جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / وحدة الصف تستوعب صدمة الاستقالة
9e7c8459-f705-4ad7-b962-f8ce04aaece1

وحدة الصف تستوعب صدمة الاستقالة

                                              ليست ساعة للتشفّي وتصفية الحسابات، بقدر ما هي مناسبة للترفع عن الخلافات والمماحكات، والعمل على جمع الصفوف وتوحيد المواقف، بين فاعليات الطائفة السنية.
تداعيات الاستقالة – الصدمة، لا تعني أهل السنة وحدهم، ولا جمهور الرئيس سعد الحريري وحده، بل هي تمس الوطن برمته، وتهمّ كل لبناني، مهما كانت طائفته أو منطقته، لأن الزلزال في حال وقوعه، لا يُميّز بين مسلم ومسيحي، ولا بين حزبي وآخر، ولا حتى بين منطقة وأخرى.
ولكن كلامنا الموجّه اليوم لفاعليات الطائفة السنية، معطوف على ما يتم تداوله منذ فترة من إحباط تعاني منه الأكثرية الساحقة من الطائفة الأكبر في لبنان، والشعور بالغبن والتهميش الذي انتشر مثل النار في الهشيم، بسبب عدم التزام شركاء الحريري في التسوية، بالمبادئ والبنود، التي تصون المعادلة الوطنية، وتعزز خيار الحريري تجاه جمهوره، الذي فوجئ أصلاً بتأييد زعيم تيار المستقبل للعماد ميشال عون في انتخابات رئاسة الجمهورية.
صدمة الاستقالة، والقلق من تداعيات الأزمة السياسية المفتوحة طوت صفحة الإحباط ، ودفعت بالكثيرين إلى مراجعة مواقفهم، والتعاطف مع استقالة الحريري الجريئة، الذي تحمّل على مدى سنة كاملة من الضغوط والتجاوزات الكثير الكثير، حفاظاً على التسوية من التعثر والانهيار، وحرصاً على تجنيب البلاد والعباد مخاطر العودة إلى مرحلة الانقسامات.
وما أعلنه الرئيس نجيب ميقاتي من وقوف الجميع تحت سقف دار الفتوى هو الخطوة الأولى نحو توحيد الصف، والعودة إلى المبادئ الوطنية التي تضمنتها الوثيقة الإسلامية الصادرة عن اجتماع دار الفتوى الموسع عام 2011، والتي أجهضت محاولات ضرب وحدة الطائفة يومذاك!
وما أشبه اليوم بالبارحة، حيث أن وحدة الصف قادرة على استيعاب صدمة الاستقالة، والتصدي لمحاولات استهداف أهل السنة والجماعة!