جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / تكنولوجيا / هل ستوقف آبل إنتاج هواتف الآيفون؟
ايفون

هل ستوقف آبل إنتاج هواتف الآيفون؟

تعد شركة آبل الشركة الأكثر قيمة فيما يخص التداول العلني في العالم، ويعود ذلك إلى جزء كبير إلى هواتف آيفون، حيث تعتبر هذه الهواتف المنتج الأكثر نجاحاً على مر العصور مع بيع أكثر من مليار جهاز، إلا أنه ينبغي على الشركة مواجهة التحديات العالمية وإمكانية ظهور أنواع جديدة من الأجهزة لتحل محل آيفون، مثلما حدث تماماً عندما استبدل هاتف آيفون جهاز آيبود وغيره من الأجهزة قبل عقد من الزمان. وتدور أحاديث جدية ومشاريع مستقبلية على ما يبدو من أجل إيقاف هذا الهاتف الذكي.

ويعتبر الهاتف الذكي حالياً بمثابة منصة الحوسبة المهيمنة، إلا أن شركات مثل مايكروسوفت وغوغل وفيسبوك وحتى آبل قد بدأت الاستثمار بكثافة بالفعل فيما يخص تكنولوجيا الواقع المعزز الذي يدمج الرسوميات الحاسوبية في العالم الحقيقي.

النظارات تنافس الهواتف الذكية

ويجري التفكير حالياً أن هذه التكنولوجيا سوف تصل في يوم من الأيام إلى النظارات الذكية الخفيفة والمحمولة بحيث انها ستكون قادرة على استبدال جميع الشاشات الموجودة في حياتنا اليوم بما فيها هواتف آيفون، وترى آبل ما تراه غيرها من الشركات التقنية بأن سوق الهواتف الذكية ليس محرك النمو الذي كان عليه قبل بضع سنوات وأن هذه الشركات بحاجة إلى شيء ليحل محله.

ويحب الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك الحديث عن الواقع المعزز، حيث صرح في وقت سابق من هذا الشهر لصحيفة “بلومبرغ” أنه متحمس جداً لذلك، وهي ليست المرة الأولى التي يثير فيها تيم كوك الحديث حول منتج جديد كبير متعلق بالواقع المعزز.

وقد صرح كوك في العام الماضي “إن الواقع المعزز قد يستغرق بعض الوقت لأن هناك بعض التحديثات التكنولوجية الصعبة إلا أن ذلك سوف يحدث وسوف يحدث بطريقة كبيرة، وسوف نتساءل متى حدث ذلك وكيف عشنا سابقاً دون ذلك كما نتساءل اليوم كيف عشنا سابقاً بدون هواتفنا الذكية”.

المشروع السري

وعلى الرغم من أن شركة آبل دأبت على نفي انها تعمل على نظارات رقمية، انتشرت العديد من الأنباء التي تتحدث عن انها تستكشف منتجاً متعلقاً بالنظارات الرقمية، حيث أن الشركة المصنعة لهواتف آيفون لا تتحدث أبداً عن منتجاتها المستقبلية ولكنها تلمح عن تلك المنتجات بطريقتين رئيسيتين من خلال عمليات الاستحواذ ومن خلال إصدارات البرمجيات.

وكانت الشركة قد أعلنت في وقت سابق من هذا الشهر عن منصتها للواقع المعزز المسماة ARKit، وهي المنصة التي تسهل على المطورين خلق تطبيقات واقع غامر لهواتف آيفون، حيث أظهرت هذه المنصة بعض النتائج المدهشة على الرغم من أن آبل لم تعرض العديد من التطبيقات المطورة باستعمال هذه البرمجية.

وتدور الفكرة حول طرح عدد من تطبيقات الواقع الغامر هذا الخريف، والتي سوف تكون متاحة لمستخدمي هواتف آيفون، مما يزيد احتمالية ظهور نظارات آبل أكثر من أي وقت مضى، لتظهر لاحقاً مكتبة من التطبيقات الإبداعية.

