جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / كلّ يوم..قتيل؟
2021-11-24-13-36-327472

كلّ يوم..قتيل؟

 

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه

 

ماذا يجري في شوارع وأزقّة مدينة طرابلس؟ كلّ يوم..قتيل.كيف يمكن إحتمال كلّ هذه الفوضى القاتلة، أو بشكل أوضح:كيف يمكن تفسير كلّ هذا الفلتان اليومي..وأين هي الأجهزة الأمنيّة من هذا السلاح المتفلّت، ومن هذه الإستباحة غير المسبوقة في الزمان والمكان؟
طرابلس ليست نيويورك، ولا نيودلهي أو بكين.طرابلس مدينة صغيرة، يمكن لسيّارة عسكريّة واحدة أن تجوبها، ذهاباً وإياباً، عشرات المرّات في النهار الواحد وفي الليل الواحد.أين الأجهزة الإستباقيّة، من مخابرات ومعلومات وتحرّي وأمن عام وأمن دولة..وربّما هناك أجهزة أخرى أيضاً وأيضاً؟
البارحة قتيل في التبانة بأسلحة الكلاشينكوف وفي وضح النهار.اليوم قتل شاب إبن عمّه بعدّة رصاصات.منذ عدّة أيّام شنّ 4 مسلّحين شبه غارة إنطلقت من التبانة الى منطقة المعرض، حيث كانت بانتظارهم مجموعة مسلّحة، وكان ما كان من إشتباك بالرصاص الحي أسفر عن مقتل أحد المهاجمين وجرح 3 آخرين.ويقال أنّ أصل السبب خوّة متمادية، طفح منها كيل الرجل المفروضة عليه، وأحد المهاجمين كان قد خرج للتوّ من السجن.

الرصاص ينهمر على البشر والحجر عند كلّ مناسبة:تشييع، أو عرس أو حتى ولادة بعد طول انتظار..لماذا تغضّ الأجهزة النظر عن كلّ هذا الفلتان..وكيف يمكن لنوّاب المدينة أوّلاً، ولرئيس الحكومة ثانياً، ولوزير الداخلية ثالثاً ورابعاً وخامساً، كونه إبن طرابلس وكونه المعني بالأمن والأمان، أن يبقوا مكتوفي الأيدي واللسان عن مدينة تشيّع كلّ وقت صلاة ضحيّة من ضحايا الأمن غير الممسوك؟
وإذا كان بعض ضبّاط الأجهزة قد غضّوا النظر عن ولادة وتمدّد ما يسمّى “مافيا المولّدات”، فهل يحقّ لهم، أيّاً كانوا وأيّاً كانت أعذارهم، أن يتركوا الأمور تسيب الى هذا الحدّ؟
الموت ينتظر كلّ واحد منّا.لا بل يمكن القول أنّه يطاردنا ويطارد أولادنا وأصحابنا وأهل الجيرة والمدينة، فهل يجوز السكوت؟
لا شيء يبرّر هذا الموت المتنقّل.لا شيء يعفي المسؤولين من أدنى واجباتهم في حماية الناس..وكما هم قادرون على السماح بتفريخ العصابات هنا وهناك (مواقف السيارات، الطرقات الرئيسية، المولّدات، الحارات..)، قادرون بالقدر نفسه على ضبط وقمع هذه العصابات التي تصول وتجول، بحماية أو دون حماية!