جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / الكوليرا تفتك بالبلدات اللبنانية
(FILES) In this file photo taken on October 26, 2022, a man hands out water bottles to people waiting on patients  infected in an outbreak of Vibrio cholera, receiving treatment in a mosque hall converted into a field hospital in the town of Bebnine in the Akkar district in north Lebanon. - Last month Lebanon recorded its first cholera case since 1993, in the nearby Syrian refugee camp of Rihaniye, weeks after an outbreak in Syria, which lies about 20 kilometres (12 miles) away. Over a quarter of the country's more than 400 recorded cases are from  Bebnine, where people resort to unsafe water sources as the state fails to provide clean water. (Photo by Ibrahim CHALHOUB / AFP)
(FILES) In this file photo taken on October 26, 2022, a man hands out water bottles to people waiting on patients infected in an outbreak of Vibrio cholera, receiving treatment in a mosque hall converted into a field hospital in the town of Bebnine in the Akkar district in north Lebanon. - Last month Lebanon recorded its first cholera case since 1993, in the nearby Syrian refugee camp of Rihaniye, weeks after an outbreak in Syria, which lies about 20 kilometres (12 miles) away. Over a quarter of the country's more than 400 recorded cases are from Bebnine, where people resort to unsafe water sources as the state fails to provide clean water. (Photo by Ibrahim CHALHOUB / AFP)

الكوليرا تفتك بالبلدات اللبنانية

 

خاص Lebanon On Time – خالد أبو شام 
لم يزل وباء الكوليرا ينتشر بشكل كبير في مختلف الأراضي اللبنانية بسبب تلوث المياه الجوفية وغير الجوفية جراء اختلاطها بمجارير الصرف الصحي، وما ينتج عن ذلك من تلوث الخضروات والمزروعات التي تشكل طعامًا يوميا للمواطن اللبناني البسيط،فيما لا يزال همّ المسؤولين كيفية تسجيل المواقف والنقاط على بعضهم وعلى الشعب.
يفتك وباء الكوليرا بشكل مخيف في كثير من المناطق اللبنانية، التي تعاني من بنى تحتية مهترئة، حيث تتشابك مياه الشفة مع مجارير الصرف الصحي التي تصل إلى البيوت والحقول، فتلوّث كلّ شيء في هذا البلد المريض، محدثةً زعزعة كبرى في الحياةِ العامة وسلامة الناس، فلم تبرح الإصابات تزداد يومًا بعد يوم، ما يُنذِر بكارثة عظيمة يمكن أن تنزل في صفوف المواطنين، خصوصًا مع انهيار الوضع الصحي في البلاد، وعجز المواطن اللبناني عن دفع فاتورة الاستشفاء الباهظة جرّاء الارتفاع التاريخي بسعر الدولار وانهيار العملة الوطنية وتدهور معها كافة القطاعات، مع بقاء الحد الأدنى للأجور نفسه.
وحيال هذا الوضع المزري، يعيش الشارع اللبناني حالةً من اليأس والإحباطِ مع بلوغ الحالة المعيشية مستويات متدنية، وتأزم الحياة السياسية بين الأحزاب التي لا تكترث إلا لمصالحها، ولا يهمها معاناة الشعب ومصائبه طالما هم يعيشون حياة البذخ والفراهة، فيأكلون أغلى الطعام، ويدخلون أرقى المستشفيات المحلية والعالمية إذا احتاج الأمر، ويرسلون أبناءهم إلى أغلى الجامعات، فيما لا يجد المواطن اللبناني البسيط قوتَ يومه، ويستدين ليُدخِل ابنه أو أمه المستشفى الحكومي فضلًا عن الخاص، ويبيع أثاث بيته ليعلّم ابنه في جامعات الدولة، فعن أيّ شعب تتكلمون، وعن أي لبنان تدافعون، وشعبه بات يموت في كل يوم، إما بالأمراض والأوبئة جراء فسادكم على مدار كل هذه السنين، وإما يموت لعجزه عن الاستشفاء، وإما غريقًا في البحر فارًّا من إجرامكم وسرقاتكم، وإما مقتولًا بسلاح متفلت أنتم وراء انتشاره بين البيوت والأزقّة؟ فهل لا يكفي كل ما فعلتموه في هذا الشعب الجريح طوال فترة حكمكم الدامي، لتفهموا أن الناس قد ملّت من سخافاتكم وهرطقاتكم؟
وهل تعجزون أن تدعموا القطاع الصحي لمواجهة وباء الكوليرا الفتاك واصغركم يملك ما يملك من الأموال، قبل أن تحدث الكارثة، اللهم إذا لم تحصل؟