جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / من يوسّع الانزلاقات القمعية
5cd2c680af651_

من يوسّع الانزلاقات القمعية

 

معالم خطورة استثنائية برزت حيال سلوكيات واجراءات تعكس انزلاقات ‏متدرجة نحو اتجاهات قمعية سواء كانت تتصل بقضية النزاع المزمن بين اهالي المنصورية ووزارة الطاقة حول مد ‏خطوط التوتر العالي في المنطقة المأهولة، أو بقضايا أخرى كان اسوأ ما استجد فيها مساء تردد معلومات عن دهم ‏جهاز أمن الدولة مكاتب صحيفة “الاخبار” بعد يومين من اطلاق يد هذا الجهاز في التحقيق مع ديبلوماسيي وزارة ‏الخارجية في قصر بسترس‎.‎
‎ ‎
كتبت “النهار” تقول : وعكس الامعان في المعاندة الرسمية حيال مد خطوط التوتر العالي في المنصورية وتحدي مخاوف الاهالي من ‏الاخطار الصحية المحتملة لهذه الخطوط، اتجاهات مقلقة في ظل تجاهل الجهات الحكومية والوزارية كل الدعوات ‏والمطالب المتصاعدة للتمهل في تنفيذ الاعمال الجارية في مد الخطوط وفتح حوار هادئ مع ممثلي الاهالي والاصرار ‏عوض ذلك على تحكيم اللجوء الى القوة من خلال الزج بالقوى الامنية في مبارزة متمادية مع الاهالي ووضع الفريقين ‏في مواجهة عبثية استدرجت استحضار الطابع الطائفي في جوانب منها‎.‎
‎ ‎
وأقيمت عصراً وقفة تضامنية مع المحتجين في المنصورية وكاهن رعية سانت تريز الاب داني افرام، على خلفية مد ‏خطوط التوتر العالي في المنطقة، وذلك في صالة الكنيسة، شارك فيها رئيس الكتائب النائب سامي الجميل والنائبان ‏الياس حنكش ونديم الجميل، ورئيس “حركة التغيير” إيلي محفوض. وذكر الجميل بموقف لرئيس الجمهورية العماد ‏ميشال عون في 18 آب 2008 عندما طالب بحل بديل من خطوط التوتر العالي فوق الأرض في المنصورية مضيفاً: ‏‏”وهذا كان مطلب كل القوى السياسية الموجودة في المنطقة. وخلال معارضتنا المشروع كنا جنباً الى جنب مع القوى ‏السياسية في المنطقة، ولا يمكنهم ان يعتبروا ألّا ضرر اليوم”. واقترح “تشكيل لجنة من اختصاصيين من الجامعة ‏اليسوعية والجامعة الاميركية لتقييم تقني وعلمي نستند عليه، لان الرأي الذي يعطى من وزارة الطاقة نصف رأي، ‏وهم يستندون الى ما هو مجتزأ‎”.‎
‎ ‎
لكن مجلس الوزراء تمسك بموقفه من عدم وجود خطر لمد الخطوط وأدلى وزير الاعلام جمال الجراح خلال انعقاد ‏الجلسة أمس بموقف المجلس من وصلة المنصورية الذي “يؤكد علمياً انه لم يثبت ان هناك ضرراً على الناس جراء ‏وصلة المنصورية، وهذا الامر ليس في منطقة المنصورية فقط هناك الكثير من المناطق في لبنان يمر فوقها الخط ‏نفسه ولم يتم إثبات وجود أي ضرر من مد مثل هكذا خطوط‎”.‎
‎ ‎
وقد تدخلت بكركي بقوة لمنع تفاقم الامور وفتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خطوط ‏اتصالات احتوائية مع جميع الافرقاء والجهات المعنيين على ان تتوج مساعيه باجتماع موسع يعقد اليوم في بكركي، ‏لكن ذلك لم يحجب خطورة الدلالات التي اكتسبها اندفاع الاتجاهات القمعية والتورط الواضح نحو احكام سلوكيات ‏معروفة النتائج السلبية سلفا وسط تساؤلات عن الجهات التي تعمد الى توسيع هذا النهج. ذلك ان مبارزة المنصورية لم ‏تكن الاولى ولا يبدو انها ستكون الاخيرة في سلسلة تطورات مثيرة للقلق من تصاعد هذا النهج الذي بات يطغى على ‏الحدث المالي والاقتصادي الذي يشغل اهتمامات اللبنانيين منذ موجة الاضرابات الواسعة وفي انتظار الانتهاء من ‏جلسات مجلس الوزراء وولادة الطبعة الحكومية النهائية للموازنة. ذلك ان بعد الضجة التي اثيرت