جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عبد العزيز الصمد..صامد!
IMG-20230616-WA0017

عبد العزيز الصمد..صامد!

 
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لم يعد خافياً على أحد (خاصة بعد ما قيل في حلقة مرسال غانم “صار الوقت” الأخيرة..) أنّ من استتروا طويلاً تحت مسمّى “الإعتدال” (تكتّل الإعتدال الوطني)، إنّما هم الوجه الآخر الخفي لمن يُسمّون تمويهاً “التوافق” (تكتّل التوافق الوطني) حيث يصبّون – كلاهما – في مجرى سياسي واحد:تيّار الممانعة بإدارة الثنائي الشيعي، لصاحبه حزب الله!
فالنوّاب الستّة (وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطيّه، أحمد رستم، أحمد الخير..ومعهم نائب الضنّية عبد العزيز الصمد المعني بهذا الكلام) كانوا ينتظرون الفرصة المناسبة للكشف عن هويّتهم السياسيّة المضمرة في اللحظة الحرجة كما هي حال الجلسة الرئاسيّة الأخيرة، إلّا أنّ “صمود” النائب الصمد (عبد العزيز) قد حال دون وصول زملائه إلى نهاية اللعبة المخفيّة، حيث خيّرهم عشيّة الجلسة:أمّا البقاء معاً في صفّ “الإعتدال”، وأمّا الإنفصال عنهم في حال خرجوا على الحياد بين الطرفين واقترعوا لصالح المرشّح سليمان فرنجيه تحت عناوين “الجيرة واللحمة الشماليّة والصداقة والوفاء والعواطف..” وما شابه من مصطلحات برّاقة غير سياسيّة تخبّئ أمراً واحداً سياسيّاً هو أنّ النوّاب الخمسة، وكلّ وفق مصالح خاصّة به لا علاقة لها بالمصلحة والحسابات الوطنيّة، إنّما كانوا ينتظرون دورهم وذلك في الحديقة الخلفيّة للمنظومة المشتركة ما بين نظام الأسد ودويلة حزب الله!
فالنائبان البعريني وسليمان يملكان تاريخاً مشتركاً من المبادلات التجاريّة عبر الحدود اللبنانيّة – السوريّة الشرعيّة وغير الشرعيّة، ما يجعلهما موضوعيّاً عاجزين عن الخروج على إرادة دمشق، مهما حاولا التلطّي تحت العباءة الحريريّة الفضفاضة!
النائب أحمد رستم، ممثّلاً الطائفة العلويّة في عكّار، لا يستطيع أن يبقى مستقلّاً معتدلاً، حين يدقّ ناقوس خطر النظام السوري!
النائب سجيع عطيّه يمثّل، تماماً كما يفعل نائب طرابلس الأرثوذكسي جميل عبّود، الذمّية المسيحيّة بأضعف وأبشع أوجهها، وهو بالتالي يتملّق نفوذ من حوله كي يحافظ على موقع وصل إليه باسم عطاءات عصام فارس، أو باسم القانون الإنتخابي الهجين!
نائب المنية أحمد الخير لا يخفي التزامه بتوجّهات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي أعلن مراراً وتكراراً “صداقته” للمرشّح فرنجيّه، وبالتالي إنّ تصويته لغير رئيس تيّار المرده هو المفاجأة، وعكس ذلك هو التزامه الحقيقي، ولو غلّفه بإطلالات كلاميّة ناجحة، من وقت الى آخر!
النائب عبد العزيز الصمد وحده “الإعتدال” في تكتّلهم.وما جعل منه “نجم” الجلسة الإنتخابيّة الأخيرة، أنّه استطاع أن يلجم اندفاعة زملائه، وأن يكشف أوراقهم المستورة..وأن يوازن توجّه نائب الضنّية الثاني جهاد الصمد الذي طالما جاهر بانتمائه الى الخطّ المقاوم، رغم ابتعاده عن التكتّل الذي أعلن نشأته مؤخّرا النائب فيصل كرامي!