جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ماغي والوطن قتيلا الفاسدين
من-هي-ماغي-محمود-وأهم-المعلومات-عنها-1

ماغي والوطن قتيلا الفاسدين

 

خاص Lebanon On Time – خالد أبو شام

على مقاعد الأمل قُتِل الأمل، و قُتلت الطفولة البريئة في بلد لا يعرف مسؤولوه إلا القتل، ولا يفهمون إلا بلغة الصفقات والأرباح.
لم تعرف ماغي أن هذا اليوم هو النهاية، نهاية الحلم الذي لطالما سعت من أجله، وعاشت مع عائلتها صابرةً على كل المآسي التي مرّت وتمرّ على البلد، عاشت ماغي صابرةً على الفقر والحرمان والظلم، على أمل أن يكون الغد أجمل، لكن الطغاة اسكثروا عليها هذا الأمل البسيط فقتلوها بإهمالهم وفسادهم وهي على مقاعد الدراسة بين زملائها و أصدقائها، وقضوا على حلم الوطن الذي لم يتفتح برعمه، والذي أرادوه أن يموت قبل أن ينضج في أذهان الشباب.
ماغي سقطت اليوم شهيدة إجرام المنظومة النتِنة، وضحية إهمال الوزارات المعنية، التي ينخرها الفساد من كل الجوانب، والتي يتقاسم أرباحها رؤساء الأحزاب التقليديون وكأنها دكانة أو متجر.
ماغي سقطت، وانتم المسؤولون عن قتها، كل رئيس أو وزير أو حاجب فاسد هو شريك في دمها، كل مَنْ يعلم بوجود أبنية مهترئة من المعنيين ولم يتحرك لإنقاذ أرواح الناس هو ليس شريك، بل هو القاتل نفسه، ولكن المفاجأة هو أن وزير التربية والتعليم بنفسه قد زار مدرسة ماغي السنة الماضية، وعلمَ بوجود تصدّع فيها، ووعد كالعادة بالتصليح، لكنه لم يتحرك مع أنه المسؤول الأول عن قضية العلم وطلاب العلم في البلد، فكيف بمَنْ هو دونه؟
باختصار، نحن نعيش في بلدٍ هو أشبه ما يكون للزريبة أو للقطيع. تحكّمَ فينا أخسّ الناس وأكثرهم فسادًا وانحطاطًا ممن لا يبالون بأوجاع الشعب ولا يكترثون لقضاياه والذين مكانهم الطبيعي هو السجن إذا كان هناك دولة أو عدالة، فهم يعيشون في دنيا، والناس في دنيا أخرى، ولكن دنياهم مليئة بالترف والبذخ من تعب الناس وأموالهم، ودنيانا مليئة بالظلمة والجوع والفقر والمآسي، ماغي رحلت اليوم وبسمة الوطن الذي حلمت به على ثغرها، تاركةً هذه الحياة القاسية على الضعفاء والمنعدمة فيها العدالة، ولسان حالها يقول للطغاة: اشبعوا بأموالكم التي سرقتموها من الناس، وتمتّعوا بملذّاتكم الزائفة، سيجازيكم الله بكل ما صنعتموه تجاه هذا الشعب المحبّ الذي لن يفقد الأمل مادام هناك طفل يحلم، وشاب متمسّك بالعلم.
إن رسالة ماغي اليوم لكل الشباب اللبناني أنْ تمسكوا بالعلم وفق كل الظروف، عسى أن يزول الليل وإن طال وقته ويأتي النهار باسمًا بضيائه، ولكن هل تحرّك فاجعة ماغي اليوم ما تبقى من دولة، لإعلان استنفار عام حول المباني المتصدعة لكي لا تسقط ماغي أخرى؟