جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / فرنجيه وباسيل: كسر عضم!
GRQUZJZUED

فرنجيه وباسيل: كسر عضم!

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
يدرك رئيس التيّار الوطني الحر أنّ حظوظه “صفر” في الوصول الى رئاسة الجمهورية، أراد ذلك أو لم يرد حزب الله، كما يدرك بالوضوح والقناعة نفسيهما أنّ دخول رئيس تيّار المرده الى قصر بعبدا إنّما يعني خروجه التدريجي (مهما صفت نوايا المرشّح فرنجيه ومهما صدقت وعود الأمين العام لحزب الله حول “هذا عين وذاك عين”) من الزعامة المسيحية التي يتنازعها راهناً مع القوات اللبنانية بشيء من التوازن المقبول، والذي سيصيبه خلل كبير فيما لو صار فرنجيه رئيساً..فما هي المعطيات التي التي تجعل من قبول باسيل بفرنجيه أقرب الى الإستحالة، مهما اشتدّت الضغوط ومهما تصاعدت المغريات؟
صحيح أنّ سليمان فرنجيه يبدو كمن يريد أن يغادر الحياة السياسية كرئيس سابق للجمهورية، ولكنّ هذا “الملمس الناعم” لا يمرّ بسهولة ماكيافيلي السياسة اللبنانية باسيل الذي يستشعر بالخطر القادم.ففرنجيه الأب الذي يودّع السياسة، إنّما يريد بالتأكيد ان يؤسّس كلّ المرتكزات لتقوية واستمراريّة زعامة نجله النائب طوني فرنجيه، والتي اهتزّت عميقاً على وقع قراءة نتائج وأرقام الإستحقاق النيابي الأخير، والتي أظهرت شبه جلاء للمرده عن قضاءي الكورة والبترون المسيحيين (ولا يعوّض ذلك مقعد وليام طوق في بشرّي)، وشبه انحسار للهيمنة التاريخية التقليدية لآل فرنجيه على زغرتا وقضائها.
فرنجيه الأب يدرك أنّ ترميم زعامة الإبن إنّما يمرّ حتماً في وصوله الى قصر بعبدا، وهو ما يدركه جيّداً (وبالطبع لا يريده) جبران باسيل.كما يدرك هذا الأخير أنّ الزعامة التي سيعيد بناءها المرشّح الرئاسي إنّما ستكون على حساب نقاط قوّته في المراكز المسيحية المختلفة في الدولة، والتي جناها جرّاء وجود ميشال عون في رئاسة الجمهورية.كما يعرف أنّ كلّ مواقع والقوة المسيحيين في الإدارة الحالية، سيمدّ يده إليها “الرئيس الجديد”، على أن يجيّرها في حساب صعود إبنه من نائب وحيد في زغرتا، إلى كتلة نيابيّة قد تمتدّ على كامل الساحة المسيحية، خاصة وأنّه سيكون الحاكم الأوّل في الإستحقاق النيابي المقبل عام 2026!
جبران باسيل يرى أنّ أيّ رئيس للجمهورية غير فرنجيه(..وهو مطمئنّ الى عدم وصول سمير جعجع) قد يقلّص من نفوذه، ولكن لا يقضي عليه، كما سيفعل موضوعيّاً وصول الزعيم الزغرتاوي الى الموقع المسيحي الأوّل في لبنان، حيث سيضطرّ حزب الله حينذاك – شاء أم أبى – أن يراعي حاكم بعبدا على حساب الحليف الثاني، ما يجعل التوازن مختلّاً كليّاً لصالح رئيس الجمهورية وليس لصالح رئيس الكتلة النيابية!
“كسر عضم” وأكثر بين الرجلين، يضمره فرنجيه ولا يخفيه باسيل.إنّها مسألة حياة أو موت (في السياسة طبعاً) بين “الصهر” السابق و”الإبن” القادم.وهذا ما يجعل باسيل كاسراً في رفضه، بما يتخطّى العناد، لأنّه يمسّ بالمباشر كلّ مستقبله السياسي!