جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أمن و قضاء / بعلبك تغلي على هول الجريمة بحق الطفولة
بعلبك

بعلبك تغلي على هول الجريمة بحق الطفولة

هناك من يدفع نحو حروب زواريب في البقاع وبالتحديد في بعلبك. هذا ما أكدته مصادر سياسية معنية بالشأن العام البقاعي ومتابعة لتداعيات عمليات القتل المجاني والعشوائي المتزايد يوماً بعد يوم على أيدي أفراد وعصابات منظمة «ولو كره البعض» من توصيف «المنظمة» على ما قالت المصادر.

ورأت في استشهاد الطفلة لميس حسن نقوش التي شيعت أمس في مأتم شعبي وأهلي عارم، «جريمة بحق الطفولة والانسانية والأمن والأستقرار، لا بل انها موجهة بالمباشر ضد عهد جديد أراده المواطن وما زال خشبة خلاص على طريق استعادة الدولة لهيبتها وقوتها من خلال بسط سلطتها عبر المؤسسات الشرعية والدستورية والأمنية على كامل الاراضي اللبنانية من دون أي سلطويات حزبية وميليشيوية وتشبيحية تحت شعارات وعناوين ما «أنزل القانون بها من سلطان».

وذكرت بسلسلة جرائم بشعة وقذره ارتكبها أفراد ومجموعات في العديد من المناطق البقاعية وخصوصاً مدينة بعلبك التي لم تكد تستفيق من وداع واحد من خيرة شبابها خليل الصلح الشهر الماضي، حتى أتبعتها الشلل المسلحة باغتيال الطفلة نقوش، وما بينهما، هزت زحلة والمنطقة جريمة بشعة ذهبت ضحيتها الشابة سارة سليمان برصاص متفلت من عقاله ومحمي من جهة حزبية، وهكذا يمضي أهل بعلبك ومعهم عروس البقاع وغيرها من مدن وبلدات البقاع الآمنه في مسيرة «الذبح» التدريجي الذي ترك آثاراً سلبية معاشة تبدأ من رغبة وسعي الكثير من الشابات والشباب إلى الهجرة ولا تنتهي بالتأثيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وترى أن «الأخطر على مستوى تداعيات الفلتان وانتشار السلاح غير الشرعي في أيدي العصابات المنظمة والأفراد عديمي المسؤولية هو مشاريع الفتنة التي يراد لها أن تخترق آخر حصون السلم الأهلي والمجتمعي في بعلبك والهرمل، وهذا أمر حذرت منه فعاليات المدينة مرات ومرات، ورفعت الصوت مراراً عبر اعتصامات شعبية وزيارات للمسؤولين والمراجع الأمنية ورغم كل ذلك الحراك، بقيت سطوة المسلحين والعصابات المسلحة والشبيحة أقوى من كل تلك الصرخات والأوجاع».

وتجزم المصادر نفسها بـ «ضرورة الضغط على من يقوم بتوفير الأسلحة لهؤلاء وحمايتهم، الا اذا كانت هذه المجموعات أصبحت أقوى من إرادة من شغّلهم لألف هدف وهدف».

وتتابع المصادر: «نكون أمام وضع خطر جداً يراد منه أخذ البلد إلى فوضى كبيرة جداً لا يستفيد منها إلا أصحاب مشاريع الدويلات»، آملة «أن يواصل الجيش والقوى الأمنية ما بدأ به من انتشار وتطبيق للخطة الأمنية بشكل فعلي بعيداً من تأثيرات المربعات الأمنية المزدهرة في بعلبك الهرمل، وبعيداً من الحمايات التي توفرها جهات حزبية».

وفي هذا الاطار، تشير المصادر إلى «ظاهرة خطرة تتمثل بفلتان الجناة من أي عقاب، لا بل أن معظمهم ما زال طليقاً وحراً لألف سبب وسبب».

وبالعودة الى تداعيات الجريمة، شهدت بعلبك التفافاً أهلياً وشعبياً حول أهل الضحية عبر مشاركة واسعة في مسيرة التشييع أمس، وتقدمها مفتي بعلبك – الهرمل الشيخ خالد صلح، راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للطائفة الكاتوليكية المطران الياس رحال، رئيس بلدية بعلبك حسين اللقيس وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير وفعاليات من المدينة وقرى الجوار ووفود شعبية من غير منطقة بقاعية.

الحزن والغضب لفا الجموع المشاركه، كباراً وصغاراً من زملاء الشهيدة، وكانت شعارات وصرخات عالية تطالب بالأمن والحماية ومعاقبة الجناة. ولم يمنع ذلك المشهد المهيب المشيعين من الاعتصام أمام مبنى سراي بعلبك، ورفع الصوت عالياً في وجه الفوضى والقتل العشوائي وحماة القتلة. وتابع المشيعون موكبهم وسط شوارع المدينة وساحة ناصر ومن هناك الى مدافن آل الصلح، حيث أم المفتي صلح الصلاة لراحة نفس الشهيدة وأطلق موقفاً واضحاً من موضوع التسيب، قال فيه: «بعلبك اليوم تفقد لميس، وبالأمس فقدنا خليل الصلح، وكل يوم نفقد شهيداً ولا ندفن ميتاً بسبب رصاص متفلت ولكن للأسف هذا الرصاص محمي ومرخص من الدولة ومن غيرها»..

أضاف: «ارحموا بعلبك من الفلتان الأمني الذي تعيشه المنطقه، فبعلبك والهرمل تستحقان الحياة، وأهلها يستحقون الحياة الكريمة والعيش بكرامة، فكيف بأطفال المدارس الذين ينتظرون الافطار فتأتي رصاصة لتأخذ القلوب والعقول؟».

وحذر من «أننا لن نسمح بعد الآن أن تتوانى السلطات الأمنية حتى عن أدنى واجباتها، وهو إجراء التحقيق في ساعته، فكيف إذا مضى يوم أو أكثر وبعد ذلك نأتي ونسأل ماذا حصل؟». وأكد أن «بعلبك لا تريد أمناً ذاتياً، ولا زواريب وأحياء تحمي ذاتها، إنما نريد الدولة أن تقف الى جانب المقتول لا إلى جانب القاتل».

ونقل المفتي صلح عن عائلة الشهيده ورفاقها في المدرسة أن «لا عزاء حتى يوضع القاتل في السجن، وإلا عزاء كل بعلبك سيتوقف، ولتتحمل الدولة مسؤوليتها»، وفق ما جاء في صحيفة “المستقبل”