبنان، معتبرا ان من المهم الحديث عن اعادة التوازنات في الحكومة، مشددا على ان المطلوب الحفاظ على التوازن السياسي من دون ادنى شك، لأن كل استهداف للتسوية كان يعتبر استهدافًا لحزب الله لأنه من ربح الاكثرية النيابية نتيجة التحالفات في الانتخابات وحصل على الأكثرية في الحكومة الماضية.
اضاف: “كي لا نعتبر ان اي تغيير هو لاستهداف فريق لصالح فريق اخر دعونا لخوض تجربة حكومة مستقلة انتقالية تريح الناس، لافتا الى ان احدا لم يفتح موضوع سلاح حزب الله ولا حتى الكتائب، مشيرا الى ان ما انزل الناس الى الشارع هو الفساد المستشري وهذه السلطة الغاشمة التي اوصلتنا الى الانهيار”.
ولفت الصايغ الى ان البعض حاول ربما عن خطأ القول ان الحراك بدأ باستحضار صور 8 و14 اذار وصولا الى القول انه سني – شيعي ، وبان هناك طرفا خارجيا يديره وبان السفارات تدعم الحراك، معتبرًا انه لو كان الامر صحيحا لكانت الامور كشفت، ومشددا على ان علينا ان نحترم الشعب اللبناني.
وردا على سؤال قال: “الوضع الداخلي مكشوف ومن الطبيعي ان يكون هناك تدخل دولي، فالدولة تطلب منهم المساعدة، والسلطة هي من قبلت بالشروط الاصلاحية على لبنان، لافتا الى ان البنك الدولي عندما يساعدنا سيقول ما يجب علينا فعله.اضاف: “اذًا نحن من نسيء لبلدنا وكل دولة تقوم بمصلحتها”.

ودعا الى الانتفاضة لاننا لا نريد ان نموت صامتين، مؤكدا أن علينا انقاذ انفسنا كلبنانيين بعدم السماح بالتدخل الدولي وبالمساعدة الدولية وذلك عبر تشكيل حكومة انقاذية، وإقرار قانون استقلالية القضاء واسترجاع الاموال المنهوبة من الشعب اللبناني، داعيا الى ان يكون لدينا موقف سيادي، مطالبًا كل من اخذ فلسًا بإعادته، وأضاف: “اذا سترجعنا 10 بالمئة منه نساهم بسد العجز العام”.
وردا على سؤال حول ملف البومة أوضح الصايغ ان اللجنة النيابية التي ترأسها نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي اقرت بان ملف “البومة” فارغ، مشيرا الى ان الرئيس العماد ميشال عون كان يعتبر انه مستهدف بصفقة “البومة” لأنه كان قائدا للجيش وقال انها عملية سياسية، ومجلس النواب في ظل الوصاية السورية قال كلمته بأن الملف فارغ.
واكد ان على القضاء ان يقول اين ذهبت الاموال المنهوبة.
وأشار ردا على سؤال إلى انه اجتمع في باريس مع شخصيات اميركية وفرنسية لديها حوار متقدم مع حزب الله وايران، لافتا الى ان الاميركي لا يشترط عدم وجود حزب الله في الحكومة، كما لا يشترط ترؤس الحريري للحكومة.
وعن زيارة المسؤول الأميركي ديفيد هيل قال: “الوفود الاميركية تأتي باستمرار ومن المعروف ما هي الملفات التي تناقشها”.
اضاف: “الاميركي ليس لديه مشكلة بان يأتي حزب الله الى الحكومة، معتبرا ان الحزب يريد ان يأتي الحريري بشروطه، اي كما اتى في الحكومة السابقة”، كاشفًا أن المطلوب تعويم الحكومة السابقة بطريقة اخرى واعطاء جوائز ترضية للحراك بمقاعد محددة في الحكومة، جازمًا بأن تعويم ما سبق هو قتل للبلد.
وكشف الصايغ عن طرحه افكارا عدة اثناء زيارته الاخيرة الى الصين مع وزير الخارجية الصيني وهي زيارة اكاديمية سياسية وليست زيارة حزبية، مشيرا الى أن الصينيين ليسوا راكضين نحو سوريا ولبنان لان احدا لا يضع دولارا واحدا ببلد يفتقد للثقة.
وشدد على ان لا ثقة بلبنان بسبب ازمة الحكم، لافتا الى ان الدولة لا تقبض على كل مكونات السلطة والسيادة، وعلينا البحث عن السبب الذي يجلب المستثمر الى البلد وليس رمي الاشياء على الاميركي.
وردا على سؤال قال: “على الدولة القيام بالاصلاحات وبانتخابات نيابية مبكرة”، سائلا: “هل حزب الله يتبنى هذه الطبقة السياسية الفاسدة، داعيا الحزب الى الخروج من هذه المنظومة.
واكد ان المطلوب تشكيل حكومة جديدة والقيام باصلاحات حتى نرمم الثقة مع الناس، وسأل: “هل يقبل حزب الله بالمشاركة في الفساد”؟
ولفت الى ان حزب الله هو من ابرم التسوية الرئاسية، معتبرا أن لدى الحزب فرصة ذهبية للخروج من القوقعة، مذكرا بأن السلطة اوصلت البلد الى الافلاس فلمَ على حزب الله الدفاع عن منظومة افلست البلد؟
وعن تسمية رئيس الحكومة قال: “قمنا بعمل كبير للبحث عن اسماء، وطرحنا هو باننا لا نريد شخصا قديما، بل شخص جديد حتى نحصل على ثقة الناس، معتبرا ان الرئيس الجديد يجب الا يكون شخصًا استفزازيًا وقد برز اسم نواف سلام وهو قاض بالمحكمة الدولية في لاهاي، مشيرا الى ان احدا لم يكن يطرح اسمه كي لا يأخذ دورًا في لبنان ، لافتا الى ان سلام لديه القدرة على التكلم مع مجموعة الدول الدائمة العضوية وهو ويحوز ثقة المجتمع الدولي .
واشار الصايغ الى ان علاقتنا مع الحريري اعلامية وليست سياسية كما مع القوات، موضحا ان الحريري ارتكب خطيئة سياسية بالتسوية وكذلك الامر مع القوات.
وشدد الصايغ على ان الاكثرية السياسية لم تعد تعني شيئا اليوم بعد سقوط حكومة الحريري وانسحاب باسيل من التسوية.
وختم: “معلوماتي ان الحريري لن يقبل التكليف لانه يدرك الشروط وحجم الضغوط واشك بان يقبل التكليف من قبل رئيس الجمهورية”.