جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / ندوة حول “من الصفر” في “رابطة الجامعيين في الشمال”
IMG-20240220-WA0052

ندوة حول “من الصفر” في “رابطة الجامعيين في الشمال”

 

Lebanon On Time –
نظمت رابطة الجامعيين في الشمال ندوة حول كتاب الدكتور بلال عبد الهادي الصادر حديثا بعنوان “من الصفر” عن دار “جروس برس ناشرون” .

وفي مستهل اللقاء رحب رئيس الرابطة غسان الحسامي بالحضور معتبراً أنه “بالرغم من كل التحديات التي نواجه، والحرب في جنوب لبنان، ودخول حرب الإبادة في غزّة شهرها الخامس، نقيم ندوة اليوم وهي الثالثة عشرة في موسمنا الثقافي السنوي، وذلك تاكيداً على دور رابطتنا الحر والمستقل في عامها الستين، وأن تبقى حريصة على نشر المعرفة وبث الوعي، ومفاهيم المواطنة وتغليب لغة الحوار.”

وأشار الحسامي إلى أن الرابطة من خلال هذا الكتاب أرادت “تسليط الضوء على قصص نجاح غيّرت مجرى التاريخ بالعزيمة الصادقة والمثابرة والتفكير بالمقلوب وربما المخاطرة احياناً.
وأضاف: أردناها عنصر إلهام وتعليم للآخرين. وحبذا لو تدرج هكذا سير كالتي وردت في الكتاب، في مناهجنا التربوية لتكون حافزاً للطلاب وتعليمهم كيف نجعل من “الصفر” فرصة جديدة، وأن نجعل من الفشل نجاحاً، وان لا نتوقف ابداً عن المثابرة، وان نعي ان النجاح هو قرارا وليس خيارا. ووصف العنوان بأنه “ذكي وانقلابي على واقعنا العربي الميؤوس. فالصفر في لغتنا العربية يستعمل فقط لنقيس ثروة الملوك والأمراء والفاسدين. أما عند الآخرين، فهو البداية لأي عمل كان.”
ونصح الحسامي الحضور بقراءة الكتاب ثلاث مرات، فذلك أنفع من قراءة ثلاثة كتب، لما فيه من ثروة مخزونة وحوافز وزاد فكري.
درنيقة
وقدم الدكتور محمود درنيقة قراءته للكتاب، ورؤيته لمحتواه، بادئاً من العنوان نفسه، محيطاً بأهم ما ورد فيه، ولافتاً إلى أنه كان تلميذاً للمؤلف في سنواته الجامعية، وبأن ثمة في الكتاب ما يجعله يستعيد بعضاً من المناخات التي ترعرعت فيها مضامينه.
واعتبر الدكتور درنيقة ان فكرة الانطلاق من الصفر هي محور موفق للكتاب، “معلمي نفسه يعود إلى صفر الوعي وصفر الإدراك لينطلق من هناك،و بالطبع لن تفوتني دلالاته، كيف وهو البارع عموماً في اقتناص ما يسير على السنة الناس، كاشفا عن هذه الأصفار فاعطاها بعدها”.
وقال درنيقة أن بين دفتي هذا الكتاب الأنيق، تسع وخمسون لوحة، تتقصى أبعاد النجاح، وتتبع القواسم المشتركة بين الناجحين، عكفتُ على قراءتها بنهم، كأنني أجالس شخصياتها. وجالست ابن الأثير وابن سينا وغيرهما من عالم الشرق، كما جالست ايضاً جيف بيزوس وجان بول سارتر وهنري فورد، ثم طالعتني لوحات لا تمس الشخصيات بعينها، وإنما مناهج اعتمدوها، وإشارات رصدوها، وتفكير بالمقلوب وكذلك تفكير بالمزج، ورحلة من الحاشية إلى المتن.”
وعرّج درنيقة على اهتمام الكاتب وولعه باللغة الصينية وثقافتها، وكتابته عنها، وقدم قراءة لغلاف الكتاب. وأنهى كلمته “عسى أن يكون الصفر هو الطاقة الكامنة التي تفجّر الإنتاج، وهو الطاقة الكامنة عند اهل الفيزياء”.

عبدالهادي
وتحدث المؤلف شارحاً سبب اختياره قصص النجاح موضوعاً لأنها زاده في لحظات يساوره بها اليأس، وهي بالتالي تصلح لأن تكون معونة لكل من يشعر بفتور في الهمّة.
وقال أنه اختار أن ينطلق من العدم لأنه غني ممتليء بالكنوز، لكن علينا أن نغوص في أعماقه، وفي اعماقنا. فالهاتف المحمول جاء من العدم، والانتاجات التي خرجت من رحم العدم لا تعد ولا تحصى، والصفر بالتالي هو كل الأرقام، من هنا يصبح المستحيل كذبة، وكل إنسان يمكنه دائماً أن يحقق احلامه وما يتخيله.
وقدّم المؤلّف أمثلة حية مستلة من الكتاب، بعضها يعتمد  على “التفكير عكس المألوف”، و”التفكير بالدمج” كما فعل ستيف جوبس حين دغم الخدمات كلها في جهاز صغير، وبالإبداع حين قرر صاحب “آيفون” ان يستبدل القلم للكتابة بلمسة إصبع على شاشة.

والكتاب هو الثالث للمؤلف، بعد “لعنة بابل” و”الكتابة على جلدة الرأس”، ومحوره سير الناجحين اصحاب الأفكار العملية التي تحولت بفعل الكدّ إلى منتجات، وإنجازات، حظيت بسمعة عالمية أحياناً، كما جيف بيزوس الذي بدأ من غرفة وانتهى إلى أكبر موقع إلكتروني للبيع، أو وصفة الكولونيل ساندرز المتواضعة التي انتهت إلى تأسيس سلسلة مطاعم “كنتاكي”.