جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / ساترفيلد يعود من تل أبيب بتحذيرات ومواقف تصعيدية .. لبنان يتمسّك بحقوقه وإسرائيل تهدِّد: الحرب على الأبواب

ساترفيلد يعود من تل أبيب بتحذيرات ومواقف تصعيدية .. لبنان يتمسّك بحقوقه وإسرائيل تهدِّد: الحرب على الأبواب

د. عامر مشموشي:
     مع عودة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد من تل أبيب إلى بيروت عاد الاهتمام الرسمي يتركز على الخلاف الناشب حول البلوك رقم 9، الذي تدّعي تل أبيب ملكيته وذلك وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية تجاه لبنان التي اطلقها رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي نيتسان ألون، والتي حذر فيها من احتمالات متزايدة لاندلاع حرب ضد أكثر من طرف على خلفية توتر الأوضاع على الحدود الشمالية لإسرائيل، فيما نقلت صحيفة «تايمز اوف اسرائيل» عن مسؤولين عسكريين ومحللين تابعين للجيش الإسرائيلي ان حرب لبنان الثالثة، او الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأولى، ستكون مدمرة لكل من إسرائيل ولبنان، مشيرة الى ان حزب الله يمتلك حالياً نحو 150 ألف صاروخ يُمكن ان يضرب بها تل أبيب بمعدل أكثر من ألف صاروخ يومياً.
التصعيد الإسرائيلي جاء غداة التحذيرات التي أطلقها أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله لإسرائيل على خلفية ادعاءاتها بملكية البلوك 9 واعتداءاتها على أراضٍ لبنانية عبر بناء الجدار الاسمنتي في الوقت الذي كان وزير الخارجية الأميركية ومساعده لشؤون الشرق الأدنى يجريان مباحثات مع كبار الرسميين اللبنانيين بهدف الوصول إلى تسوية مرضية للخلاف الناشب حول البلوك رقم 9 النفطي.
وعشية عودة مساعد وزير الخارجية الأميركية ساترفيلد إلى بيروت لاستكمال مهمة الوساطة التي يقوم بها بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي لنزع فتيل الحرب بين البلدين، حيث عقد فور وصوله إلى بيروت أمس اجتماعا مطولاً مع وزير الخارجية جبران باسيل لم يرشح منه شيء.
غير ان التصريحات التي أدلى بها رئيس مجلس النواب نبيه برّي في لقاء الأربعاء النيابي، لا تحمل أي مؤشر على حصول أي تقدّم في الوساطة التي تتولاها الولايات المتحدة الأميركية بين بيروت وتل أبيب حيث كشف الرئيس برّي للنواب ان الموقف الإسرائيلي من ملكية البلوك 9 لا يزال على حاله ومفاده ان «ما لنا لنا وحدنا، وما لكم لنا ولكم»، وهذا ما يرفضه لبنان حكومة وشعبا وهو متضامن في الدفاع عن السيادة والثروة النفطية وعن الحدود البحرية والبرية.
المصادر الدبلوماسية الغربية في بيروت رأت في تصريحات الرئيس برّي، التي تتسم بالتصعيد، ردا على تصريحات المسؤولين الإسرائيليين التي اتسمت ايضا بالتهديد المباشر بشن حرب على لبنان أو في احتمال كبير بشن حرب بين البلدين، وهي في الوقت نفسه إشارة إلى فشل الوساطة الأميركية التي يتابعها مساعد وزير الخارجية.
وسط هذا الجو المحموم على الجبهة مع إسرائيل، لا يزال مراقبون أجانب يميلون إلى الاعتقاد بأن الوضع في الجنوب اللبناني ما زال ممسوكاً، وان ما يحصل حالياً بين إسرائيل ولبنان من توتر بسبب النزاع على البلوك التاسع سيبقى في حدود شد الحبال ولن يتعداه إلى مواجهة عسكرية بين الطرفين، لعدة اعتبارات تأخذها إسرائيل في الحسبان ومنها حسابات الربح والخسارة في ظل دخول إيران على خط المواجهة عبر التحذيرات التي أطلقها أمين عام حزب الله في حال أقدمت إسرائيل على عملية عسكرية ضد لبنان، هذا بالإضافة إلى ان الظروف الدولية الراهنة لا تسمح بحصول مثل هذا العدوان على لبنان، وقد وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين تطمينات دولية وأميركية تحديداً بأن الأمور لن تتجاوز الحدود المسموح بها دولياً ويجب ان تنتهي الأزمة القائمة إلى اتفاق، ترضى به الأطراف المعنية.
وليس بعيداً عن هذه الأجواء كشفت أوساط وزارة الخارجية ان البحث بين الوزير جبران باسيل وساترفيلد تمّ على قاعدة الحفاظ على حقوق لبنان في ما خص البلوك تسعة موضوع النزاع بأن لا تنازل أو إعادة نظر فيه، وحتى لا نقاش عليه من قبل لبنان، كذلك الأمر بالنسبة إلى المناطق المتنازع عليها، وعليه يرى مصدر في الحكومة اللبنانية ان التحذيرات التي أطلقها رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي من احتمالات متزايدة لاندلاع حرب على خلفية توتر الأوضاع على الحدود الشمالية لإسرائيل يأتي من باب التهويل على الجانب اللبناني، لا أكثر ولا أقل، خصوصا وان الإسرائيليين يُدركون جيدا، وهذا ما ألمحت إليه صحيفة «تايمز اوف اسرائيل»، ان الاعتداء على لبنان ليس كما كان في السابق نزهة، كما عبّر عنه أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله في خطابه الأخير الذي تناول فيه التعديات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان وادعاءاتها بملكية البلوك النفطي رقم 9، وكما لفت إليه المسؤول العسكري الإسرائيلي من ان الحرب مع حزب الله يُمكن ان تجلب لاعبين آخرين في المنطقة يدخلون إلى ساحة القتال, ويقصد بطبيعة الحال إيران التي اسماها بالاسم في تصريحه.