جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ريفي المُستفيد الأكبر في البقاع الغربي

ريفي المُستفيد الأكبر في البقاع الغربي

ليبانون ديبايت –  كتب المحرر السياسي

صحيح أنَّ الأجواء فيما خصّ الانتخابات النيابيّة لا تزال ضبابيّة، ولا سيّما حول القانون الانتخابي الذي طال الحديث عنه، من دون أن يصل إلى مرحلة التنفيذ والإقرار النهائي، إلّا أنَّ الأطراف السياسيّة بدأت تحشد شعبيّاً، وتدرس بدقّة تامّة واقع كلّ منطقةٍ على الصعيد العدديّ، الطائفيّ، والحزبيّ، حتّى تضمن حصولها على الأكثريّة المطلوبة التي تؤمّن فوزها في الانتخابات مهما كان شكل القانون الجديد. ومن أهمّ المناطق التي يُخاض فيها حاليّاً معارك “سريّة” قبل تلك العلنيّة، وبالتحديد سنّياً هي منطقة البقاع الغربي.
وفي هذا السّياق، أشارت مصادر خاصّة لموقع “ليبانون ديبايت”، إلى أنَّ “البقاع الغربي يشهد حاليّاً معركة انتخابيّة سنّية – سنّية غير علنيّة، تُستخدم فيها كافّة الأساليب، حتّى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل رصد البقاعييّن ومعرفة انتماءاتهم السياسيّة وكسبهم باتجاه فريقهم السّياسي”. كاشفةً أنَّ “الانقسامات داخل الطائفة السنيّة وأركانها، تصبّ في صالح الوزير السّابق أشرف ريفي، الذي يستغلّ هذه الخلافات بغية الحصول على الأصوات السنيّة، الأمر الذي يعمل عليه سواء أكان بقاعيّاً أو حتى في عاصمة الشمال”.
وقالت المصادر إنَّ “الوزير السّابق ورئيس حزب الاتحاد عبد الرحيم مراد، يتعرّض لحرب كبيرة، هو الذي وقف بوجه التحالف الرباعي عام 2005، وتعرّض أيضاً عام 2009 لمعارك من كلِّ الأفرقاء باستثناء “حزب الله” و”حركة أمل”، وها هو اليوم يتعرّض لحملةٍ شرسةٍ، من التيّار الأزرق، خصوصاً أنَّه بطل أساس من أبطال المعركة الانتخابيّة، نسبةً للمشاريع الكثيرة التي يقوم بها ومدى قربه من الناس والبقاعييّن. علماً أنّ الوزير مراد مدَّ يده باتجاه “المستقبل” وزار الرئيس سعد الحريري، من أجل ترتيب البيت السنّي الواحد، كما توقّف عن إصدار مواقف ضد الحريري، فتحوّل من موقع الهجوم إلى موقع الدّفاع فقط لهدفٍ أساسٍ واحد هو البيت السّني الذي يحمل شعاره ويعمل للمحافظة عليه”.
وأكّدت المصادر أنَّ “ريفي يعمل كثيراً لاستمالة الشّارع السّني الذي خرج عن عباءة الحريري إلى صفوفه، خصوصاً بعدما تراجعت شعبيّة “المستقبل” كثيراً، الأمر الذي دفع بالحريري إلى تكثيف زيارة قادة التيّار إلى البقاع، لإنقاذ الوضع قبل حصول الاستحقاق النيابي، حتّى إنَّ الانقسام الحادّ بين ريفي والحريري بدأ يكبر، إذ إنَّ الطرفين يضعان كلّ جهودهما لكسر الآخر ويستخدمان كافة الوسائل المتاحة، فمن ناحية يستغل ريفي الانقسام المُشار إليه، ومن جهةٍ ثانية يعمل الحريري على استعادة مؤيّديه “القدامى” من ريفي، واستمالة الجمهور “الريفي” و”السني” إلى صالحه من خلال وعود مرتبطة بتشكيلات قضائيّة أو غير ذلك، أُعطيت لأصحابها، بيد أنَّها بقيت في مرحلة الوعود التي لم يحقّقها الحريري، لا بل “حوّلها” إلى أشخاص آخرين نالوا المواقع هذه بدلاً من أولئك الموعودين”، معتبرةً أنَّ “هذه الوعود غير الصادقة هي بمثابة حربٍ جديدةٍ تُشنّ أيضاً بوجه الوزير مراد”.
وختمت المصادر، بالتشديد على أنَّ “هذه المعركة لا يقودها الحريري شخصيّاً، إنّما شخصيّاتٌ أساسةٌ من تياره السّياسي أبرزهم وزير الاتصالات جمال الجراح، بيد أنَّ الأمور بدأت تُظهِر نيّة الحريري في الاعتماد على المنتفعين بدل العمل على تقوية الطائفة، وهذه التصرّفات من شأنها أنْ تنقلب عليه وتصبّ في صالح أفرقاءٍ آخرين أوّلهم ريفي الذي أنشأ لنفسه قاعدة مهمّة في البقاع”.