جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / خيارات الحسم:تشكيلة إلى بعبدا ثم الإعتكاف أو الإعتذار
36fa4f27-5adf-4203-ad3a-15c3dd97d316

خيارات الحسم:تشكيلة إلى بعبدا ثم الإعتكاف أو الإعتذار

دخل تأليف الحكومة في قلب أسبوع الحسم، الذي تحدث عنه الرئيس المكلف سعد الحريري وهو الأسبوع الطالع، وسط تسريبات، بعضها يحافظ على وميض قليل من التفاؤل، وبعضها الآخر يذهب وجهة التشاؤم، على أساس ان إخراج العملية الحكومية من القوة إلى الفعل (بتعبير ارسطي) يحتاج إلى معجزة، تفكك مطالب التيار الوطني الحر بأن تكون لديه الكفة الراجحة داخل الحكومة، وابلاغ الرئيس المكلف من يعنيه الأمر، ان لا طاقة لديه أو بالاحرى لا شيء لديه بعد ليتنازل عنه، في وقت ينتظر فيه أعضاء اللقاء التشاوري من يتصل بهم، لنقل كيفية تمثيلهم في الحكومة، بين وزير منهم يتمسكون بتسميته، وممثل عنهم (أي وزير أيضاً) يسمى بالنيابة عنهم..
ولم تحمل عودة الرئيس الحريري من باريس «معطيات مفرحة»، الا ان الاجتماع الذي عقد مساء أمس في بيروت مع الوزير باسيل، عاد وتناول الأفكار التي تمّ تداولها في العاصمة الفرنسية.
ولم تشأ المصادر المقرّبة الكشف عمّا حصل، لكنها قالت ان المراوحة ما تزال سيّدة المعالجات، وان الوزير باسيل كرّر الدعوة للأخذ بأحد اقتراحاته الخمسة التي قدمها للخروج من المأزق.
وبانتظار اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية غداً، لدراسة الموقف المستجد، قال مصدر نيابي مواكب لعملية التأليف لـ«اللواء» ان الرئيس المكلف امام خيارات اربعة:
1 – تأليف الحكومة وصدور المراسيم وفقا للآليات الدستورية، وهو ما يطمح إليه بقوة.
2 – تقديم تشكيلة للرئيس ميشال عون، بصرف النظر عن اعتمادها أو ردّها.
3 – الاعتكاف في حال استمر التباين مع فريق العهد أو سائر الأطراف الأخرى.
4 – الاعتذار، لا سيما وان أوساطاً نقلت عن الرئيس المكلف استياءه البالغ من «المترسة» وراء الشروط والشروط المضادة وأن لا إمكانية لديه للاستمرار في هذا الوضع، لا سيما وان المطالب الأوروبية والدولية والعربية تشدد على ضرورة تأليف الحكومة والخروج من حالة المراوحة، نظرا لسلبياتها سواء على المساعدات المقررة في المؤتمرات الدولية، أو التهديدات الإسرائيلية المتكررة.
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أنه طالب، وعدد من المسؤولين الفرنسيين، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، خلال زيارته إلى فرنسا، بعدم قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضد لبنان قبل تشكيل الحكومة.
ولفت لو دريان، إلى أن «فرنسا قامت بوقف الإمدادات العسكرية للجيش اللبناني وقام الرئيس الفرنسي بإلغاء زيارته إلى لبنان الشهر المقبل بسبب الرفض الكامل للإعمال العسكرية لحزب الله.
وقالت المصادر ان الخطوة المهمة في سياق التحضير للحسم، ستكون بزيارة الحريري إلى قصر بعبدا، حيث يفترض ان تكون الجولة الأخيرة من المشاورات، فإذا ما تمّ التفاهم مع الرئيس ميشال عون على التشكيلة الحكومية، وفق الصيغة التي اعدها، يمكن الاتفاق حينها على موعد إصدار المراسيم، اما إذا لم يوافق الرئيس عون على التشكيلة، فعندئذ ستكون الخيارات مفتوحة امام الرئيس المكلف، وهي عديدة تتراوح بين كشف المعطلين بالأسماء، او الاعتذار، أو اللجوء إلى خيار تفعيل حكومة تصريف الأعمال، الا ان هذه الخطوة تحتاج بدورها إلى اتفاق مع رئيس الجمهورية.
حتى الآن، لا تتحدث مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن أي حسم حكومي، لكنها توقعت ان تكون لقاءات باريس قد خلقت أجواء حوارية.
وقالت ان المعطيات الموجودة لا تشير الى بت بعض النقاط المتصلة بتأليف الحكومة ولاسيما موضوع تبادل الحقائب ولذلك فإنه من غير المستبعد ان تستكمل اللقاءات في بيروت.
وفهم من المصادر ان هناك بعض التكتم على ما دار في لقاءات باريس وكأن الامر مطلوب لذلك، اما ما ينقل عن العودة الى مطلب استرداد الوزير المسيحي من الرئيس المكلف ليكون من حصة «التيار الوطني الحر» وان يكون الوزير السني من حصة الحريري فنفته المصادر التي تحدثت عن رمي معلومات كالتمسك بالثلث المعطل والتخلي عن صيغة العشرات الثلاث، في حين انها غير دقيقة.
لقاءات باريس
وقالت مصادر مواكبة لعملية التأليف، بأن البحث جرى خلال لقاءات باريس في أفكار قديمة سبق للرئيس المكلف ان حدّد موقفه منها، وليس هناك من أفكار جديدة من شأنها ان تعيد خلط الأوراق من جديد، فيما أكدت مصادر الرئيس المكلف بأن أي حديث عن تنازلات هو أمر ليس في خانته، وليس لدى الرئيس المكلف ما يمكن ان يتنازل عنه بعد مسلسل التضحيات التي سبق وقدمها.
