جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / وا كورنيشاه!
image1024x768

وا كورنيشاه!

خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
لم يعد لكورنيش الميناء من هويّة.فقد دوره ورونقه ومساحته للفرح والتنزّه ورياضة المشي أو الركض، وبات أقرب الى السوق الشعبي، بما يشبه سوق الجمعة وسوق الأحد.
لا أعرف كيف تتحمّل عينا الرئيس السابق عبد القادر علم الدين هول ما أصاب كورنيشه من ويلات وتعدّيات نافرة بدأت..ولن تنتهي.لا أعرف إذا ما كان يحسّ بالندم والخجل أولئك الأعضاء (أعضاء المجلس البلدي) الذين اختارهم الناس لحماية “مينتهم” فغدروا بهم وتخلّوا عن أبسط واجباتهم عند أوّل تظاهرة من تظاهرات 19 تشرين، وهرولوا لتقديم إستقالاتهم الجماعية، في نوع من الهروب الجبان الذي لا مثيل ولا تبرير له، وقد أصبح المجلس العتيد، مذّاك، ملك محافظ يفعل كلّ شيء ما عدا المحافظة على الملك العام..ومن ثمّ انتقل الى قائمة بالأعمال تحمل ألف بطيخة بيد واحدة، فكيف يمكن لها أن ترى ما أصاب الكورنيش الذي سعى وجهد “البيك” في ما مضى لصناعة جماله، مستعيناً بألف صديق وهيئة رسمية وأوروبيّة!
الكورنيش – اليوم – في قبضة “قبضايات” باعوا أوّلاً المقاعد وما تيسّر من حديد ودرابزين، ثمّ انتقلوا الى “إيجار” رصيفه الواسع للكراسي وعربات الترمس والذرة والقهوة والمراجيح والموتوسيكلات، وكلّ ما يمكن أن يطيح بالذوق العام، وما يمكن أن يشوّه المكان الجميل ويجعله مرتعاً للقاذورات!
الكورنيش بات أملاكاً خاصّة لخارجين على القانون، ولم يعد هناك من متّسع لمواطن عادي أن يمارس حقّه في التنفّس، أو أن يمرّ بدرّاجة إبنه الصغير، او لعائلة ان تتنشّق رائحة البحر تحت حرارة الشمس على مقعد خلعوه من مكانه للبيع لدى أقرب بورة خردة!
في طرابلس، حافظت البلدية رغم تناقضاتها وتحوّلاتها على وجودها، ولم تسقط تحت وصاية محافظ أو قائمقام، ما سمح ويسمح للرئيس أحمد قمر الدين أن يحدّ من المخالفات والتعدّيات (على قدر أهل العزم..)، وهو ما ليس متاحاً في مدينة الأفق والموج، لأنّ اعضاء بلديّتها الأشاوس قد خانوا الأمانة، فتركوا كورنيشها وأرصفتها لرعاع القوم، ليس إلّا..
كورنيش الميناء في خطر.ومن يشاهد حالته الراهنة، لا بدّ أن يحزن.ومن يحزن، لا بدّ أن يصرخ في وجه من يهمّه الأمر:وا كورنيشاه..من قباحة ووقاحة المتسلّطين والمنتفعين!