جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / هل تحوّل إسرائيل الضربات الجوّية من سوريا إلى لبنان؟
Missile fire is seen from Damascus, Syria May 10, 2018. REUTERS/Omar Sanadiki
Missile fire is seen from Damascus, Syria May 10, 2018. REUTERS/Omar Sanadiki

هل تحوّل إسرائيل الضربات الجوّية من سوريا إلى لبنان؟

                     السؤال، الذي يشغل اللبنانيين، مواطنين (على الرغم من كثرة الانشغالات اليومية القاتلة من ماء وكهرباء ونفايات وصرف من العمل، وانسداد الأفق الاقتصادي) وأنتلجنسيا (أعيتها الحيلة، فلجأت إلى المقاهي تبحث عن اطمئنان لوجودها، عبر الدردشة وراء الطاولة، أو عبر شاشات الخليوي، بحدود المعرفة التكنولوجية) ونواب يبحثون عن دور في قاعات المجلس، علَّهم يفكّون أحرف التشريع وأبجدياته وألفبائياته، أو وزراء يسابقون الزمن في الحفاظ على مناصبهم أو بأقل تقدير مَنْ لا يحاسبهم بعد ترك الوزارة – المغارة، ومسؤولين في مواقع أخرى، تجمع بين القرارات والسياسة والأمن، الذي أعيت خلافات بعض «ضباطه» الأمن وانتظام العمل في مطار بيروت الدولي..
السؤال هو: هل تُقدم إسرائيل بعد سلسلة التهديدات والتحريضات المفتوحة منذ أيام على شن هجوم على مناطق قريبة من مطار رفيق الحريري الدولي، بذريعة «واهية» و«سخيفة» بأن حزب الله ينشر بطاريات الصواريخ الذكية، والدقيقة في ملعب كرة القدم، والنقاط القريبة، والتي سبق للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله الكشف عن أن الحزب، في إطار تطوير قدراته القتالية، الدفاعية والهجومية، بات يمتلك ما يكفي ويزيد من «صواريخ دقيقة» قالت إسرائيل ان ضرباتها الجوية في سوريا، تهدف إلى منع وصولها إلى لبنان، السؤال استطرداً: هل تضرب إسرائيل أو تُقدم على نقل المواجهة من مطارات دمشق وحماه وحمص وأدلب واللاذقية إلى مطار بيروت، وهو الوحيد في لبنان؟
يحاول الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، الذي يقترب شكله من شكل «الضفدعة»، ويدعى أفيدخاي أدرعي الإيحاء بأنه يتقن الحرب النفسية، وهو متخصص في إثارة اعصاب قيادة حزب الله، أو بأقل تقدير جمهور الحزب، الزعم المستمر بأن الحزب ينشر بطاريات الصواريخ في احياء محيطة بالضاحية الجنوبية وعلى بعد 500م فقط من مهبط الطائرات المغادرة والواصلة إلى المطار، متوعداً ومهدداً، ومفبركاً روايات حول صور، وضعتها أجهزة استخبارات إسرائيلية وربما دولية أيضاً، بهدف المساهمة في الضغط على حزب الله، ومن ورائه لبنان، في غمرة احتدام المواجهة الاميركية – الإيرانية على خلفية البرنامج النووي الإيراني، الذي انسحب دونالد ترامب (وهو بالمناسبة ما يزال رئيس الولايات المتحدة الأميركية، منذ انتخابه قبل سنتين، على الأقل)، من التوقيع على الاتفاق حوله في عهد سلفه باراك أوباما..
وتترافق الحملة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية على حزب الله، التي أطلقها في الأمم المتحدة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، مع اشتداد المواجهة على أرض غزة وعلى الأرض الفلسطينية من الضفة الغربية إلى أراضي الـ48 بين الانتفاضة الفلسطينية المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر وجيش الاحتلال الذي يُمعن في قتل المواطنين والمدنيين الفلسطينيين الآمنين، ومع اشتداد نبرة الدولة اللبنانية، بصورة رسمية، وعلى لسان كبار المسؤولين (الرؤساء ميشال عون، ونبيه برّي وسعد الحريري) بأن لبنان لن يقبل بحال من الأحوال في توطين اللاجئين الفلسطينيين، ويطالب باستمرار عمل «الأونروا» التي ترعى أوضاعهم التعليمية والصحية والاجتماعية في لبنان، ودول الشتات القريبة من فلسطين.
