جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / سلطة الضرائب “طلعت ريحتكم”
من مسيرة الحراك المدني

سلطة الضرائب “طلعت ريحتكم”

ليبانون اون تايم :

 

 

 

غريب أمر هذه السلطة التي اقرت  ضرائب باهظة جديدة على المواطنين،  ارهقت كاهلهم ، بحجة تمويل سلسلة الرتب والرواتب ، وغريب أكثر أمر هذه السلطة التي تعتبر قهر الناس وعذابهم انجازا يسجل في كتب انجازاتها التي لا تعد ولا تحصى . “وتعمم”  على انصارها والمحسوبين عليها بالترويج ايجابا  لاقرار الضرائب واعتباره عملا مهما ومن أجل مصلحة الرأي العام ، بينما الحقيقة عكس ذلك ، فغالبية الناس يعيشون تحت خط الفقر المدقع .

والانكى من ذلك أن هذه السلطة تفاخر بانها عملت وتعمل من خلال فرض هذه الضرائب على تحسين ظروف عيش اللبنانيين واستقرارهم المعيشي والاقتصادي والاجتماعي ، وهذا “الادعاء”  يأتي في ظروف جد قاسية يمر فيها عموم أبناء الوطن الذين يسلخون من لحمهم الحي من أجل تأمين لقمة عيش أبنائهم فضلا عن تأمين استمرار تعليمهم … والسهر على اوضاعهم المعيشية و الصحية والاجتماعية …

سلطة بهذه الخفة لا تحظى بالحد الادنى من الثقة ، فأنى لها أن تطلق على نفسها ” حكومة أستعادة الثقة” وسلطة بهذه الخفة لا تقيم وزنا أو اعتبارا  للمواطن “الانسان” البسيط الذي لا يعرف كيف يؤمن قوته اليومي ، فكيف به أن يبادر الى دفع الضرائب الجديدة التي اقرت بالامس …

كتل ووزراء ونواب يتحدثون بلسانين ، في الداخل كلام مؤيد للسلسلة ، وفي الخارج كلام آخر يعارض فرض الضرائب ، ويكاد  يلامس مشاعر الناس  بضرورة التخفيف عن “كاهل المستضعفين” من المواطنين الذي يئنون من حجم التضخم وتدني القدرة الشرائية وتردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية والتي وصلت الى مستوى الخطورة يصعب معها الاستمرار.

هذه السلطة وحدها تعرف حجم الفساد فيها  وحتى لا نقول بانها غارقة فيه ،  وتعرف حجم الهدر المفتوح في كل الاتجاهات من المطار الى المرفأ الى الجمارك فضلا عن أهمية ضبط مالية الدولة … ولكنها بحثت في الحلول العشوائية ولجأت الى أقصر الطرق ،  بان وضعت يدها في جيب المواطن الفارغة اصلا  لتمويل السلسلة كي لا تمس بمكامن الهدر والفساد …. وكي لا تضع حدا للجشع  والبطون التي لا تشبع فيها … هذه السلطة “طلعت ريحتها ” وعلى المواطن أن يحدد خياراته ويقرر أذا ما كانت الثورة تكون حصرا ضد حفنة من مطلقي النار العشوائي في مناسبات معينة كما طالب وزير الداخلية نهاد المشنوق نفسه ، أم ضد سلطة مشوهة تتقاسم المغانم دائما وابدا ، وتفرض على المواطنين  ما لا يطيقون حمله ، تأكل لحمهم وتمتص دمهم وتعتبر هذا انجازا يدون في سجل انجازاتها الباهرة ؟