الفساد مجدداً

محمد يوسف بيضون:

        «شدد رئيس الجمهورية ميشال عون على أن ساعة الفساد قد حانت فلا تهاون مع تحقيق المكاسب غير المشروعة عن طريق مخالفة القواعد الأخلاقية والقوانين والتعدي على حقوق الدولة».

جاءت كلمة الرئيس عون هذه بمناسبة رعايته افتتاح الدورة الوزارية الثلاثين «للأسكوا» في بيروت.

لا بدّ أن قارئ مقالاتي في جريدة «اللواء» الغراء قد لاحظ عداوتي مع الفساد وأملي أن يجتث من جذوره بعد ان انتشر في الجسم الإداري اللبناني دون محاولة ايقافه من أحد. ليست المرة الأولى التي يُركّز عليها الرئيس عون كلامه عن آفة الفساد، فلم يترك مناسبة الا وجاء على ذكره السيىء. ما ارجوه من الرئيس هو ان يضع يده على فاسد أو أكثر ويحيله إلى القضاء المختص لينال صاحبه العقاب الذي يستحق. فالكلام عن الفساد دون اتخاذ تدابير بحق صاحبه أو أصحابه لا يفيد من شيء، ويلحق ما يسمّى بالهدر وهو عيّنة من الفساد.

فخامة الرئيس،

البلد لم يعد يتحمل المزيد من الفساد إذا ما ترك وشأنه فهل تقبل ان يقال لاحقاً عن عهدك انه وقف عاجزاً امام مرض خبيث اسمه الفساد؟ أجلك من قول كهذا بحقك وأسارع إلى الطلب منك بكل احترام ان تضع القول في موضع الفعل. فاللبنانيون، وأنا واحد منهم، كدنا نفقد الأمل بالاصلاح ورحنا نخاف على اولادنا من جو عام موبوء ونحيطهم بأوضاع بعيدة عن هذا الجو ليسلموا.

فخامة الرئيس،

لا تدع اليأس يسيطر على نفوسنا. انه نهاية لنا كمواطنين في رؤية احلامنا بمستقبل سعيد وراق يتلاشى امام اعيننا. لا لا تدعه يحصل يا فخامة الرئيس ونحن لك مراقبون. ألهمك الله فعل ما يأتي منه الخير ليسلم بلدنا ونسلم معه. ولا تدعني أعود إلى مقال لي قبل خمسة وأربعين عاماً نشرته لي جريدة «لسان الحال» وعنوانه «كنت أكاد أيأس».

لعن الله المفسدين مجدداً.

* نائب ووزير سابق.