جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / عار على أميركا وعلى كل مسلم ومسيحي..!
d775c3ae-3dac-4bbf-844a-73700c5c295c

عار على أميركا وعلى كل مسلم ومسيحي..!

                  لا بيانات الاستنكار، ولا مؤتمرات الشجب، ولا حتى التظاهرات الشعبية، تنفع في الرد على قرار بحجم الاعتراف الأميركي الغادر بالقدس عاصمة للدولة الصهيونية.
لقد تخلى ترامب عن الورقة الأخيرة التي كانت تغطي ما تبقى من وساطة أميركية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكشف حقيقة الانحياز الأعمى للولايات المتحدة الأميركية إلى جانب المغتصب الإسرائيلي، وعلى حساب دماء وأرواح وتضحيات الشعب الفلسطيني الصابر على البلاء الصهيوني، والصامد أمام غطرسة الاحتلال الغاشم.
لا أدري ماذا بالعرب فاعلون مع واشنطن، وكذلك البلدان الإسلامية التي ترزح تحت نير الجهل والفقر، وتنهش نيران الحروب خيراتها، وتنكل بشعوبها الفتن والحروب الهوجاء!
ولكن باستطاعة العرب والمسلمين، تحقيق الكثير إذا اتخذوا قراراً استراتيجياً بدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني من أجل مدينة المقدسات السماوية، وخاصة الإسلامية والمسيحية.
لا يقتصر الدعم على المال، رغم أهميته المعروفة، ولكن يمكن أن يشمل أيضاً تسهيل وصول المتطوعين الراغبين في الدفاع عن القدس الشريف، والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، والتصدي لممارسات الاحتلال الصهيوني الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة، وتغيير معالمها التاريخية والدينية.
أميركا لم تعد مؤهلة للقيام بدور الوسيط في العملية السياسية، التي يبدو أنها سقطت إلى أجل غير مسمى، تاركة الساحة لعودة المواجهات العنيفة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال، والتي قد تصل شراراتها إلى الداخل الأميركي، وإلى بعض الدول الأوروبية.
تسألون عن أسباب انتشار ثقافة العنف والتطرّف في الشرق الأوسط، ارجعوا إلى الممارسات الإسرائيلية وما تحفل به من عمليات إذلال واضطهاد، وما تقوم به من اعتداءات يومية على أملاك الفلسطينيين وكراماتهم، فضلاً عن جرائم القتل المتعمّد التي ينفذها المستوطنون حول مستعمراتهم ضد أهالي القرى الفلسطينيين، المدنيين الفقراء والعزّل من أي سلاح.
قرار ترامب وصمة عار في تاريخ الدولة الأعظم في العالم، ولكن العار سيلحق بكل عربي، وبكل مسلم، وبكل مسيحي سيسكت عن اغتصاب مقدساته الدينية، وتحويلها إلى مرتع للاحتلال الصهيوني البشع!