جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / “14 شباط” بلا عونيين… “كسْر الجرّة” مع العهد
23-11-19-f24

“14 شباط” بلا عونيين… “كسْر الجرّة” مع العهد

توقيف مرافق أسود يُغضب باسيل: “يروحوا يوقّفوا اللي حرقوا مكاتبنا”

 

من “بيت الوسط” ولدت التسوية ومن “بيت الوسط” تموت… ففي تشرين الأول 2016 أطلق الرئيس سعد الحريري “طلقة الانطلاق” للعهد العوني في السباق الرئاسي، وفي شباط 2020 سيطلق الحريري “طلقة الرحمة” على التسوية التي أبرمها مع هذا العهد. هذا ما حصل حينها، وهذا ما سيحصل في الرابع عشر من شباط المقبل خلال إحياء الذكرى السنوية الـ15 لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، التي تقررت إقامتها في “بيت الوسط” بدل المكان التقليدي في “البيال”. ولأنّ عملية توزيع الدعوات على كافة الأحزاب والجهات والشخصيات المدعوّة إلى المناسبة انتهت، علمت “نداء الوطن” أنّ “التيار الوطني الحر” لم يكن على قائمة المدعوين هذا العام، بحيث جرى إستثناؤه من الدعوات وضمّه إلى باقة “غير المرغوب بمشاركتهم” في إحياء ذكرى اغتيال الحريري، إلى جانب “حزب الله” الذي جرت العادة على عدم دعوته إلى هذه الذكرى.
إذاً لا عونيون في “بيت الوسط” يوم 14 شباط… هو موقف قائم بحد ذاته “يكسر الجرّة” مع العهد العوني ويختصر الكثير في الشكل، إن لجهة الرد على انقلاب العهد على التسوية التي أوصلت ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى، أو لناحية إقصاء من يعمل على اغتيال الحريري سياسياً عن ذكرى اغتيال أبيه جسدياً. أما في المضمون، فخطاب رئيس “تيار المستقبل” سيكون “خطاباً مفصلياً ولعله يكون الأبرز له خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة”، حسبما وصفته مصادر التيار لـ”نداء الوطن”، مؤكدةً أنه سيضع “النقاط على حروف المرحلة السابقة والمرحلة المقبلة في ظل التحديات القائمة بعد التطورات الأخيرة”، مشيرةً في هذا الإطار إلى كون خطاب الحريري ينطلق من “مقاربات سياسية نقدية لا سيما إزاء مرحلة التسوية (مع عون) بشكل خاص”.
وفي المقابل، بدا رئيس الجمهورية أمس منهمكاً في “تعبيد الطريق” أمنياً وعسكرياً أمام عبور جلسة الثقة النيابية لحكومة حسان دياب يومي الثلثاء والأربعاء المقبلين، وهذا ما شكّل النقطة المحورية في كلمته أمام المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد في قصر بعبدا، حيث أكدت مصادر المجتمعين لـ”نداء الوطن” أنّ التوجه الرئاسي هو نحو منع تحركات الثوار على الأرض من عرقلة وصول النواب إلى ساحة النجمة، فتقرر أن يصار إلى “اعتماد الإجراءات العسكرية والأمنية نفسها التي اعتمدت يوم جلسة إقرار الموازنة العامة، وقد طلب من قيادة الجيش تشديد التدابير اللازمة لتحقيق هذا الهدف”.
أما على صعيد ملف الاحتقان المحتدم بين “التيار الوطني الحر” والثوار لا سيما الطرابلسيين منهم، سيّما على خلفية الإشكالات المتنقلة بين مرافقي عضو التيار النائب زياد أسود والمتظاهرين والتي لم تخلُ من نكء العصبيات الطائفية والمناطقية، فقد كشفت مصادر وثيقة الصلة برئيس “التيار الوطني” جبران باسيل لـ”نداء الوطن” أنه أبدى خلال الساعات الأخيرة غضباً عارماً، جراء توقيف مرافق أسود الذي اعتدى على أحد المواطنين الطرابلسيين في منطقة المعاملتين، ونقلت عن باسيل قوله: “يروحوا يوقفوا اللي حرقوا مكاتب التيار”.
وإزاء ذلك، استغربت مصادر معنية بالملف لـ”نداء الوطن” أن تثير مسألة توقيف شخص، ظهر “بالصوت والصورة” وهو يعتدي على مواطن آخر ويستخدم عبارات تهدد بإثارة فتنة طائفية في البلد، امتعاض باسيل بدل أن يبادر إلى رفع الغطاء السياسي عنه، خصوصاً وأنّ مرافق أسود، بخلاف الأنباء التي سرت عن كونه لا ينتمي إلى “التيار الوطني”، إعترف بنفسه أنه ينتمي إلى عناصر جهاز “الانضباط” في “التيار”، وأنّ رسائل عاجلة وجهت إليهم تطلب منهم التوجّه إلى المنطقة حيث كان أسود ليلة الحادثة “لإجراء اللازم”. علماً أنّ المصادر أكدت أنّ التوقيفات لم تشمل طرفاً دون آخر إنما شملت أيضاً عدداً من المتظاهرين، بالإضافة إلى استدعاء آخرين من دون أن يثير ذلك أي بلبلة مفتعلة كالتي أثارها توقيف مرافق أسود.