جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
IMG-20221129-WA0062

خيبة جيل!

 
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

ما فعله قضاة المجلس الدستوري في “واقعة طعون طرابلس” هو أكثر من استجابة سياسية لحزب الله، وأكثر من تعداد شكلي لأوراق 40 صندوقاً فقط لا غير، كما جاء في حيثيّات القرار الذي أسقط “النائب التغييري” رامي فنج..وانجح “النائب التقليدي” فيصل كرامي.
ما فعله قضاة الدستوري، الأهل المفترضون للعدالة وميزانها، هو القضاء على أحلام جيل بكامله.قضوا على من تشبّثوا بأمل الاستحقاق الديمقراطي، وخاضوا الانتخابات الأخيرة باندفاعة فاجأت الجميع (وأنا من أولئك الذين تفاجأوا بحماسهم وبالنتائج..)، كأنّهم رأوا في تلك التجربة خشبة بقائهم في البلد، مصرّين على الإيمان بأنّ سواعدهم وأصواتهم الفتيّة إنّما هي قادرة على التغيير، أو أقلّه على وضع الوطن الصغير على سكّة أحلامهم الكبيرة..وكان لهم في طرابلس (كما في مناطق أخرى) بعض ما أرادوه:فوز “الدكتور” الذي يشبههم في التوق الى الحداثة والتغيير، مقابل سقوط عتاة التقليد الذين جرفوا البلد، بدم بارد، الى قعر ولهيب جهنّم!
ما فعله قضاة المجلس الدستوري (الأتقياء الأنقياء) أنّهم قد خنقوا الحلم في مهده.فبعد 6 أشهر من اللعب على حافة النتائج، أخرجوا النائب فنج، ومعه جيل شاب بكامله، من معادلة البرلمان والسياسة والأمل بالتغيير، وأدخلوا التقليد بأبهى تجلّياته، سليل العائلة التي حكمت طرابلس ولبنان منذ ما قبل فجر الاستقلال..
قضاة المجلس العتيد إرتكبوا، عن جهل أو عن قصد وتواطؤ، جريمة عظمى.حكموا على جيل من الشباب بالنفي والغربة.سلبوا منهم الأمل، وتركوهم على قارعة الوطن البائس، يفتّشون عن جواز سفر يمضي بهم الى أيّة بقعة من بقاع الأرض.
قضاة لبنان أصدروا الحكم المبرم، دونما الحقّ في الإستئناف أو التمييز.المسألة لم تعد بين فنج وكرامي.هي في مستوى البقاء أو الرحيل..وجاء القرار قاهراً أشبه بالترحيل القسري لكلّ من مرّ في باله حلم جميل، ذات ليلة صيف!
قضاة لبنان صنعوا بقوّة القانون “خيبة جيل”..فهل هم مدركون لما اقترفته عقولهم الضيّقة؟