حول تداعيات ‏بعض الملفات المتصلة بما يعتبر عملية لمكافحة الفساد وأدت الى انفجار نزاع قضائي بين جهة قضائية وجهاز أمني ‏‏”فتح” الاسبوع الجاري في يوم عطلة شهداء الصحافة الاثنين الماضي بحادث مثير للاستغراب تمثل في استعانة وزير ‏الخارجية والمغتربين جبران باسيل بجهاز أمن الدولة للتحقيق مع ديبلوماسيي الوزارة في موضوع تسريب مضمون ‏برقيات سرية من سفارة لبنان في واشنطن الى الوزارة عن لقاءات الوفد النيابي الذي زار واشنطن الى صحيفة ‏‏”الاخبار”. لكن الامر لم يقف عند حدود التحقيق الامني في وزارة الخارجية، اذ افادت معلومات مساء أمس ان جهاز ‏أمن الدولة دهم مكاتب “الاخبار” نفسها مساء الاثنين حيث كانت مقفلة في عطلة 6 ايار ولم يكن فيها سوى مديرة ‏المبنى وصادر الكاميرات المركزة قرب موقف السيارات والكاميرات الخارجية. كما رصدت حركة مراقبة لمبنى ‏الجريدة ومحاولات لمعرفة عنوان منزل ناشرها الزميل ابرهيم الامين. وأوضحت المديريّة العامّة لأمن الدولة أنّ ‏‏”الملفّ أصبح في عهدة القضاء المختصّ، وأنّ كلّ أعمال التحقيق كانت بإشارة منه وضمن الأصول القانونيّة المعمول ‏بها‎”.‎
الموازنة: مناخات ايجابية
‎ ‎
لكن التطورات المتصلة برحلة اقرار الموازنة بدت مغايرة للاجواء المتوترة اذ أبرزت مصادر وزارية تفاؤلاً بامكان ‏انجاز الموازنة في نهاية الاسبوع الجاري أو مطلع الاسبوع المقبل في أقصى حد وقالت ان البحث الذي سيبدأ اليوم في ‏موازنات الوزارات لن يكون شاقا وطويلا لان جميع الوزراء درسوا موازانات وزاراتهم مع وزير المال علي حسن ‏خليل تفصيلاً. وصرح الوزير الجراح بعد جلسة البارحة ان مجلس الوزراء”استكمل بحث القوانين البرامج، اما في ما ‏يتعلق بالمواد الضريبية، فتم التطرق اليها ومناقشتها بشكل عام في انتظار الاجوبة عن التقديرات المالية والمقترحات ‏حول هذه البنود التي سنحصل عليها اليوم او غداً. وسنبدأ بالادارات وبكل وزارة على حدة ونأمل ان ننتهي من ذلك ‏الجمعة في انتظار بعض الاجوبة من بعض الوزراء‎”.‎
‎ ‎
واستغرب “اثارة الضجة حول موضوع الاملاك البحرية، خصوصاً انه صدر في شانه قانون ومرسوم، وان اصحاب ‏المؤسسات السياحية يدفعون ما عليهم، والبعض الاخر تقدم بطلبات للدفع، وهناك مهلة للدفع، وعندما تنتهي يعود ‏مجلس الوزراء ويتخذ القرار المناسب. أما الان، فالمؤسسات لا تزال ضمن المهلة المحددة، والقانون ينفذ كما صدر عن ‏مجلس النواب بحذافيره ما يؤمن مداخيل للدولة، وبتقديراتنا المتواضعة في الموازنة اعتقد، وكما يقول وزير المال، ‏فاذا استمررنا على هذا النحو سنحصل الاموال التي نتوقعها على مدى فترة القانون الذي يتيح التسويات‎”.‎
‎ ‎
وأكد ان يوم الجمعة ستتقدم وزارتا الدفاع والداخلية باقتراحات لمعالجة كامل أوضاع الاجهزة الامنية وسيتم اتخاذ ‏القرار المناسب في شانها. وأفاد “ان هناك بعض البنود مترابطة في ما بينها كالرواتب في الادارات أو في المؤسسات ‏او لدى القوى الامنية أو من يتقاضون راتبين من خلال معاشات التقاعد وغيرها فجميعها سلة واحدة، نريد ان نضعها ‏كلها لاجراء جدول مقارنة بينها، وبالتالي فاننا نؤجل هذا البند وننتقل الى نقاش البند التالي لنتمكن في النهاية من ‏الوصول الى تصوّر معّين يشمل كل الناس. هدف الحكومة هو انه اذا حصل تخفيض في مسالة ما فيجب ان يطال كل ‏الناس بما فيهم طبعا الهيئات العامة. نحن نناقش كل بند على حدة وفي النهاية سنتخذ قرارا يشمل كل الناس بكل هذه ‏البنود وهذا سبب التأجيل‎”.‎