جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / العلاقات الروسية – الاميركية في ذروة تأزمها وتداعياتها تنعكس سـورياً
العلاقات خاص636397016942329319

العلاقات الروسية – الاميركية في ذروة تأزمها وتداعياتها تنعكس سـورياً

خلافاً للمعلومات التي تسربت عن نتائج لقاء هامبورغ الشهير بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في شأن الاتفاق على تكليف موسكو مهمة رعاية التسوية السورية وفق قرارجنيف واحد شرط الا يكون لايران اي نفوذ في سوريا، تؤكد اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان كل الاتفاقات والتفاهمات بين الدولتين العظميين باتت في حكم المجمدة في ضوء بلوغ العلاقات الثنائية ذروة تأزمها وتخطيها كل السقوف التي بلغتها سابقا حتى في عز ما عُرف بالحرب الباردة، وصولا الى مشارف القطيعة.

وتلفت الاوساط الى ان اكثر من عنصر طرأ في الميدان السوري اخيرا وظهّرته بعض المواقف السياسية يعزز هذا الاعتقاد بدءا من تعثر درب المفاوضات وارجاء محطاتها في استانة وجنيف مرورا بانقلاب موازين القوى العسكرية لمصلحة النظام وحلفائه في سوريا بعدما كانت المعارضة تتحكم في مرحلة معينة بقواعد اللعبة وتتجه نحو الغلبة وصولا الى مواقف روسيا التي لا تنفك تؤكد ان لا خلافات مع ايران، في رسالة تقرأ فيها الاوساط “زكزكة” لادارة الرئيس دونالد ترامب ردا على العقوبات الاقتصادية، ومحاولة لابتزازه في مواجهة الضغط الاميركي لتحسين شروط اسرائيل واستخدامها “فزّاعة” لايران عبر الايحاء بضربها في سوريا، بحيث تسعى موسكو بذلك لفرض معادلة توازن رعب على المسرح السوري قطباها موسكو- طهران مقابل واشنطن- تل ابيب.

وتعتبر الاوساط ان روسيا، وبعد دخولها العسكري الى سوريا لانقاذ النظام وخلق حال من التوازن بين النظام والمعارضة التي كانت تسيطر على مناطق شاسعة من سوريا، سعت الى توسيع قاعدة طرطوس البحرية واقامة قاعدة حميميم الجوية بحيث باتتا توازيان القاعدتين البحرية والجوية الاميركيتين في قطر وباتت روسيا تتحكم بالساحل السوري وتعزز نفوذها في البحرالابيض المتوسط، فنجحت في الامساك بالورقة السورية بالتعاون مع تركيا التي وثّقت علاقتها بها خصوصا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. هذا الواقع وضع الاميركيين في موقع العجز في سوريا واضطرهم الى التنسيق والتعاون مع روسيا التي استفاد حلفاؤها وتحديدا ايران من حال التوتر لتحقيق تقدم نوعي في الميدان وتعزيز وجودهم، خلافا لما تردد عن تكليف واشنطن موسكو مهمة رعاية التسوية شرط الا يكون لايران اي نفوذ في سوريا خصوصا في المناطق الجنوبية وتحديدا في منطقة هضبة الجولان القريبة من حليفتها الاستراتيجية اسرائيل. وتضيف الاوساط ان عودة “حماس” الى الجناح الايراني ما هي الا احد مؤشرات الكباش المستجد بين المحاور، مشيرة الى ان زيارة رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الى موسكو جاءت على خلفية حماية امنها الحدودي الا انها كما عكست مواقف نتنياهو لم تؤت ثمارها ما خلّف حالا من القلق ازاء امكان شن اسرائيل عملا عسكريا في جنوب سوريا لابعاد خطر ايران وأذرعها العسكرية عن تل ابيب.

وأكثر، تشير الأوساط، الى ان روسيا وفي اطار الكباش السياسي مع الولايات المتحدة الاميركية وظفت حال التوتر بين واشنطن وانقرة لتوطّد علاقاتها مع تركيا وايران وتشدّ الخناق على الرئيس ترامب لحمله على وضع حدّ للعقوبات الاقتصادية عليها. الا انها تلفت الى ان الاجتماعات التي قد تعقد على هامش الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك منتصف الشهر المقبل والتي يحضرها ترامب وبوتين قد تشكل مناسبة لاعادة ترطيب الاجواء، في ظل الحاجة الى وضع حد للنزاع السوري وبلوغ التسوية نهاياتها بعد سلسلة اخفاقات، لعب توتر العلاقات بين الدولتين دورا اساسيا فيها.

 

 

المركزية