جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / عصابة واحدة في الكهرباء والمولدات وسرقة المال العام
images (1)

عصابة واحدة في الكهرباء والمولدات وسرقة المال العام

 

خاص Lebanon On Time _ خالد أبو شام

تواصل منظومة الفساد إجرامها ضد الشعب اللبناني في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، مُطبقةً إحكامها على كل جوانب الحياة في البلد، فمن قضية الكهرباء إلى كارثة المولدات إلى سمسرات المطار إلى سرقة الودائع إلى التهريب ونهب المال العام، وحدّث ولا حرج عن إجرامها المتواصل في خنق الشعب اللبناني وتلاعبها بكل مفاصل حياته حتى بات شعبًا فقيرًا بكل المستويات، دولته مهترئة ومنهوبة، بعدما كان شعبًا شامخًا، ودولته هي سويسرا الشرق الأوسط.
إن من أبرز القضايا التي تشكل محورًا للحياة في لبنان وأهمها، والتي هُدر عليها أكثر من ٤٠ مليار دولار (أو سُرقَ بالمعنى الأصحّ)، هي قضية الكهرباء، وما يتفرّع عنها من قضايا مركزية هي في صميم الواقع المعيشي الشعبي والدورة الاقتصادية الحيوية، فها نحن في القرن الحادي والعشرين _ عصر التطور والتقدم والتكنولوجيا والصعود على القمر _ ولم نزل في لبنان بدون كهرباء، بعدما صُرفَ على هذا القطاع أموال طائلة كفيلة بإنارة الشرق كله ٢٤ على ٢٤، مما يصوّر عن كثبٍ مظهرية سرقة ونهب المال العام بأبهى صورها وأرقى دقّتها من قبل عصابة امتهنت السياسة وأطبقت سيطرتها على الدولة بشكل مقزّز، وهذا هو شأن الدول إذا وُلّي فيها المجرمون وأصحاب المصالح الشخصيَّة والتجار.
وأهمّ ما ينحدر عن هذه المشكلة هي طامّة المولّدات التي يُمصّ فيها دم الشعب اللبناني، والطرابلسي خاصة، ويُبتزّ حيالها أيّما ابتزاز، وكأنَّ ملف الكهرباء أصلًا افتُعلَ لهذا الغرض، حيث لم يكتفِ السارقون من نهب أموال الكهرباء فقط، بل أيضًا فكّروا لبعيد في موضوع المولّدات التي تعمل على المازوت، تلك المادة التي هي أصلا تحت سيطرتهم واحتكارهم، فشاركوا أصحاب المولّدات وحموهم لابتزاز الشعب الفقير، و راجت لديهم تجارة المحروقات أكثر فأكثر، وعملوا مثلما قال المثل: “طالعين آكلين ونازلين آكلين”، فيما يئنّ أغلب الناس خصوصًا في المناطق الشعبية الفقيرة من الحرمان والعوز والذلّ، فهل يا ترى إلى خروجٍ من سبيل يومًا ما؟