جريدة الكترونية تأسست
1/1/2015
الرئيسية / أبرز الأخبار / رئيساً..ليلة واحدة!
mikhael-800x549

رئيساً..ليلة واحدة!

 
خاص Lebanon On Time – جوزاف وهبه
كُثرٌ هم رؤساء الجمهورية اللبنانيون الذين قصرت أعمارهم، أو ناموا ملء جفونهم على وعود لم تتحقّق، أو دنت منهم الرئاسة قاب قوسين، وفي طليعتهم النائب والوزير السابق مخايل الضاهر الذي رحل عن 95 عاماً، قضاها مشرّعاً دستوريّاً من الطراز الأوّل.
الشيخ بشير الجميّل، إغتاله القومي الإجتماعي حبيب الشرتوني، بأمر من النظام السوري، بعد 17 يوماً من انتخابه، وقبل أن يتمّ التسلّم والتسليم مع الرئيس الياس سركيس..
الرئيس رينه معوّض بالكاد وصل الى احتفال عيد الإستقلال، لتنتظر عودة موكبه سيّارة مفخّخة قضت عليه وعلى كوكبة من رفاقه ومرافقيه، تمهيداً لوصول رئيس يرتضي إسقاط قصر بعبدا بقوّة السلاح، فكان الياس الهراوي الرئيس الذي وافق على ذلك..
جان عبيد طالما كان رئيساً “قيد التنفيذ” مراراً وتكراراً، وعند أكثر من إستحقاق، وبالأخصّ في مرحلة التمديد للرئيس إميل لحود، حيث اختار الرئيس السوري، آنذاك، بشّار الأسد التمديد للحود على حساب وصول النائب والوزير الراحل عبيد إلى قصر بعبدا، دونما أيّ تفسير سياسي للعناد السوري الذي شكّل نقطة تحوّل في الموقف الدولي من الوجود العسكري السوري في لبنان، إلى أن حانت لحظة 14 شباط التاريخيّة..
رئيس تيّار المرده سليمان فرنجيه كاد أن يدخل القصر الرئاسي عام 2016 لولا “التسونامي” العوني، على حدّ توصيف وليد جنبلاط للحالة المسيحية السائدة في ذلك الوقت..وربّما تتكرّر خيبة فرنجيه هذه المرّة أيضاً، مع إصرار جبران باسيل على موقفه الرافض لتأييده خلافاً لتوجّهات حزب الله، ومع التبدّل النسبي في ميزان القوى المحلي والإقليمي..
عام 1988 الكلّ يذكر العبارة الشهيرة”الضاهر..أو الفوضى” والتي أطلقها المبعوث الأميركي الى لبنان ريتشارد مورفي، وذلك خلال محاضرة له في مركز عصام فارس للدراسات، وقد قالها في سياق رسالة نقلها مورفي من دمشق الى المنطقة الشرقية المسيحية، على مقياس الحرب الأهليّة الدائرة في ذلك الوقت..
نام، ليلتها، نائب المقعد الماروني عن عكار مخايل الضاهر قرير العين على أنّه “الرئيس” ليستفيق في الصباح التالي، وقد انقلبت الأحوال في الشارع المسيحي، ما جعل حلم تلك الليلة يطير الى غير رجعة، وما جعل التطوّرات اللاحقة ترسو على رينه معوّض منتخباً في مطار القليعات..
لبنان بلد المفاجآت، كان ولا يزال، وإلّا من كان ليصدّق يوماً أنّ سعد الحريري يمكن له أن يتبنّى ترشيح سليمان فرنجيه..وأنّ سمير جعجع يمكن له أن يذكّي ميشال عون للرئاسة الأولى!!
مخايل الضاهر رحل بلا رئاسة..وكلّ ما بقي لنا هو “الفوضى”!