وقد بدأت طموحات الشركة المتعلقة بالواقع الغامر منذ شراءها لشركة الواقع المعزز الألمانية Metaio في صفقة تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات خلال عام 2015، وذلك وفقاً لشخص مطلع على عملية الاستحواذ، وتدعم تكنولوجيا Metaio ومواهبها منصة ARKit، حيث يعمل بعض موظفيها السابقين في مشاريع خاصة لشركة آبل تتمثل بالعمل على تطوير كاميرا.

وأوضح توماس ألت الرئيس التنفيذي لشركة Metaio عبر حسابه الشخصي على خدمة لينكدإن أنه يشغل حالياً منصب مدير إدارة المشتريات في فريق الصفقات الاستراتيجية في شركة آبل.

وواصلت آبل منذ ذلك الحين شراء العديد من الشركات الأخرى التي تعمل في مجال تكنولوجيا الواقع المعزز، حيث كشفت تقارير منشورة خلال الأسبوع الماضي عن شراءها لشركة SensoMotoric Instruments الألمانية التي بنت زوج من النظارات الذكية المتخصصة في تقنية تتبع العين، وهي التقنية التي ينظر إليها بشكل إيجابي من قبل شركات الواقع الغامر الناشئة.

ويبدو أن شركة آبل ما تزال تبحث عن شركات أخرى تعمل في مجال الواقع الغامر للاستحواذ عليها، حيث تواجدت مجموعة من موظفي آبل ضمن المعرض العالمي للواقع المعزز في كاليفورنيا الذي انعقد في وقت سابق من هذا الشهر، حيث يعتبر هذا المعرض أحد أكبر الأحداث العالمية المتعلقة بصناعة الواقع المعزز، وتحضره معظم الشركات الكبرى في هذا المجال مثل مايكروسوفت وفيسبوك وغوغل.

وبحسب المعلومات فإن شركة آبل لم تكن مدرجة ضمن قائمة الشركات المشاركة، كما أن موظفيها لم يحددوا انتمائهم للشركة على شاراتهم، ولم تفكر آبل سابقاً باستعمال منتجاتها بمثابة قطع غيار لأجهزة أخرى تابعة لها، بينما أعاد موظفون سابقون في الشركة التذكير بأن آبل بدأت العمل على هواتف آيفون لأنها كانت تبحث عن ما يمكن أن يحل محل آيبود، وهو الجهاز الذي ولد عائدات كبيرة للشركة في عام 2005.

ويشير هذا الأمر إلى إمكانية وجود تحول جديد لمنصة أخرى خلال السنوات القليلة المقبلة، وقد يكون المنتج المحتمل هذه المرة هاتف آيفون، وهو منتج أكبر بكثير من جهاز آيبود، حيث بدأ هذا التوقع في الظهور بالفعل في توقعات المحللين.

وقال جين مونستر المحلل المخضرم بمنتجات آبل في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن توقعاته تشير إلى أن نمو مبيعات هواتف آيفون قد تبدأ بالانخفاض خلال العقد المقبل، ويعتقد مونستر أن مبيعات آيفون سوف يحل محلها بشكل بطيء مبيعات منتج يسميه “نظارات آبل”، والذي يتوقع توفره للبيع في عام 2020 مقابل 1300 دولار.

ووفقاً لتوقعات شركة أبحاث السوق IDC فإنه من المتوقع أن ينمو سوق الهواتف الذكية بنسبة 3 في المئة سنوياً حتى نهاية عام 2021، إلا أن فئة واحدة جديدة ناشئة قد توفر إمكانيات النمو الهائل للشركة وهي نظارات الواقع المعزز والافتراضي، وتتوقع IDC أن ينمو سوق النظارات ليصل إلى معدل نمو سنوي مركب بنسبة 198 في المئة حتى عام 2020.

(ait)