جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ريفي: دويلة حزب الله أقوى من لبنان ومتهمة باغتيال شخصيات وطنية كبيرة
ريفي

ريفي: دويلة حزب الله أقوى من لبنان ومتهمة باغتيال شخصيات وطنية كبيرة

استنكر وزير العدل اللبناني السابق اللواء أشرف ريفي “دعم “حزب الله” اللبناني للإرهاب في مملكة البحرين، وقيام الحزب بتدريب مجموعات إرهابية لزعزعة الأمن في دول الخليج بوجه عام والبحرين بوجه خاص”، متسائلا “لماذا لا يحاسب لبنان “حزب الله” على دعم الإرهاب في البحرين؟!”.

وأضاف ريفي في حوار خاص لـ “الوطن” أن “دويلة “حزب الله” أقوى من لبنان، والحزب متهم باغتيال شخصيات وطنية كبيرة”، مشيرا إلى أن “سلاح “حزب الله” ليس شرعيا ولا ضروريا”.

وقال إن “الحزب يسيطر على الدولة والحكومة وبقانون الانتخابات يضمن الأغلبية البرلمانية”، مضيفا “كيف لنا أن نقبل بتغطية حزب يعلن أمينه العام – في إشارة إلى حسن نصرالله – علنا أنه يتلقى الدعم والسلاح من إيران؟!”.

وفيما يتعلق بالاستقالة المفاجئة التي أعلنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض، قال ريفي “الحريري عاش الحرية الحقيقية بإعلان الاستقالة من السعودية” لافتا إلى أن “الحريري أضاع فرصة تاريخية بالتراجع عن الاستقالة والتريث هرطقة دستورية”، مضيفا أن “الحريري كان أسيرا لـ “حزب الله” واليوم عاد مرة أخرى إلى الأسر”.

وأوضح وزير العدل اللبناني السابق أنه “لا يوجد سياسة النأي بالنفس لـ “حزب الله” إلا في البيان الوزاري”، مشيرا إلى أن “ما قاله وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة عن سياسة النأي بالنفس بلبنان له مصداقية كبرى”.

ورأى ريفي أنه “إذا قرر “حزب الله” أن يبقى أداة للمشروع الإيراني فيجب ألا يشارك في حكومات لبنان”، متسائلا “لمصلحة من يتم بيع لبنان والشعب اللبناني لإيران؟!”.

وبشأن الفارق بين السعودية وإيران في التعامل مع لبنان، قال ريفي “السعودية قدمت الكثير للبنان بعكس إيران التي تسلح فريقاً واحداً للسيطرة على الدولة”.

ورأى أن “الشارع السني في لبنان يعيش حالة ضياع والغموض سيد الموقف بشأن الأوضاع المقبلة”.

وإلى نص الحوار:

هرطقة دستورية

* رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أعلن استقالته من الرياض بخطاب شديد اللهجة تجاه إيران و”حزب الله” ومن ثم أطل بمقابلة تلفزيونية بلهجة وسقف أخف وصولا إلى عودته إلى لبنان وإعلان تريثه عن الاستقالة بناء على تمني من رئيس الجمهورية ميشال عون، كيف تقرؤون تلك المراحل الثلاث؟

