جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / جريدة اليوم / اتقوا الله في بقايا العيش المشترك..!
Save-Lebanon1 (1)

اتقوا الله في بقايا العيش المشترك..!

 

 

لا ندري ما هي الحكمة من تكرار المشهد الخلافي الذي أعقب حرب تموز 2006، بعد تحقيق الانتصار على الدواعش الإرهابيين، والتفاف اللبنانيين حول الجيش الوطني.

السجال المتفجّر فجأة حول أحداث عرسال في آب 2014، وملابسات خطف العسكريين، يذكرنا بالنقاشات والخطابات التي أجهضت أجواء الوحدة الوطنية التي تجلّت بأبهى صورها طوال أيام العدوان الإسرائيلي، حيث عادت الانقسامات بأبشع حالاتها، وسادت لغة التآمر والتخوين، مكان لغة التضامن ووحدة المصير!

ماذا ينفع فتح ملف العسكريين الشهداء الأبطال، وطرحه في البازارات السياسية، وبأساليب المزايدة والمكابرة، بهدف النيل من شخصيات سياسية وعسكرية، بحجة التردد والتخاذل في خوض المعركة ضد الإرهابيين في عرسال، وتحرير العسكريين المخطوفين قبل نقلهم إلى الجرود.

المفارقة أن أصحاب هذه الحملات، كانوا عبر وزراء ونواب حزب الله وحلفائه، من أشد المعارضين لفتح قنوات التفاوض لتحرير العسكريين، ومبادلتهم بسجناء من زملائهم لدى الجانب اللبناني.

أما محاولة رمي كرة المسؤولية على رئيس الحكومة يومذاك الرئيس تمام سلام، فهي دسّ رخيص على شخصية نزيهة وشجاعة، قادت البلاد في فترة الشغور الرئاسي بكثير من الحكمة وسعة الصدر والعقل، مما ساعد في الحفاظ على مؤسسات الدولة، ومنع السقف من السقوط على رؤوس الجميع.

استمرار المعارك داخل بلدة عرسال، بين شارع وشارع، ومن بيت إلى بيت، كان سيؤدي إلى تدمير البلدة وتهجير أهلها الأربعين ألف نسمة، وتكبيد الجيش المزيد من الخسائر في الرجال والعتاد، لأن القوات العسكرية المتواجدة في البلدة لم تكن مستعدة لهذه المعركة بالسلاح والذخيرة، بدليل أن العديد من العسكريين استشهدوا، وفي مقدمهم العقيد نورالدين الجمل، بعد نفاد ذخيرتهم، وكذلك حال بعض الذين أسروا.

وأصبح معروفاً أن جيشنا الباسل تلقى سيلاً من المساعدات العسكرية الأميركية والبريطانية، بما فيها صواريخ وقنابل ذكية، فضلاً عن استخدام الطائرات في عمليات قصف مستمرة، مهدت لتقدّم الجيش إلى قمم الجرود والتلال المحيطة بها، وإلحاق الهزيمة بجماعات داعش، وكل هذه الإمكانيات لم تكن متوفرة إبان معركة آب 2014!

اتقوا الله.. وحافظوا على ما تبقى من قواسم العيش المشترك في هذا البلد!

افتتاحية جريدة اللواء اللبنانية