جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / هل وزارة الاشغال هي المسؤولة عن تداعيات واضرار العاصفة الاخيرة التي شهدها لبنان؟
youssef-fenianos

هل وزارة الاشغال هي المسؤولة عن تداعيات واضرار العاصفة الاخيرة التي شهدها لبنان؟

محسن السقال

 

من حق المواطن، في أي دولة من دول العالم، ان يطالب المسؤولين بحقوقه، ومن حقه ان ينتقد ويسمي الاشياء باسمائها، خاصة اسماء السياسيين الذين  يتولون الشأن العام وادارة شؤون المواطنين. ويعتبر الانتقاد  حقا وواجبا وطنيا لا ينتقص او يقلل من قيمة المسؤول، ولكن من واجبنا  كمواطنين الانتباه إلى كيفية توجيه السهام لتعطي النتيجة المرجوة في المكان المناسب ليصار فيما بعد الى معالجة الخلل، وليس رمي السهام باتجاه من نختلف معه في السياسة او من كان قد امتنع عن تقديم خدمة لنا، لتضيع بعدها مطالبنا وحقوقنا في متاهات الزواريب الضيقة.

ما شهدناه يوم امس لا يليق بوطن الارز الذي تحولت طرقاته الى بحيرات ومستنقعات، مخلفة وراءها تصاريح واتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي طالت وزير الاشغال العامة يوسف فنيانوس، وكانه هو المسؤول الوحيد عما جرى، والمقصر الأوحد عن القيام بواجباته.

ان ما رايناه يوم امس على شاشات التلفزة من مشاهد الذل والماساة التي عانى منها المواطنون تجعلنا نكفر بوطننا ووجودنا، وبالتالي فان بعض ما ورد من كلام وتعليقات حول هذا الموضوع يعتبر محقا.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه، من المسؤول عما جرى؟ هل الوزير فنيانوس هو من لزم  ونفذ البنى التحتية منذ عشرات السنين  بالتراضي ودون رقابة جدية؟ هل الوزير فنيانوس هو من اعتدى على الاملاك العامة والبحرية والنهرية منذ بداية التسعينيات دون حسيب او رقيب او محاسبة؟ هل بيد الوزير فنيانوس عصا سحرية لحل كل مشاكل البلد بوقت قصير وظروف سياسية صعبة وفي ظل موازنة حملت شعار التقشف؟

بناء على كل ذلك، نرى من الظلم ان نحمل الوزير فنيانوس المسؤولية، ونوجه اليه اتهامات ليست في مكانها.

ومع ان فنيانوس  يتحمل مسؤولية معنوية كونه وزيرا للاشغال، الا أن القاصي والداني يعلم ان شوارع لبنان طالما كانت تغرق بالمياه عند هطول  الأمطار الغزيرة، وهي مشكلة مزمنة ما زلنا نعاني منها منذ اواخر التسعينيات وحتى يومنا هذا بسبب سوء تنفيذ البنى التحتية والتعديات على مجاري الانهر وقنوات المياه.

لذا، فإن العديد من المواطنين و الاحزاب المؤيدة لفنيانوس، وحتى تلك المنافسة له، يرى انه من الوزراء النشيطين والجادين الذين يعملون ليل نهار لكي  يحقق ما يصبو ويحتاج اليه المواطنون، سيما وان شعاره كان منذ استلامه سدة المسؤولية ” انا سأعمل في الوزارة كانها باقية الى الابد، ولو أن عمر الحكومة قصير”.

وهنا، لا بد من الاشارة الى أن فنيانوس قد نفذ مشاريع عدة في كل المناطق اللبنانية دون تمييز بين منطقة واخرى، ويعرف بشفافيته واحترافيته وثقته بنفسه وسعيه الدائم لإعطاء المناطق المحرومة حقها وتطوير المرافق الحيوية، وكان لمرفا طرابلس الحصة الكبيرة من اهتمامه  كي يصل  الى مصاف المرافىء الدولية،  فضلا عن ان كل المناطق الشمالية دون استثناء قد نالت حصة الاسد من موازنة وزارة الاشغال لتعبيد وصيانة طرقاتها  .

وفي الختام لا بد لنا جميعا ان نطالب الوزير فنيانوس، الذي نعلم انه من الاسماء المطروحة في الحكومة العتيدة لتولي وزارة الاشغال من جديد، بأن يسعى جاهدا  الى وضع موازنة استثنائية تكون وجهتها اعادة تاهيل جذرية  للبنى التحية في المناطق الأكثر عرضة للسيول وأضرار العواصف، للحد من تكرار المآسي التي تحصل مع إطلالة كل موسم شتاء في أرجاء الوطن.