جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / بلدية برئيسين..وجمهورية بلا رئيس!
IMG-20221104-WA0030

بلدية برئيسين..وجمهورية بلا رئيس!

 
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

من مفارقات الزمن اللبناني المعاصر أنّ جميع المعادلات باتت رأساً على عقب، أو باتت أقرب الى العبثيّة، وإلى ما هو مضحك مبكٍ تحت سماء جمهورية واحدة!
في طرابلس، رئيسان لبلدية واحدة:أحمد قمر الدين عائداً بانتخاب “شرعي” من أعضاء المجلس برعاية المحافظ وعلم وزير الداخلية..ورياض يمق عائداً بقرار “شرعي” من مجلس شورى الدولة، الذي بدا نشيطاً في هذه القضية، خاصة وأنّه يعيد الى البلدية رئيساً قد فقد مشروعيته من قبل أعضاء المجلس، فكيف يمكن له أن يحكم مجلساً قد نزع عنه الثقة بأكثرية أصواته؟
في الجمهورية اللبنانية، وتحت قبّة البرلمان، تدور مسرحية من نوع آخر، أكثر خطورة وأكثر مساساً بمصالح الناس ومستقبلهم.إنّه “الفراغ” القاتل في الرئاسة الأولى، حيث نعود الى نقطة الصفر.فكما قبل السنوات العجاف للرئيس ميشال عون، هو رئيساً أو لا رئيس..كذلك جبران باسيل في محاولة لاستعادة السيناريو الأسود نفسه، هو رئيساً أو لا رئيس!
التاريخ ربّما يعيد نفسه في الجمهورية المحلية:قمر الدين فرياض يمق فقمر الدين فرياض يمق..ولكنّه يستحيل أن يعيد نفسه في الجمهورية اللبنانية.التيار الوطني الحر، بعد انتهاء ولاية عون، لن يمتلك تلك المقوّمات التي جعلت منه “مدلّلاً” في كل مواقع الدولة.ثمّة تحوّل قد جرى، ولا يمكن لعقارب الساعة أن تعود الى الوراء.”جبران” الخارج من السلطة الى الشارع (كما فعل بالأمس الحرس القديم في الإم تي في) لن يتمكّن من تسجيل الانتصارات السهلة، كما في زمن رعاية الولاية السابقة.ثمّة متغيّرات لا بدّ أن تفرض قوانينها ونتائجها.والمحاولة الأولى ضدّ “صار الوقت” ومرسال غانم، إنّما تنبئ بأنّ شيئاً (لا بل أشياء) قد تغيّر.فمن لم ينجح في التغلّب على حرس محطّة تلفزيونية، لن ينجح في الإمساك بالشارع.القوات اللبنانية أكثر خبرة ونفوذاً في لعبة الشارع، خاصة وأنّه لم يعد يملك التغطية الشرعية الأمنية.وحادثة الطيونة – عين الرمانة ماثلة للعيان في مواجهة حزب الله، فكيف ستكون الحال مع من هم أقلّ سطوة وأقلّ احترافاً أمثال الحرس القديم وما شابه؟
قد يعود يمق الى المبنى البلدي المحترق، وتستكمل المدينة خسائرها..ولكنّ باسيل لن يدخل قصر بعبدا، فالوطن لم يعد يحتمل كلّ هذه الخسائر التي لا تعدّ ولا تحصى، ولا تحتمل