– أولا، أود أن أجيب دستوريا، بمجرد أن يعلن رئيس الحكومة استقالته، تعتبر الحكومة مستقيلة والدستور اللبناني حسب أهم خبراء الدستور يؤكدون ذلك، والدستور لم يلحظ لا المكان ولا الزمان في إعلان استقالة رئيس الحكومة، ولم يلزمه بأي من هذه الأمور، وفيما خص إعلان “التريث” عن الاستقالة فهذه هرطقة دستورية، فرئيس الحكومة ليس موظفا لكي يذهب إلى رئيس الجمهورية لتقديم استقالته، وهناك الكثير من الشواهد في التاريخ اللبناني فالرؤساء السابقون للحكومات في لبنان كل منهم قدم استقالته وأصبحت نافذة منهم من أعلنها من منزله أو من البرلمان وأصبحت الاستقالة نافذة، حتى “قوى 8 آذار”، أي “حزب الله” وحلفاءه عندما أعلنوا انسحابهم من الحكومة من منزل العماد ميشال عون سقطت الحكومة. كان من الخطأ أن يعلن الرئيس الحريري أنه يتوجب عليه أن يلتقي الرئيس عون لتقديم الاستقالة وللحقيقة أقول، قوتك وقوة حضورك هي الأساس في فرض قرارك وإذا كنت ضعيفا فليس لك قرار، إضافة إلى أن رئيس الحكومة شأنه شأن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، فنحن لدينا ثلاثة رؤساء وليس رئيساً واحدا، فليسمح لنا الرئيس الحريري.

* لكن رئيس الجمهورية والعديد من القوى السياسية في لبنان اعتبرت أن الرئيس الحريري أجبر على تقديم استقالته وأن المملكة العربية السعودية هي التي فرضت عليه هذه الاستقالة؟

– أنا أعتقد أن لحظة الحرية الحقيقية التي عاشها الرئيس الحريري هي لحظة إعلانه الاستقالة لأنه كان أسير “حزب الله” واليوم عاد مجددا إلى الأسر وأعتقد أن الرئيس الحريري أضاع فرصة ذهبية لفريقنا السياسي ولكل السياديين في لبنان لأن الحكومة الحالية بتركيبتها هي حكومة “حزب الله” والقرار فيها هو لـ “حزب الله” وكان من الأساس المفروض ألا تشكل هكذا حكومة، ولا يجب أن يقول لنا الحريري إنها مصلحة البلد لقد سئمنا سماع هذه الكلمة فمصلحة البلد هي من واجب كل الفرقاء في البلد وليس فريقا واحدا. كانت هناك فرصة في إسقاط هذه الحكومة لكي نقول لـ “حزب الله” لقد نزعنا عنك إحدى الأغطية وسوف نستمر من أجل الوصول إلى دولة حرة مستقلة ولكن أعتقد أن الحريري أضاع فرصة تاريخية وذهبية. كيف لنا أن نقبل بتغطية حزب يعلن أمينه العام علنا أنه يتلقى الدعم والسلاح من إيران وإيران من جهتها تعلن أنها سترسل المزيد من الأسلحة المتطورة غير شرعية لهذا الحزب وتأتي حكومة ضعيفة لتأمين هذا الغطاء لهذا الحزب عن أي دولة نتحدث وعن أية سيادة نتحدث؟!

هذا يذكرني بالحقبة السورية عندما كان البعض يقول عنه إنه شرعي وضروري ومؤقت وأنا أقول عن سلاح “حزب الله” ليس شرعيا وليس ضروريا وأتمنى أن يكون مؤقتا.

ضياع الشارع السني

* لكن “تيار المستقبل” أعلن أنه زمن “التيار الأزرق” ورحب بتريث الرئيس الحريري وشاهدنا الحشود الشعبية الكبيرة الداعمة له؟

– اسمح لي أن أصف الوضع كما هو الواقع المذهبي والطائفي في لبنان، هناك حالة من الضياع لدى الشارع السني في لبنان، الشارع في مكان والساسة في مكان آخر، إقامة الرئيس الحريري في الرياض لمدة أسبوعين وما تبعها من إشاعات وصولا إلى تريث الحريري عن الاستقالة كلها زادت من حالة الضياع لدى الشارع السني في لبنان والغموض ما زال سيد الموقف.

