جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / قراءات لبنانية في الغارة الصاروخية وأبعادها

قراءات لبنانية في الغارة الصاروخية وأبعادها

طغى خبر الغارة الأميركية على القاعدة الجوية في سوريا على كل الاهتمامات الداخلية، ودارت حولها المقاربات والتحليلات.
وفي هذا السياق، اعتبر رئيس الحكومة سعد الحريري «أنّ سياسة الولايات المتحدة الأميركية في المنطقة تعتبر أنّ استعمال السلاح الكيميائي ضد المدنيين أمر غير مقبول، والقرار الحازم بالضربة الأميركية في سوريا له علاقة بالأسلحة الكيميائية التي استعملها النظام السوري ضد شعب أعزل، فيما الشعب من أطفال وشيوخ ونساء لم يقوموا بشيء».

بو حبيب

وقال السفير السابق عبد الله بو حبيب لـ«الجمهورية»: «أميركا اكبر من ان تقول «نحن هنا»، ونخطىء اذا اعتبرنا انه إن لم تفعل شيئاً فهي ضعيفة. كلا، هي تثبت نفسها حينما تريد».

وقرأ في الضربة مجموعة رسائل، أبرزها أنّ استعمال الكيميائي ممنوع، كما انّ مقولة ترامب إنّ بقاء الاسد ام رحيله مسألة يقررها الشعب السوري قد تبدّلت، وكذلك لا حل للأزمة السورية من دون اميركا وحلفائها».

المصري لـ«الجمهورية»

ورأى الاستاذ في القانون الدولي الدكتور شفيق المصري في الضربة رسالة متعددة الاهداف موجهة للغرب. الاولى، لروسيا بأنك لست وحدك، وبالتالي لا تستطيعين تقرير الاتجاه بمفردك.

والثانية، للعالم الأميركي بأنه لا يجوز للولايات المتحدة ان تقف متفرّجة على ما جرى وكأنها خسرت كل إمكانية للتدخل في المنطقة. والثالثة، للجانب الأوروبي وقد بدأ يؤيّد الضربة الاميركية. وهناك رسالة للشرق ايضاً لأنّ بعض الدول العربية أعلنت تأييدها للضربة.

وأبدى المصري لـ«الجمهورية» اعتقاده «بأنّ هذه الضربة لن تتكرر لأنها ضربة قوية ولكي لا تتحول تحدياً مباشراً لروسيا فيكتفي الرئيس ترامب بالضربة بعدما سجّل موقفاً وهو موقف قوي».

عبد القادر لـ«الجمهورية»

وقال العميد المتقاعد نزار عبد القادر لـ«الجمهورية»: «انّ ترامب أراد بهذه الضربة توجيه رسائل عدة. أولاً، الى روسيا بأنه لا يمكن لها الاستمرار في تعطيل الحلول وقرارات مجلس الامن الدولي وهي التي سبق واستعملت 7 مرات حق النقض وكانت جاهزة في الأمس لاستعماله للمرة الثامنة لتعطيل أي قرار يدين حليفها الرئيس الاسد.

ثانياً، أراد القول لروسيا إنه لا بدّ بالواقع ان نكون وإيّاكم شركاء في البحث عن حل جدي وأن تضغطوا أنتم على النظام للمشاركة فعلياً وايجابياً في اي مفاوضات مستقبلية من اجل التوصّل الى حل سياسي.

ثالثاً، أراد توجيه رسالة الى نظام الأسد بأنه لا يمكنك الاستمرار في هذه السلوكية غير المضبوطة وغير المسؤولة. لا يمكنك ان تقتل الشعب السوري امام انظار العالم ويصفّق لك وتهجّر المزيد لأنّ هذا يضرّ بمصالح واستقرار دول الجوار واوروبا وصولاً الى الولايات المتحدة. لا يمكنك بعد اليوم الادّعاء امام وسائل الاعلام بأنك تسعى لانتصار عسكري حاسم، وانّ عدم تحقيق هذا الانتصار يعني إلغاء سوريا عن الخريطة».

أضاف: «كان هناك رسالة واضحة لإيران انه لا يمكن بعد اليوم التساهل مع السلوكيات الإيرانية الداعمة لهذا النظام والاستمرار في استحضار ميليشيات مرتزقة او جهادية من أجل قتل الشعب السوري وتخريب وحدة هذا الشعب ووحدة اراضيه من خلال إجراء عملية نقل سكاني بين المناطق».

وقال: «الآن الضربة بالفعل لم تخفّض قدرات السلاح الجوي السوري بالقدر اللازم لكنها تسبّبت بصدمة عسكرية وميدانية ونفسية كافية لإجبار النظام والقوات السورية المسلحة على إعادة حساباتها في ما تقوم به ضد شعبها».

«حزب الله»

ودان «حزب الله» ما وصفه «العدوان الأميركي السافر على السيادة السورية من خلال استهداف مطار الشعيرات العسكري بالصواريخ». ورأى «في هذه الجريمة الجديدة إصراراً من الإدارة الأميركية على المضي في المسار العدواني المستمر الذي تسلكه الولايات المتحدة في مواجهة أمتنا، خدمةً للكيان الصهيوني وتحقيقاً لأطماعه في المنطقة».

وأكد «أنّ مثل هذه الاعتداءات الآثمة لا يمكن أن تؤثر في معنويات الجيش السوري البطل، الذي يحقق الانتصارات تلو الانتصارات على الإرهابيين الذين تدعمهم أميركا وأعوانها في مختلف المناطق السورية، كما أنها لن يكون لها أيّ انعكاس سلبي على حلف المقاومة والصمود الذي يقف إلى جانب الدولة السورية ويعاضدها في حربها المتواصلة ضد الإرهاب».

وأشار الى «أنّ هذه الخطوة الحمقاء التي قامت بها إدارة ترامب ستكون فاتحة توتر كبير وخطير على مستوى المنطقة، وستزيد من تعقيد الأوضاع على مستوى العالم».

(الجمهورية)