جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / كلام الجبـير يهز التسـوية ولا يسـقطها… المسـتقبل:الحزب لا يسـتطيع رفض الحل…
الحريري

كلام الجبـير يهز التسـوية ولا يسـقطها… المسـتقبل:الحزب لا يسـتطيع رفض الحل…

بعد صمت ثقيل اعتصمت به المملكة العربية السعودية من اتخاذ رئيس الحكومة سعد الحريري قراره “التريث في تقديم الاستقالة نزولا عند طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون”، عادت الرياض بقوة إلى الساحة السياسية اللبنانية عن طريق هجوم سياسي عنيف شنه وزير خارجيتها عادل الجبير على حزب الله، حيث اعتبر أن هذا الأخير “خطف قرار الدولة اللبنانية”، معلنا بكل صراحة أن “لا حل في لبنان ما دام حزب الله مسلحا”.

وإذا كان غير ممكن فصل التصعيد السعودي المفاجئ عن المشهد الاقليمي الذي خرقه صاروخ بالستي أطلق الخميس الفائت من اليمن، معطوفا على تجدد الاشتباكات بين الحوثيين المدعومين من ايران، وموالين للرئيس اليمني علي عبدالله صالح (الذي ابدى انفتاحه على الرياض)، فإن القراءة اللبنانية لمواقف الجبير تكتسب دلالة كبيرة لكون هذه المواقف تأتي فيما الاتصالات الدولية والعربية والاقليمية جارية على قدم وساق لإنضاج تسوية جديدة تتيح لمحركات حكومة العهد الأولى أن تدور مجددا حتى الانتخابات. وفي السياق، وفيما اعتبر كثيرون أن الموقف السعودي فرمل الجهود الرامية إلى استيلاد التسوية القائمة على تأكيد النأي بالنفس عن صراعات المحاور، يبدو “تيار المستقبل” واثقا من تمسك الجميع بحل الأزمة، وإن كانت التسوية اهتزت فعلا على وقع التصعيد من جانب الرياض.

وفي هذا الاطار، تؤكد مصادر “تيار المستقبل” لـ “المركزية” أن “التسوية باقية. ذلك أن في ما يخص سلاح حزب الله، سارع قائد الحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري الى رفع الفيتو ضد أي بحث في ملف ترسانة الحزب، معلنا بصراحة أن “سلاح حزب الله خارج النقاش “، وهو بذلك أعلن أن السلاح ليس لبنانيا. تبعا لذلك، التسوية لم تتعطل، وإن لم تنل صيغتها الجديدة موافقة الجميع”.

وتشدد المصادر أيضا على أن “التسوية الجديدة ستطبق. لكن هذا لا ينفي أن الكلام عن السلاح في هذا التوقيت لا يمكن اعتباره أكثر من “ضحك على الذقون” لأن هذه القضية الشائكة ما عاد في الامكان حلها بمعزل عن اتفاق اقليمي عريض. تبعا لذلك، فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري محقان في مقاربتهما لهذا الملف. ذلك أن كل ما فعله الرئيس الحريري في مقابلته مع “باري ماتش”، (حيث فصل بوضوح بين دوريّ الحزب العسكري والسياسي، وأعلن أن الحزب لا يستخدم أسلحته في الداخل اللبناني) يكمن في أنه وضع هذه القضية جانبا وأكد أن اللبنانيين متفاهمون على ضرورة عدم اللجوء إلى هذا السلاح في الداخل، وعدم استخدامه للتدخل في شؤون الدول العربية والخليجية، مع الابقاء على توجيهه ضد إسرائيل، ما دام الجميع متيقنين أن الحل إقليمي أولا، والذي ستخرج به المفاوضات الدولية بين الروس والأميركيين والايرانيين لحل أزمات الشرق الأوسط”.

وفي شرح لأسباب رفع السقوف السعودية، فيما تتجمع في المشهد اللبناني معطيات تفيد بأن المملكة وقيادتها على علم بالجهود الرامية إلى طبخ صيغة جديدة من التسوية السياسية، تنبّه المصادر إلى أن “السعودية استُهدفت بصاروخ ايراني جديد أمس. وكلما وقع حادث من هذا النوع، ستنبري المملكة إلى رفع السقوف في وجه حزب الله. وهذا يعد مؤشرا قويا إلى أن ايران والسعودية غير مرتاحتين إلى التسوية “اللبنانية” المنتظرة. غير أن همنا الأساس يكمن في أهمية إراحة اللبنانيين أولا بعد طول انتظار مطبوع بـ “حروب الآخرين”.

وبعد هذا الموقف السعودي، تبدو العين المحلية على حزب الله، وسبل رده على هذا الهجوم الجديد، فيما يرجح بعض المتشائمين أن يبلغ التصعيد بالحزب حد وضع العصي في دواليب الحل المرتقب، علما أن كوادره لم يخفوا يوما موقفهم السلبي من “النأي بالنفس”، وأكدوا مرارا أن لا مجال لبحث إشكالية السلاح. غير أن “بيت الوسط” يقارب الأمور من منظار مختلف. ذلك أن مصادره تبدو مرتاحة إلى أن “حزب الله لا يستطيع رفض التسوية لأن ركونه إلى هذا الخيار يعني أنه “يحفر قبره بيده”، ويودي بلبنان إلى اهتزازات أمنية لا يستطيع الحزب تحمل نتائجها الوخيمة، مع الاشارة الى أن في حال فشلت التسوية، سيقدم الرئيس الحريري استقالته بشكل نهائي، علما أن لا بديل عنه وهو ما أثبتته بقوة لا تقبل أي شك، الأسابيع الفاصلة بين الاستقالة والتريث، إلى جانب الحشد الذي لاقاه إلى بيت الوسط في ذكرى الاستقلال، وهي كلها مشاهد تحمل رسائل زرقاء واضحة إلى الحلفاء والخصوم على السواء”.

وفي مجال آخر، ردّت المصادر على كلام الجبير عن أن الحزب يستغل المصارف اللبنانية في عمليات تبييض الأموال الناجمة عن تهريب المخدرات، فتشير إلى أن “لو كان القطاع المصرفي اللبناني يساعد الحزب فعلا، لما وقع الانفجار في منطقة الحمرا قرب مقرّ “بلوم بنك”، ولما سمح الأميركيون باختيار رياض سلامة أفضل حاكم لمصرف مركزي في العالم للمرة السابعة على التوالي”.

 

المركزية