جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / انتخابات ريفي
ريفي

انتخابات ريفي

لا تبدو الانتخابات المقبلة، في حال تنظيمها العام المقبل، مختلفة كثيراً عن سابقاتها سوى في حالة واحدة: وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي. بيد أن اللواء أعلن نيته خوض مواجهات شاملة في الساحة السُنية، ما عدا صيدا، و”احتراماً“ لرئس الوزراء السابق فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري. لكن ريفي سيُقدم مرشحين في دوائر المنية – الضنية، وعكار، والبقاعين الغربي والأوسط، وبيروت الثانية والثالثة وفي الاقليم، أي الشوف. خرج من انتصار بلدي يتيم لكن ساحق في طرابلس، إلى مواجهة شاملة مع رئيس الوزراء سعد الحريري في 9 دوائر يُمثل الصوت السُنّي فيها ثقلاً وازناً.

وبحسب الحراك السياسي خلال الشهور الماضية لريفي، سيخوض هذه المواجهة بثلاثة أسلحة أساسية:

السلاح الأول والأهم هو فشل الحكومة الحالية في تحقيق أي إنجاز يُذكر، سوى تحرير الأراضي اللبنانية من تنظيمي داعش وفتح الشام (النُصرة). وهذا تحديداً ليس إنجازاً بإمكان الحريري الاعتداد به في شارعه، بما أن ”حزب الله“ لعب دوراً مهماً وظاهراً فيه. هو أقرب الى الاستفزاز منه للانجاز.

ويترافق انعدام الإنجازات بتصعيد اقتصادي ومالي أميركي، ستنعكس سلباً على الاقتصاد اللبناني. يُضاف اليها إطلاق شركاء الحريري في الحكومة،  خطوات للتطبيع الشامل بين لبنان الرسمي والنظام السوري، رغم كل الدماء التي سالت حتى اليوم على الأراضي اللبنانية والسورية.

وما يُضاعف المأزق الحالي للحريري حقيقه أنه وعد جمهوره بإنجازات، بينها شبكة قطارات ومستشفيات وانترنت سريع، لم ير أي منها النور. حتى الانترنت السريع عبر شبكة الألياف البصرية الممدودة أصلاً في شوارع رئيسية في بيروت، لم تتقدم بالقدر المطلوب، ولا يبدو أنها قابلة للتحقق قريباً نتيجة خلافات بين القوى السياسية من جهة، وداخل البيت المستقبلي الواحد من جهة ثانية. نتيجة التأخر، لن يتمكن الحريري من اشهار هذه البطاقة عند الانتخابات سيما لو حصلت في النصف الأول من العام المقبل.

السلاح الثاني في حوزة ريفي، تحالفاته السياسية العلنية وغير العلنية. وريفي، رغم مواقفه المتشددة في الإعلام، أبدى انفتاحاً حيال التفاهم أو التحالف مع قوى مختلفة سياسياً معه، مثل رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي. والحقيقة أن ميقاتي يملك رصيداً خدماتياً واسعاً في طرابلس والشمال، بالإمكان البناء عليه من أجل المواجهة مع الحريري.

مسيحياً، يتقدم تحالف ريفي-الجميل بخطى ثابتة في الشمال والبقاع وربما الشوف. لكن الأصوات المسيحية لدى حزب ”الكتائب“ اللبنانية في الشمال والبقاع الأوسط، ليست قادرة وحدها على تشكيل قوة ضغط لتحقيق اختراق للقوائم.

لذا، وبغية تحقيق هذا الهدف، على ريفي والجميّل استمالة الأصوات المستقلة والاعتراضية على الواقع السياسي الفاسد في لبنان، بعيداً عن الاصطفافات التقليدية. وهذا هو السلاح الثالث لريفي ومعه الجميل، فهما انتهجا هذا الخط السياسي المستقل والناقد للسُلطة كي يستقطبا قسماً مهماً من هذه الكتلة الرافضة، وهي الصوت الذهبي الذي يعولان عليه.

العقبة الكبرى أن قسماً مهماً من الكتلة المستقلة يعتبرهما من وجوه السلطة التقليدية، رغم تموضعهما الحالي. كيف بالإمكان فصل سامي عن والده أمين، وهو أحد وجوه الطبقة السياسية والحرب الأهلية؟ ثم أليس ريفي منشقاً عن تيار المستقبل، بعدما كان أحد وجوهه في الدولة والسياسة والحكومة حتى وقت قريب؟ غياب البدائل عند هذه الكتلة، يُسعف هذا التحالف المحتمل، وقد بدا شبه ناجز مع تغريدة ريفي في ذكرى اغتيال بشير الجميل.

العامل الحاسم وربما المفاجئ في هذه المعركة، احتمال دخول إحدى القوى الإقليمية النفطية على خط الانتخابات المقبلة، من خلال تمويل ودعم يُكرر ما حصل في الانتخابات الأخيرة، أي قبل 8 سنوات. مثل هذا الدعم قد يُعطي ريفي انتصاراً عابراً للمناطق والدوائر، ويُقدمه بديلاً طال انتظاره في أكثر من عاصمة عربية.

  نقلا عن موقع المدن: مهند الحاج علي