ونقل التلفزيون كذلك عن مصادر «التيار الحر» قولها ان اللقاءات ما تزال متواصلة من أجل إيجاد حل عبر التوزيع العادل للحقائب، مشيرة إلى ان لقاءات بعيدة عن الإعلام جرت بعد اللقاء الأوّل بين الرئيس الحريري والوزير باسيل الذي قد يعود مساء الاحد إلى بيروت.
ونقل أيضاً عن مصادر في «القوات اللبنانية» بأن اللقاء بين الحريري وجعجع لم يتطرق إلى مسألة الحقائب لأن العقدة ليست عند «القوات»، بل تمت مقاربة الوضع الحكومي من كافة جوانبه، إضافة إلى علاقة تيّار «المستقبل» بـ«القوات»، وتم التأكيد على أهمية التنسيق والتضامن من أجل مواجهة المرحلة المقبلة.
وفي موقف مستجد من سلبيات تأخير التأليف، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق «دخلنا بأزمة التعطيل الحكومي في الشهر التاسع والأزمة تتفاقم، ولا توجد ضمانة أكيدة لحل قريب، لأن هناك من لا يزال يتنكر لحق اللقاء التشاوري بالتمثيل، ولا يمكن تشكيل الحكومة من دونه لأن الانتخابات النيابية أعطته هذا الحق وأصبح أعضاؤه جزءا من المعادلة الداخلية».
وقال عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ نبيل قاووق إن «تأخير تشكيل الحكومة هو شر مطلق لا خير فيه ولا مكسب، وإنما ضرر شامل على كل المستويات واستنزاف لمعنويات اللبنانيين».
واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب الوليد سكرية أن «رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري أخذ التمثيل السني كاملا فهل له الحق في احتكار التمثيل السني وهناك 19 نائباً من خارج تيار المستقبل»، مشيراً إلى «أنني أعتقد أن رئيس الجمهورية ميشال عون لن يقبل باستمرار الوضع كما هو وأتصور أنه سيتخذ قرارات مهمة».
إطلالة نصر الله
وسط هذا الحراك السياسي، خالف الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله التوقعات، حيث لم يستفض كثيراً، خلال اطلالته مساء السبت، عبر قناة «الميادين»، في الحديث عن الشأن الحكومي، لكنه بدا منفتحاً ومهادناً الرئيس المكلف، واكتفى بالاشارة إلى ان هناك عقدتين تواجهان تأليف الحكومة، هما توزير «اللقاء التشاوري» وتوزيع الحقائب، لكنه أكّد ان المساعي جدية لتأليفها، ونحن «مصرُّون على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن لأن ذلك من مصلحة لبنان»، لافتا إلى ان الرئيس المكلف سعد الحريري «يحاول تدوير الزوايا، وان يكون ايجابياً»، و«نحن حريصون على الانفتاح والتعاون معه، رغم مهاجمينا من قبل تيّار المستقبل».
«الشاكوش»
تزامناً، ضجت القرى الجنوبية المتاخمة للحدود مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، مساء أمس، باصوات المطارق، التي طرقها سكان هذه القرى، بقصد إدخال الرعب والارتباك لدى المستوطنين في المستوطنات الإسرائيلية المتاخمة للحدود، رداً على عملية «درع الشمال» التي أطلقتها قوات الاحتلال في الأسابيع الماضية، وتحدثت خلالها عن اكتشاف ستة انفاق، قالت ان حزب الله أقامها في الجنوب إلى داخل الأراضي المحتلة.
وجاءت هذه الخطوة من قبل أهالي القرى الجنوبية، في سياق حديث السيّد نصر الله، في مقابلته مع «الميادين» حيث تعجب كيف ان المخابرات الإسرائيلية لم تكشف أحد هذه الانفاق الذي قال انه تمّ انشاؤه قبل حرب تموز، أي قبل 13 سنة، متسائلاً: هل يعقل ان يكون المستوطنون لم يسمعوا أصوات المطارق (التي تسمى باللبناني شاكوش) أثناء حفر الانفاق؟
وعلى الأثر انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ يقول: «الشاكوش.. لبيك نصر الله»، ووضع رسم للشاكوش محل صورة بندقية «الكلاشينكوف» رمز شعار «حزب الله».
نقابياً، وبعد المخاض الذي يسري التجاذب بين حركة «أمل» والتيار الوطني الحر في الجامعة اللبنانية، وتدخل بكركي لتصحيح ما تصفه بأنه الخلل، قاطع التيار الوطني الحر انتخابات الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم المهني والتقني الرسمي، التي جرت في الدكوانة، بلائحة توافقية من «القوات اللبنانية» وأمل وتيار المستقبل، والحزب التقدمي الاشتراكي، وبعض المنفردين، الحزبيين الذين فازوا بالتزكية.
وعن التيار مقاطعته لأسباب ميثاقية بنيوية تتعلق «بالتوازن الطائفي» منوهاً بالموقف التضامني لحزب الله مع التيار الذي قاطع الانتخابات ايضا.
بالمقابل، كان «الحراك النقابي المستقل» يواجه انتخابات رابطة الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان، وهو عبارة عن تجمع لاحزاب يسارية بعيدة عن السلطة، من موقع المقاطعة، احتجاجاً على ما اسماه «ما بني على باطل فهو باطل»، مهددا بالمراجعة امام مجلس شورى الدولة، لابطال الانتخابات التي تحالفت فيها أحزاب السلطة.