فضلاً عن المطالبة التي لا تتوقف بعودة النازحين السوريين إلى بلادهم، بعد التغييرات الميدانية والعسكرية لمصلحة النظام، سواء في دمشق وحمص وحماه وحلب واللاذقية وأرياف هذه المدن والمحافظات السورية، التي قال النظام أنها باتت «نظيفة» من داعش والنصرة والجماعات العسكرية والقتالية المسلحة (أي مجموع المنظمات الارهابية).. في ظروف النشاط التشريعي والدبلوماسي والأمني، في الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى (عندما كانت لا تغيب عنها الشمس) حول حظر نشاط حزب الله، وفرض عقوبات جديدة، انسجاماً مع دعوات «اللوبي اليهودي» سواء في واشنطن أو لندن، إذ يندفع وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد، بوصفه صنيعة «الجالية اليهودية» في عاصمة الجنيه الاسترليني، بالتعاون مع وزير الخارجية الجديد جيريمي هانت لحظر النشاط المدني والسياسي للحزب في العاصمة البريطانية، بعد حظر النشاط العسكري واعتبار الحزب «منظمة شبه عسكرية ارهابية» والإبقاء على نشاط الحزب كتنظيم سياسي، كان بإمكانه ان ينظم مسيرة أو يشترك بتنظيمها في يوم القدس العالمي..
ويتزامن الإجراء الإنكليزي، مع انتظار ترامب وصول القانون الجديد الذي أقره مجلس النواب الأميركي الخميس الماضي 27/9/2018 للحؤول دون التمويل الدولي لحزب الله واستهداف تدفقات التمويل والتجنيد العالمي للحزب، على ان يعاقب القانون الجديد، وفقا لموقع «مونيتور» كل من يوفر دعماً مالياً أو مادياً أو تكنولوجيا لحزب الله والمؤسسات الإعلامية والمدنية التابعة له، من زاوية معاقبة ايران «ووكلائها في عموم الشرق الأوسط»، وفقاً لتعبير الموقع.
بعد هذا العرض المستفيض للوقائع ومعطياتها، وأخذاً في نظر الاعتبار الضغوطات المالية على لبنان، والضغوطات الجارية في موضوع تأليف الحكومة، والمتنازع المستمر على الحقائب والصلاحيات، والقرار داخل مجلس الوزراء، فضلاً عن البيان الوزاري المرتقب، يُمكن ايجاز الإجابة على السؤال في مطلع التقرير بالآتي:
1 – لا خلاف ان الحملة الإعلامية الإسرائيلية، التي تندرج تحت باب «إثارة الضجة» ليست بريئة، فهي ستمهّد إلى غارات على لبنان، وعدم اقتصار الغارات على سوريا، أو التخفيف منها.
2 – ان حزب الله، لن يُستدرج للردّ المباشر على الإدعاءات، فهذا أمر في عهدة الدولة، هي تتخذ ما تراه مناسباً، وان كانت المزاعم هي باعتراف الدولة، وباعتراف الطرف الإسرائيلي، والأطراف الدولية، لا سيما الجانب الأميركي، هي مزاعم ولا أساس لها من الصحة… ولا حاجة لإيراد ما يثبت هذه القناعة لدى الأميركيين والأوروبيين فضلاً عن الروس، إذ حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من الإقدام على اية حماقة ضد لبنان.
3 – من الثابت، ان خطاباً قريباً، خلال أربعة أسابيع أو خمسة للأمين العام لحزب الله السيّد نصر الله، سيتطرق فيه إلى المزاعم المعادية على طريقته..
4 – وفقا لمعلومات دبلوماسية، فإن الحرب الإعلامية الإسرائيلية «السوداء» المتمادية على لسان ادرعي وسواه، تدخل في سياق التفاوض الدولي – الروسي – الإسرائيلي – الإيراني حول إنشاء معادلة جديدة في سوريا قوامها: وقف الضربات الجوية الإسرائيلية مقابل وقف شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سوريا، ويشترك موقع «ديبكا» الأمني الإسرائيلي في التعامل مع هذه المعلومات باعتبارها على طاولة حركة الموفدين الكبار من روس وايرانيين واسرائيليين، مع إضافة وقف تزويد سوريا بـمنظومة «اس300» الصاروخية الدفاعية.
في لعبة منفلتة على مستوى العالم في عهد ترامب، وخطيرة في الشرق الأوسط مع صفقة القرن.. كل الاحتمالات تبقى واردة، وكذلك حسابات الأفعال والنتائج؟!