جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / كيف اصبح ريفي احد خيارات الشارع السني البقاعي ؟

كيف اصبح ريفي احد خيارات الشارع السني البقاعي ؟

زحلة – النهار ٦ ايار

إنتظرنا ان تتمدد “الحالة الريفية”، نسبة الى اللواء أشرف ريفي، داخل الشارع السنيَ شمالاً انتخابياً، فاذا بها تنبت في قرى البقاع، تلك المترامية على سفح سلسلة جبال لبنان الشرقية الحدودية مع سوريا. أنشئ مكتب للواء ريفي في مجدل عنجر، وفي الصويري المجاورة جرى استئجار مقرّ بعقد لمدة سنة بغرض افتتاح مكتب له، والتواصل قائم مع مجموعات “ريفية” الهوى، في كامد اللوز، مدوخا، لالا، القرعون والمرج… استعداداً لخوض الانتخابات. لا احد يعرف بعد حجم “الحالة الريفية” في الشارع السني في البقاعين الاوسط والغربي وقابليتها للاستمرار، وهي ليس لديها بعد مرشح بعينه تسير به، ولكن هذه الخطوات ومحاولة مناصريه تنظيم أنفسهم إنتخابياً، أحدثت صدمة في الشارع السنيّ، وقوبلت بالترغيب تارة والتهويل طورا لوأدها في مهدها، من دون أن يفسح في المجال أمام من اختاروا “حالة ريفي” كما هم يسمونها، للاستماع اليهم وتوضيح اسباب خيارهم. ببساطة متناهية، تحدث كل من أيمن صميلي عن مجموعة شباب الصويري، وبسام جلول عن مجموعة شباب مجدل عنجر، عن خيارهما.
يقول أيمن صميلي، متحدثا باسم مجموعة الصويري: “نحن شباب مهتمون بالشأن العام، نتابع البرامج السياسية المطروحة في المنطقة، وتكرارها وفشلها في تأمين الخدمات للمواطن في البقاع الغربي. كنا قد اتخذنا قرار الورقة البيضاء في الانتخابات. لفتنا سيادة اللواء أشرف ريفي كيف أنه خلق حالة في المجتمع اللبناني، والتف المجتمع المدني حوله، وتابعنا تحرك المجتمع المدني في بيروت. وجدنا ان الخيار الانسب لنا في المنطقة أن يكون اللواء ريفي هو مشروعنا”.
وأضاف: “نريد نوابا يمكن ان نتحدث معهم، نوابا نحبهم ويحبوننا، يخرجون من رحم مشكلاتنا وهمومنا. نريد مشروع مواطنة من داخل لبنان، لا طوائف فيه، لا تدخلات مخابراتية ولا تدخلات دول، هذا هو مشروعنا (… )”.
ويؤكد رداً على سؤال أن “ليس لدينا إحباط، بل رغبة في التغيير. جربناهم دورتين انتخابيتين، لم يقدموا لنا شيئا، ليس هدفنا الانشقاق ولا كسر الشارع السني، نحن نرفض اللغة الطائفية بالمجمل. نريد التغيير، فليسمعوا لنا”.
خطوة افتتاح مكتب للواء ريفي في الصويري هي الاولى في انتظار قانون الانتخابات، على ما يوضح صميلي، “ليس لنا مرشح الآن، القاعدة الشعبية ستفرز مرشحا بالتوافق بين كل مكاتب اللواء ريفي ومناصريه. نحن في طور تنظيم الافكار والآراء”.
من جهته يشرح بسام جلول، الذي افتتح في ملكه وعلى نفقته الخاصة مكتبا لريفي في بلدة مجدل عنجر، ليكون أول المكاتب التي تفتح في البقاع: “فتحنا المكتب بناء على رغبة الشباب المتحمس مع اللواء، ولا سيما ان “تيار المستقبل” فقد صدقيته عندنا في مجدل عنجر، جراء تهميش لفاعليات البلدة، الخدمات التي قدمت لمجدل عنجر كانت فردية، إستفاد منها اشخاص فقط”. وعن خيار ريفي؟ “خيار اللواء لان له مواقف مشرفة على صعيد الطائفة وعلى صعيد الوطن كله”.
تحدثت عن “تيار المستقبل” كخدمات وعن اللواء ريفي بالسياسة، ولكنه هو غير قادر على تقديم خدمات؟
“ما أقصده، هو فلنجرب خياراً آخر. ليس لدينا زعامة غير “تيار المستقبل”، فلماذا نستمر باحادية الحكم لتيار المستقبل؟ لماذا لا يكون عندنا تعددية وثنائية للطائفة السنية كما في بقية الطوائف؟ اللواء ريفي هو البارز الذي نزل على الارض وعنده مواقف ثابتة، مطالبه هي مطالب الشعب”.
ويؤكد ان اقفال المكتب “رهن بقرار من اللواء طالما صورته مرفوعة عليه”، مشيراً في المقابل الى ان المكتب لم يفتح “بناء على طلب اللواء ريفي، بل هو قال لنا اذا كان القرار نابعاً من عندكم فلا مانع لدي، خطوت الخطوة وهو باركها وتبنى المكتب”.
وعن الحديث عن شرخ في مجدل عنجر، والتخوف من مشكلات جراء إفتتاح المكتب، يقول جلول: “لا اعرف لماذا يقولون ذلك، اذا كان خيارنا دعم اللواء بفكره. نحن أهل بلدة واحدة، كل واحد عنده رأيه، وقد تمنينا على شباب ريفي في البلدة عدم الرد على اي اساءة توجه لهم او له. واللواء ريفي ليس لديه فكر متطرف، خطابه حاد لكن ليس متطرفا، ومجدل عنجر لا تدعم التطرف ولا ترضى به، نحن دعاة عيش مشترك، مسلمين ومسيحيين”.
ثمة وجه آخر لاسباب تحول ريفي خياراً سنياً في تلك القرى الحدودية، التي تضجّ بأصوات الحرب في سوريا وتنوء تحت عبئها لبنانياً، يعبر عنها خالد حمود. ففي مقابل حجة أن “لبنان بلد قائم على التسويات للحفاظ على تركيبة العيش المشترك فيه”، يقول: “لا يمكن ان ادخل بتسوية الى درجة أن اتخلى عن كل شيء. كيف يعقل ان يضعوا عليّ شرطاً وأذا لم اقبل به لا يعود هناك دولة؟ لماذا انا كطائفة سنية علي ان ادفع دائماً الثمن بحجة العيش المشترك؟ لماذا لست انا الذي أضع شروطي؟ لماذا دائما انا الطرف الذي تفرض عليه شروطاً، كمثل الرئيس سعد الحريري، عليه التخلي عن كذا وكذا ليصبح رئيساً للحكومة؟ إذا كان حزب الله يهيمن على القرار السياسي في لبنان بنسبة 80 في المئة، لقد أعطاه الرئيس الحريري نسبة مئة في المئة. لم يعد في امكان أحد ان يقول له كلا، كانت لديه فرصة ليعارض حزب الله، أن يقول بوجهه كلا، فيؤلف معه حكومة تشرع له كل ما يقوم به، وما يرتكبه في سوريا وتسميه مقاومة؟ هل ستأتيه فرصة اكثر من تلك؟”.