* تدخل فرنسي ومصري وقبرصي كيف يمكن شرح ذلك للشارع الأمني عموما والسني خصوصا؟ وهل يعقل أن يقدم الرئيس الحريري على التريث دون التشاور مع الرياض؟

– حقيقة ليس لدي معلومات حول موضوع التشاور مع الرياض في هذا الخصوص، وحتى الآن لم يصدر أي موقف من داخل المملكة، ولكن أود أن أقول إن كل من ساهم في هذه الاستقالة استطاع أن يقدم خدمة كبيرة للبنان وللسياديين في البلد، وبيان الاستقالة خدم القضية اللبنانية والقضية العربية، أما بالنسبة للحشود الغفيرة التي تحدثت عنها يكفي أن يتم إجراء مقارنة موضوعية بين الحشود السابقة لقوى 14 آذار وبين الحشود التي قالوا عنها غفيرة ولكنها هزيلة بالرغم من الحشد لها إعلاميا حتى من قبل إعلام “حزب الله” وقوى 8 آذار، وتكشف هذه الحشود الهزيلة لهؤلاء السياسيين أين أصبحت مكانتهم عند الناس.

لا نأي بالنفس

* ماذا تغير معالي الوزير بين الأمس واليوم، لقد أعلنتم أن بيان الاستقالة يمثلكم وفي مكان آخر قلتم إن كتفكم سيكون إلى جانب كتف الرئيس الرئيس، ما الذي تغير مع ما أسمعه منكم اليوم والذي أدى لاختلاف في المواقف التي تحدثت فيها؟

– لطالما طالبنا الرئيس الحريري قبل بيان الاستقالة العودة إلى الثوابت أو بالأحرى العودة إلى حيث تركتنا وسترانا إلى جانبك، بيان الاستقالة يمثلنا، والتريث الذي أعلنه لا يمثلنا، أكرر، لقد تم إضاعة فرصة ذهبية في رفع الغطاء عن حكومة “حزب الله” التي تحولت لسلطة تنفيذية لتغطية “حزب الله”. هذا الحزب الذي يمارس الخديعة في استدراج الجميع للإبقاء على هذه الحكومة، من خلال الوعود والكلام لناحية النأي بالنفس عشرات المرات التي تحدث بها “حزب الله” ومن ثم ينقلب عليها، “حزب الله”، يريد بأي ثمن الحفاظ على الحكومة الحالية لأنه يعلم في حال سقطت هذه الحكومة لن يستطيع إعادة تشكيل حكومة شبيهة لها. ومن هنا يحاول الإيحاء بأنه على استعداد للتفاهم واعتماد سياسة النأي بالنفس ولكن كما يقول المثل اللبناني “من جرب مجرب كان عقله مخرب”.

* لكن هذا هو الواقع اليوم في لبنان وهذا ما يحفظ الاستقرار في البلد؟

– لا أبدا ما يحفظ الاستقرار في البلد هو التوازن، وهذه الحكومة غير متوازنة وهذا وهم. كما قالوا لنا في السابق انسوا العدالة فيما خص الشهداء الذين سقطوا من اجل الاستقرار وقلنا لهم العدالة هي التي تؤمن الاستقرار واللاعدالة تؤدي إلى الانفجار إن لم يكن اليوم فغدا.

أداة المشروع الإيراني

* حزب الله أعلن انسحابه من العراق وربما يعلن انسحابه قريبا من سوريا، بمعنى أن الموضوع أصبح محصورا بسلاح “حزب الله” في لبنان، هل يمكن أن يتم تشكيل حكومة دون مشاركة “حزب الله”؟

– إذا قرر “حزب الله” أن يبقى أداة للمشروع الإيراني فيجب العمل على ألا يكون مشاركا في الحكومات المقبلة وبصورة خاصة بعد تصنيفه كمنظمة إرهابية في جامعة الدول العربية إضافة إلى تصنيفه الدولي كمنظمة إرهابية ويجب عليه إعادة النظر في مواقفه، وعلى إيران أيضا أن تعيد النظر، إيران التي دمرت العلاقات السنية الشيعية، إيران التي دمرت العلاقات العربية الفارسية، إيران التي أساءت إلى حسن الجوار وساهمت في تدمير مدن عربية والتدخل في شؤون المنطقة العربية فالتاريخ يسجل كل هذه الأعمال لإيران الحالية.

* أي إعادة نظر معالي الوزير؟ إيران أعلنت أنها سترسل المزيد من الأسلحة المتطورة لـ “حزب الله” وموضوع سلاح “حزب الله” غير قابل للنقاش؟

– لهذا أنا قلت، إن ما يقوم به “حزب الله” من إعطاء الوعود ليس الا وهما وكذبا، حتى قانون الانتخابات النيابية فصل على قياس “حزب الله” فهو مسيطر على الدولة وعلى الحكومة وبقانون الانتخابات الجديد سيسيطر على الأغلبية البرلمانية، فما يفعل الطرف الآخر وأقول لهم هل بعتم الوطن؟ هل بعتم لبنان؟ ولماذا؟

* من كان يقصد وزير الدولة لشؤون دول الخليج بالسعودية ثامر السبهان بتغريدته إنه “سيعلن قريبا من باع اللبنانيين”؟

– لا أريد الدخول بالأسماء والفاسدون في السلطة وصلوا إلى مستوى لم يسبق له مثيل، والفاسدون يبيعون كل شيء، الوطن، والشعب، والإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، تحدثت خلال الأيام القليلة الماضية عن فساد هؤلاء الأشخاص داخل هذا الفريق.

مصداقية البحرين

* اليوم هناك طرح بالعودة إلى سياسة النأي بالنفس كما طالب بها الرئيس الحريري.. ما رأيكم في ذلك؟

– سياسة النأي بالنفس لم يعد يؤمن بها الكثير من الدول العربية والخليجية وقد عبرت عنها مملكة البحرين بوضوح، وما قاله وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة لديه مصداقية عالية فيه، وهو ذهب مباشرة إلى لب المشكلة وبكل وضوح وصراحة وهذا ما أؤمن به، لطالما ذكرت عبارة سياسة النأي بالنفس أو الحياد في بيانات الحكومات السابقة سياسة النأي بالنفس من حق “حزب الله” أن يحاسب، يسأل، ولكن ليس من حقنا أن نحاسب ونسأل “حزب الله” عن تدخله في سوريا والعراق واليمن وتدريب مجموعات إرهابية لزعزعة الأمن في الكويت والبحرين والسعودية؟! حزب الله يقول “أنا أعطيتكم عبارة النأي بالنفس في البيان الوزاري ولكن على الأرض لا يوجد نأي بالنفس”، وأقول وبكل صراحة كفى كذبا ولا يمكن بناء دولة بأن نكذب على بعضنا.

اليوم في لبنان يوجد دويلة “حزب الله” وأحيانا هي أقوى من الدولة، هذه الدويلة متهمة باغتيال شخصيات وطنية كبيرة، فلا يحاول “حزب الله” أن يخيفنا من العدالة من أجل الاستقرار فالعدالة هي من يثبت الاستقرار.

* كيف يمكن تفسير الصمت السعودي الرسمي من موضوع التريث بشأن استقالة الحريري؟ وماذا تريد السعودية من لبنان؟

– السعودية قدمت الكثير للبنان وهي من أكثر الدول حرصا على سيادة واستقرار وازدهار لبنان وعيشه المشترك، ولطالما دعمت كل اللبنانيين دون النظر إلى طوائفهم ومذاهبهم، فهي دعمت الدولة، بالمقابل هناك إيران التي تدعم وتسلح فريقا لبنانيا واحدا بهدف السيطرة على البلد وقراراته. أما بالنسبة للصمت السعودي فما زال باكرا التريث، وأعلن منذ أيام، وربما تدرس السعودية الوضع بشكل دقيق قبل إعلان المواقف وطبعا نحن ننتظر أن نسمع مواقف المملكة وهناك قيادة فتية وحيوية تنشط في إدارة المملكة.

(الوطن)